رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص تخصص منازعات الأعمال تحت عنوان دعوة المساهمين للإجتماع من طرف أجهزة الإدارة و المراقبة في شركة المساهمة

رابط تحميل الرسالة اسفل التقديم :

تقديم

تعد شركات المساهمة من بين أكبر مظاهر التجمعات المالية المنضم في حضيرتها العديد من المستثمرين ، الذين ينظرون إلى هذا التنظيم كوسيلة لاستقطاب أرباح ضخمة على اعتبار أن التنظيم القانوني المنظم لهذا النوع من الشركات يفترض أنها تضم عددا هائلا من المساهمين، وتتوفر بالتالي على رؤوس أموال ضخمة تسمح لها بالإنخراط في مشاريع التجارة والأعمال الصعبة، سواء من حيث طبيعتها ، كالأعمال و المبادلات التجارية المتعلقة بالمنتجات الثقيلة من قبيل صناعة المحركات و الآلات الضخمة ، أو المواد التي يحتاج إنتاجها إنجاز دراسات معقدة و تحمل تكاليف صعبة ، أو من حيث القدرة على مجاراة المنافسة الشرسة الدائرة رحاها بين أصحاب رؤوس الأموال الكبرى القادرين على الإنتاج والعمل بسرعة وبكميات ضخمة . ذلك أن التاجر الفرد يعجز في غالب الأحيان عن القيام بالمشاريع الكبرى التي تتطلب استثمارات كبيرة وتشغيل مئات العمال كما أن الاقتصاد الحديث يتطلب كفاءات كبيرة في التسيير والإدارة غالبا ما لا تتوفر في التاجر الفرد.

أخذا بكل هذه الاعتبارات والظروف المرتبطة بتطور اقتصاديات الدول، وضرورة حماية الاقتصاد الوطني فقد كان لابد على المشرع المغربي من إيجاد تنظيم خاص ينافس عبره هو الآخر هذه الاقتصاديات على أن لا يقتصر في هذه المنافسة على الدفاع عن نفسه فقط، من خلال تبنيه للتنظيمات القانونية المتعلقة باقتصاديات الدول الكبرى، بقدر ما يجب

Maurice Cozian-Allan viandier-Florance deboissy droit des sociétés "24 er édition- LexisNexis SA-P31.

تطوير هذه الاقتباسات حتى يكون هو الآخر منافسا حقا، ويصعد في سلم اقتصاديات الدول الكبرى.

من هنا كانت شركات المساهمة أفضل تسليحا وأحسن كفاءة المزاولة الأعمال التجارية الكبرى، فهي لها قدرة كبيرة على تعبئة الإدخار ( الأشخاص الطبيعيين و المعنويين ) و جمع الرساميل التي تحتاج إليها في استثماراتها، كما أنه بحكم طريقة تكوينها وإدارتها تنشأ منذ ولادتها مسلحة بالأدوات القانونية والمادية التي تمكنها من مزاولة نشاطها بكفاءة ، و دون أن يهددها ما يهدد الأشخاص الطبيعيين من مرض أو عجز و دون أن يعرقل نشاطها عوامل عاطفية ، فهي شخص اعتباري مجرد يتحكم في مصيره، والنقص الوحيد الذي يهنده هو ضعف الأداء من قبل المسيرين أو المساهمين والنزاعات الخطيرة التي قد تنشأ بينهم.

و تعد شركة المساهمة عجلة مالية صعبة و ناجحة لتحريك قطار التنمية والتشغيل و الرسملة و الإدخار والتمويل و سوق المال وغيرهما ، الإمكاناتها الكبرى والإمتيازات التي وفرها التشريع للمساهمة والمساهمين والأسهم، و الضمانات المالية و الزجرية . الحماية حقوق الأغيار، والعقوبات المختلفة و العديدة التي تردع و تزجر الجرائم و المخالفات التي قد ترتكبها أجهزة الإدارة والمراقبة المكلفة بالسهر على شفافية ومصداقية المعاملات ، و كل ذلك حماية للاقتصاد الوطني من الدمار والخراب والتسيب، و في سبيل إحداث مناخ يشجع المستثمرين على توظيف أموالهم، وتعزيز الثقة في هذا النوع من الشركات قصد تحقيق مشاريعها و تصريف شؤونها وتلبية حاجات المواطنين و

فراد معلال - شرح القانون التجاري المغربي الجديد" الجزء الثاني الشركات التجارية، مطبعة الأمنية الرباط الطبعة 12 الثالثة - 2009 ص

المستهلكين الاقتصادية، من بناء للقناطر و السدود والمطارات و الموانئ ، إلى نظافة الشوارع وترصيف الطرق والتزويد بالماء و الغاز والكهرباء وغيرهما .

وفي ارتباط بموضوعنا المتعلق بمنازعات دعوة المساهمين للاجتماع في شركات المساهمة يمكن القول أن جمعية المساهمين تعتبر نظريا مصدر كافة السلطات فيها، غير أنه يلاحظ أنه كلما كبر عدد المساهمين إلا وتضاءلت فعالية الجمعية لحساب مجلس الإدارة، وذلك لأنه غالبا ما يحجم المساهمون عن المشاركة في أشغال الجمعية العامة لأن ما يحدوهم هو استثمار أموالهم وتحصيل الأرباح وليس المشاركة في التسيير، و هو ما ينتج عنه في الغالب هيمنة مجلس الإدارة و إطلاق يده في التسيير.

رابط التحميل :

https://drive.google.com/file/d/1JDjDsKlM5zWAqSUG5l5qUiyC1ZcX916q/view?usp=drivesdk