مقال بعنوان سلطة التشريع الجنائي في ضبط استخدام التكنولوجيا الحديثة

رابط تحميل المقال اسفل التقديم

مقدمة:

إن التخلف هو نتيجة حتمية لمجموعة من الظروف والاكراهات داخل المجتمع، سواء كانت اقتصادية، تتمثل في عدم وجود استراتيجيات واضحة يكون هدفها الأول والأخير هو تنمية الوعي الاستثماري وذلك بتحسين وضعية الأفراد، أو حتى اجتماعية تعكس المظاهر الحياتية داخل المجتمع في بعدها التنموي، وخاصة وسائل الاعلام والذي يعتبر المرأة العاكسة لوجود عجز أو نمو في خلق ومعالجة وتحويل وحتى التوزيع العادل للاعلام المنتج، من ثم فإن الحاجة إلى تكنولوجيا الاعلام والتواصل أصبحت أكثر طلبا في وقتنا الراهن على اعتبار التطورات التي قد تلحق المجتمع

ويحدث تطور التكنولوجيا بسرعة كبيرة، نظرا لحاجة الانسان لها والذي أصبح يتنفس بنفسها ويتغدى بموادها وهو ما نعيشه في يومنا هذا، بحيث أصبحت الدول المنتجة للاعلام متموقعة كقوة منتجة، والدول التي تنتظر ما تجود به عليها غيرها تجدها فقدت الكثير من سيادتها مما جعلها بلدان مستهلكة إعلاميا وتابعة للبلدان المصدرة للتكنولوجيا، من دون العودة التفاصيل هاته التكنولوجيا وخطورتها المستقبلية على عقول الأفراد، لكون الجهل في طريقة الاستعمال يؤدي إلى الوقوع في جرائم قد لا يدركها المرء إلا بعد فوات الأوان.

وذكر المفكر المغربي المهدي المنجرة أن الطفرات التكنولوجية للإعلام والتواصل أحدثت تغييرات تتجاوز نوعيا وكمياء كل التصورات التكنولوجية الأخرى التي عرفتها البشرية لحد الآن، فهي تمس كل مظاهر الحياة، وهي اليوم العلة الأساسية لتزايد الهوة بين

مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية مؤلف جماعي المدة 12 - السنة السادسة / 2023 البلدان المصنعة وبلدان العالم الثالث، ومن الآن فصاعدا، لا يمكن تصور آية استراتيجية للتنمية، بدون سياسة طويلة المدى في مجالات تكنولوجيات الإعلام والتواصل.

وأكد أحد الفلاسفة أن الثورة الحقيقية، عندما تمر من مجتمع الانتاج إلى مجتمع المعرفة تحدث على مستوى اليات الانتاج الذي يصبح أكثر أهمية من المنتوج نفسه، بالتالي فإذا كانت لديك هذه الآليات، فإنك تملك رأسمالا هائلا

من تم فإن الاستعمال الخاطئ لوسائل الاعلام والتكنولوجيا بشكل عام، يشكل نوع من التخوف على مستعملها باعتباره قد يقترف جرائم وهو غير مدرك لها، ثم إنه حتى وإن كان عالم بالجريمة فإنه يكون غير مدرك لخطورتها سواء على نفسه أو حتى على محيطه، الأمر الذي أصبح معه لزاما على المشرع التدخل لوضع حد أولاء لكافة الممارسات الخارجة عن نطاق القانون يكون موضوعها وسائل التكنولوجيا، وثانيا من أجل تبيان الوسائل والآليات والسبل لكيفية استعمالها بالتالي الحيلولة دون السقوط في تصرفات تضع الأشخاص في تماس مع المقانون

بالتالي قدور التكنولوجيا اليوم أصبح ينافس ويناقش الأسرة في التنشئة والتربية والتعليم وبث القيم والمثل لدى الأفراد داخل المجتمع، فس على ذلك مساهمتها في مكافحة الجريمة واستتباب الأمن داخل المجتمع، الأمر الذي أصبح معه لزاما على المشرع التدخل كي يشعر الأفراد بوجود سلطة تعمل على ضبط سبل واليات استخدام هاته التكنولوجيا.

