مقال بعنوان زلزال الحوز وسؤال الدولة الاجتماعية بالمغرب
زلزال الحوز وسؤال الدولة الاجتماعية بالمغرب
رابط تحميل المقال اسفل التقديم
مقدمة
يقع المغرب في شمال غرب إفريقيا مطل بذلك على البحر الأبيض المتوسط شمالا.
وعلى المحيط الأطلسي غرباً، الشيء الذي يجعله محطة قريبة من خط الزلزال المسمى بجزام النار الهادئ هذا الحزام الناري هو خط تفاعل الصفائح الأرضية وتحركاتها الشيء الذي يؤدي إلى تراكم التوترات وحدوث الزلازل، وبخصوص تقرير مؤشر المخاطر العالمي، فإن المغرب يحتل المرتبة السابعة من بين أكثر الدول تعرضاً للكوارث الطبيعية بما فيها الزلازل، وتعتبر الزلازل ظاهرة طبيعية تحدث عندما تندلع اهتزازات في قشرة الأرض، ويعتبر الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز" بالمغرب الأخطر نتيجة لتحرك الصفائح الأرضية على سطح الكرة الأرضية، حيث إنه عندما تنزلق هذه الصفائح فوق بعضها البعض أو تتصادم مع بعضها البعض، يتولد توتر في الصخور والأرض، وهذا التوتر يتراكم مع مرور الزمن حتى يحرر بشكل فجاني هذا التحرير الفجائي تسبب في إطلاق موجات الزلزال التي انتشرت عبر الأرض في شكل اهتزازات قوية شملت عدة مدن مغربية، كما أنه يمكن تصنيف الزلازل حسب قوتها إلى زلازل صغيرة ومتوسطة وكبيرة وتقاس شدة الزلزال عادة باستخدام مقياس ريختر" أو مقياس موجات الزلازل السطحية كون أن زلزال المغرب الخطير سجل 7.2 درجة على مقياس ريختر" مخلفا بذلك خسائر مادية وبشرية ومعنوية كبيرة، الأمر الذي استلزم الإسراع في توفير حماية اجتماعية لضحايا هذه الكارثة الطبيعية في تجسيد نام لروح الدولة الاجتماعية باعتبارها ذلك الانتقال من مجتمع تقليدي محدود القدرات إلى مجتمع حديث بظهور اليات جديدة تجعل من التضامن والتآزر موضوع هيكلته من خلال تعزيز الحماية الاجتماعية لهؤلاء عبر اتخاذ مجموعة من الإجراءات والسياسات تهدف بالأساس إلى تقديم الإغاثة والإسعافات الأولية وتقديم الدعم والرعاية للأفراد المتضررة من الزلزال، كما أنها تهدف إلى تكثيف الجهود وتقليل التأثيرات
تقرير المخاطر العالمية هو دراسة سنوية بنشرها المنتدى الاقتصادي العالمي قبل الاجتماع السنوى للمنتدى في دافوس، سويسرا بناء على عمل شبكة المخاطر العالمية، يصف التقرير التغييرات التي تحدث في مشهد المخاطر العالمية من عام إلى آخر -Word Economic Forum's Global Risks Report 2023
مقياس ريختر هو نظام يستخدم القياس قوة الزلازل، وهو اسمه يأتي من اسم العالم الأمريكي تشارير فرانسيس ريختر الذي طور هذا النظام في عام 1935، يعبر مقياس ريختر عن قوة الزلزال على مقياس رقمي حيث يتم قياس الزلزال على مقياس ريختر موحدة )Richter( الريخت
الاجتماعية والاقتصادية السلبية للزلزال ومساعدة الضحايا على التعافي وإعادة بناء حياتهم
بشكل أفضل.
