الإدارة الإلكترونية : رافعة للنموذج التنموي الجديد
عرفت العقود الأخيرة تحولات مهمة في طبيعة المجتمعات الإنسانية، نتيجة الثورة الرقمية التي شهدها العالم، وكذا الاستعمال المكثف للوسائط الحديثة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التي أحدثت تغيرات جوهرية في الحياة اليومية للإنسان، فقد أصبحت الوسائط التكنولوجيا من الآليات الأساسية والمعول عليها في إحداث التنمية المستدامة، الأمر الذي كان له انعكاس على كيفية تدبير وتسيير المرافق والإدارات العمومية وشبه العمومية، والتي تعتبر القاطرة التي تحرك عجلة التنمية في الدول النامية.
رابط التحميل اسفل التقديم
______________________
تقديم
عرفت العقود الأخيرة تحولات مهمة في طبيعة المجتمعات الإنسانية، نتيجة الثورة الرقمية التي شهدها العالم، وكذا الاستعمال المكثف للوسائط الحديثة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التي أحدثت تغيرات جوهرية في الحياة اليومية للإنسان، فقد أصبحت الوسائط التكنولوجيا من الآليات الأساسية والمعول عليها في إحداث التنمية المستدامة، الأمر الذي كان له انعكاس على كيفية تدبير وتسيير المرافق والإدارات العمومية وشبه العمومية، والتي تعتبر القاطرة التي تحرك عجلة التنمية في الدول النامية.
لقد أحدث التطور السريع في أنظمة وشبكات الاتصال ونظم المعلومات مساحة عريضة لتطور الأنظمة الإدارية والمالية في المؤسسات الحكومية، إذ أطلقت عدد من الدول مبادرات الإدارة الإلكترونية، مما ساعدها على الانطلاق والخروج من نطاقها الجغرافي رغم إمكانياتها البشرية المحدودة،
كما أن وصول الخدمات الإدارية للمواطنين والمستفيدين في أماكن تواجدهم في المدن والأرياف، أضحى في وقت قياسي وعلى مدار الساعة، مما يترتب عليه فوائدا كبيرة للاقتصاد الوطني، والذي ينعكس بدوره بشكل رئيسي وإيجابي على تسهيل أعمال ومصالح المواطنين والمستثمرين.
وتأسيسا على ما سبق، فالرقمنة من الوسائل الأساسية للتحديث الإداري، من خلال استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وذلك بغية زيادة كفاءة وفعالية وشفافية الإدارة، من خلال ما تقدمه من خدمات للمرتفقين، فهي تعتبر منظومة تقنية شاملة، تختلف أنشطتها عن أنشطة الإدارة التقليدية كونها تمثل منعطفا كبيرا وشاملا لجميع المجالات الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية، الإنتاجية
والتطويرية، من أجل تقديم أفضل للخدمات، قياسا لما تقدمه الإدارة التقليدية، كما أن إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصال من طرف الإدارة المعاصرة يشكل مرحلة أساسية في مسلسل التنمية والتحديث لهذه الإدارة، إذ يشكل بكل تأكيد قيمة مضافة للإدارة والمواطنين، فاعتماد التكنولوجيا الرقمية في التدبير لها دور فعال في تحقيق مبادئ الحكامة الجيدة، بما في ذلك تحسين التواصل والاقتصاد في التكاليف وتحسين الخدمات واستمراريتها للوصول إلى أعلى معايير الجودة، لأنها آلية تسمح ببلورة إدارة حديثة ومواطنة، فتحديث الإدارة ليس بالشيء الهين، إذ لن يعطي النتائج المرجوة منه ما لم يكن
قائما على مبادئ الحكامة الجيدة.
وللحديث أكثر عن الإدارة الإلكترونية، سنتطرق إلى أهميتها المبحث الأول)، وإلى دور الخدمات الإلكترونية في مكافحة الفساد الإداري وإرسال نموذج تنموي جديد (المبحث الثاني).
المبحث الأول
أهمية الإدارة الإلكترونية (الرقمنة)
إن الحديث عن الإدارة الإلكترونية يستلزم ضبط مختلف الجوانب، بداية بتناول مختلف التعريفات التي تناولها الباحثون والمهتمون لمحاولة تحديد مفهوم للإدارة الإلكترونية، في ظل التطور الذي يعرفه قطاع تكنولوجيا المعلومات وانعكاساته على المرفق العمومي، فهذا التوجه نحو رقمنة الإدارة وتجاوز التنظيم التقليدي، أفرز عدة خصائص ميزت التعامل الإلكتروني للعلاقة بين الإدارة والمرتفقين، في المقابل فإن تطبيق الإدارة الإلكترونية ينطوي على عدة أبعاد تسعى الإدارة من ورائها للوصول إليها، وذلك من خلال الالتزام بمبادئ الإدارة الإلكترونية، فالرقميات تمثل رافعة حقيقية للتغيير والتنمية، لذا، يتعين إيلاؤها اهتماما خاصا على أعلى المستويات في هرم الدولة باعتبارها محفزا للتحولات المهيكلة
وذات الأثر القوي (1).
فالإدارة الإلكترونية تعتبر من المفاهيم الحديثة، وهي نتاج مواكبة الإدارة للتطور في مجال تكنولوجيا المعلومات التي شهدها العالم، وهذا ما أدى إلى الانتقال من النمط التقليدي للإدارة، إلى العصرنة والتحديث أو ما يطلق عليه بالإدارة الإلكترونية (L'Administration électronique)، هذا وسنتناول مقومات الإدارة الإلكترونية (المطلب الأول)، ودور الخدمات الإلكترونية في مكافحة الفساد الإداري
المطلب الثاني).
___________________
رابط التحميل
https://drive.google.com/file/d/1KEP3Ewwe0a-GtuuZWcMvVa19i230DQpF/view?usp=drivesdk