وعليه فإلى أي حد استطاعت التكنولوجيا الحديثة تحقيق الأمن داخل المجتمعات وكيف بسط المشرع الجنائي المغربي سلطته على استعمالات التكنولوجيا الحديثة؟

ا المهدي المتحركة قيمة القيد التواصل والتطور، مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء الطبعة الثالثة 2008، من 17 وما بعدها ال المنتوج هو الحاسوب والاخرابيات والمعرفة هي كيفية استعمال هذا المفتوحالمهدي المتمرة مستعمل شبكة المعلوم مات الترقية المغرب ما يصل ر من 172 وما بعدها

المطلب الأول: دور التكنولوجيا الحديثة في تحقيق الثورة الرقمية

تصبح اليوم لزاما على كل المجتمعات توفرها على سلطة تعمل على نقل الأخبار والمعلومات، لما يشكل ذلك من انتشار واسعوتطور جذاب للنموذج التنموي، إلا أنه يجب أن يكون ذلك تحت رقابة الأجهزة المكلفة بذلك داخل المجتمع، من أجل ضبط طريقة استعمالها وكذا تطوير استعمالها لما يخدم المجتمع ككل، بالتالي فوسائل الاعلام اليوم لا يمكن أن يذكر دورها أحد في تحقيق الأمن المعلوماتي وكذا في تطوير الثقافة العامة للأفراد.

في عصر المعلومات الذي نعيشه اليوم نجد أن تقنية المعلومات دخلت جميع مجالات الحياة، وقد ساعد دخول شبكة الإنترنت وزيادة أعداد المستخدمين لهذه التقنية على التشار تقنية المعلومات بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية، وما كان لهذه التقنية أن تنتشر بهذه السرعة لولا الإمكانات الهائلة لهذه التقنية والمعلومات الواسعة التي تقدمها شبكة الإنترنت.

بالتالي فكيف تقوم الصحافة بدورها داخل المجتمع، وماذا يمكنها أن تفعل من أجل تطوير هذا المجتمع؟ وما هي أبعاد ثورة الاتصالات على الأفراد والمجتمعات الأمر الذي سوف تعالجه بنوع من التفصيل في هذا المطلب.

الفقرة الأولى: ماذا تستطيع الصحافة أن تفعل؟

تعلم جميعا أن ميادين الصحافة بكسر الصاد متعددة، وتتجلى في الاذاعة والتلفاز والصحف ثم المحلات فوكالات الأنباء، وإلى جانبها الصحافة الالكترونية والتي ظهرت بشكلها العالي سنة 2008، عند وصول الأخبار والمعلومات لسكان أمريكا بشكل إلكتروني بدلا من الصحف والمجلات الورقية، وأن ما زاد من سرعة انتشار هذا النوع من الصحافة ظهور الهواتف الذكية، والصحافة كالية رائدة لتكريس نمو وتطور المجتمعات وذلك بإخراجه من واقعه التصوري للواقع الوجودي الملموس من طرف باقي المجتمعات، بالتالي فلا يمكن لأي مجتمع حداثي اليوم من وجوده دون صحافة، ودون وجود قوانين تعمل على حماية الصحافة والصحفيين وتكرس حرية الرأي والتعبير، وبطبيعة الحال فإن المشرع المغربي كرس هذا

مجلة عدالة للمرايات القانونية والقضائية مؤلف جماعي العدد 12 - السنة الخدمة / 2023 وذلك في العديد من النصوص القانونية، بل إنه أكدها في القاعدة الدستورية باعتبارها أسمى وثيقة قانونية.

وتلعب الصحافة دورا هاما في الطريقة التي تعرض بها أعمال الهمجية ونهاياتها القانونية، فهي تنشط اهتمام الجماهير بمشكلة اجتماعية خطيرة، ولكن يوجد دائما الخطر الذي يتمثل في أن يميل مقال صحفي إلى الإثارة التي قد تضخم الأحداث، وتجعل بعض القراء يميلون إلى المناداة بتكرارها.

كما أن للصحافة دور محوري ومركزي في استقرار الأمن داخل المجتمعات على اعتبار أن هذه السلطة لها من القوة ما يكفي، سواء لإثارة أو إخماد العمليات الاحتجاجية داخل المجتمع. الجميع يدرك أن الصحافة أدوار مهمة في رقي وتطور الذوق الفكري للأفراد، ثم تطوير

رابط التحميل

https://drive.google.com/file/d/14LvKs__NpaOGmc7Me1t7_WMLF4Rn7zv6/view?usp=drivesdk