وقد عرف المغرب على ممر التاريخ أحداث عدة مرتبطة بالزلازل كانت أخطرها تلك المرتبطة بزلزال أكادير لسنة 1960 المخلف بذلك أكثر من 15 ألف قتيل، ثم زلزال الحسيمة لسنة 2004 ثم الزلزال الأخير لإقليم الحوز لسنة 2023 باعتباره كارثة واقعية. ويمكن تعريف هذه الأخيرة على أنها كل حادث تنجم عنه أضرار مباشرة في المغرب يرجع السبب الحاسم فيه فعل القوة غير العادية لعامل طبيعي أو إلى الفعل العنيف للإنسان.
وتعرف الزلازل على أنها ظاهرة جيوفيزيائية بالغة التعقيد، تظهر كحركات عشوائية للقشرة الأرضية على شكل ارتعاش وتموج عنيفتين وذلك نتيجة لإطلاق كميات هائلة من الطاقة من باطن الأرض، وهذه الطاقة تتولد نتيجة الحصول الكسارات أرضية في طبقات الأرض السطحية، ومن ثم تعرض هذه الطبقات وبشكل خاص في منطقة الصدوع الأرضية أو بالقرب منها لإزاحات عمودية و أو أفقية بين صخور الأرض، وذلك نتيجة لتعرضها. المستمر للتقلصات والضغوط الكبيرة، وبشكل عام تتراوح الزلازل في شدتها من هزات خفيفة بسيطة الضرر إلى هزات عنيفة تؤدي إلى تشقق سطح الأرض، وتكوين الحيود والانزلاقات الأرضية وتحطيم المباني والطرق وخطوط الكهرباء والمياه... إلخ. ويتعاظم تأثير الهزات في الأراضي الضعيفة وخصوصا في الرواسب الرملية والطينية حديثة التكوين. ويعلل ذلك بأن هذه الرواسب تهتز بعنف بسبب انخفاض معامل مرونتها وصلابتها
و عدم مقدرتها على تخفيف التأثير التسارعي الذي تتعرض له الحبيبات يفعل الزلازل. كما يعد المغرب من بين أكثر البلدان تعرضاً للمخاطر المرتبطة بالظواهر الجيولوجية والمناخية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتذهب تقديرات البنك الدولي إلى أن الكوارث، مثل الفيضانات والزلازل ونوبات الجفاف، تتسبب في خسارته أكثر
ان المادة الأولى من قرار ترئيس الحكومة رقم 3.58.23 صادر في 27 من ربيع الأول 1445 (3) أكتوبر (2023) بإعلان الزلزال الذي حدث بالمملكة المغربية بتاريخ 8 شكر 20023 الجريدة الرسمية عند 7240 في 3 ربيع الآخر 191445 أكتوبر (2023) المادة 3 من القانون رقم 110.14 المتعلق بإحداث نظام التعلية عواقب الوقائع الكارثية
جلال الديك الزلازل وتخفيف مخاطرها، مقرر الدراسة بكلية الهندسة جامعة النجاح الوطنية نابلس فلسطين، 2009، ص 13
من 575 مليون دولار كل عام فضلا عن ذلك، ينذر التوسع العمراني السريع وتغير المناخ بزيادة تواتر الظواهر المرتبطة بأحوال الطقس وشدتها.
وعلى مدى تسع عشرة سنة من زلزال الحسيمة، شهد المغرب زلزال قوي ضرب منطقة الحوز نواحي مدينتي مراكش، مخلفا بذلك عدد من الضحايا قدرت بأكثر من 2900 قتيل و 5500 جريح، وعلى إثر هذا الزلزال الأليم جندت السلطات العمومية، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية كافة الوسائل لتقديم الرعاية اللازمة للضحايا وتقديم المساعدة والدعم لفائدتهم، وذلك من خلال اعتماد مقاربة تهدف إلى تنسيق وتكامل جهود وتدخلات مختلف الأطراف واعتماد مبادئ الفعالية والسرعة والشمولية.
و تسعى من خلال هذه الورقة إلى استكشاف اليات تدبير آثار زلزال الحوز وتعزيز
رابط التحميل
https://drive.google.com/file/d/1tAMw3pAwEdeFzBGk_-CocscWEJmj1SC4/view?usp=drivesdk