الذكاء الاصطناعي والعمل الإداري بالمغرب تأليف: الدكتور عبد الوهاب أهرموش
الذكاء الاصطناعي والعمل الإداري بالمغرب تأليف: الدكتور عبد الوهاب أهرموش
رابط تحميل الكتاب اسفل التقديم
مقدمة
للتحولات الواقعة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال أثر كبير على نمط تسيير مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية، وهذا التحول جاء نتيجة سيطرة شركات عالمية متعددة الجنسيات على التقنية، من خلالها فرضت أنماط تسيير مختلفة متعلقة بالتكنولوجيا، وهذا ما جعل الكثير من الدول النامية تفتقر إلى هذا الجانب، كون أن مجال التطور يبقى حكرا على هاته الشركات وتبقى الدول النامية أو دول العالم الثالث تسير وفق أنماط قديمة وتقليدية في تسيير شؤونها، حتى تتحصل على التكنولوجيا يجب الخضوع إلى بعض الشروط التي تفرضها هاته الشركات، ومن بين أهم التحولات التي وقعت ظهور التجارة الالكترونية والتي تبنتها غالبية الدول للقضاء على التجارة التقليدية لتقليص الخسائر في التسيير 1.
وفي واقع الأمر أصبح التحول الرقمي ضرورة تفرضها أغلب المجالات التي تتدخل فيها الادارة، ومن بينها مجالات ووسائل النشاط الإداري الذي أصبح يؤرق مصالح الحكومات نتيجة تدني الخدمات في المرافق العمومية، بالنظر لصعوبة وجود ضبط إداري وقائي جدير بالقضاء على الجريمة وفرض السكينة والأمن العام، بالإضافة إلى تشعب القرارات الإدارية دون تحديد المسؤوليات القانونية وصولا إلى عقود إدارية صعبة التطبيق ، فالتعامل الرقمي في مجال نشاط الإدارة العمومية مر بعدة محاولات مع ظهور التعامل الالكتروني بداية بمجال المرفق العام والضبط الإداري، عن طريق تقصي المعلومات بفرض رقابة ذات عنصر بشري في الاستعمال، وظهر معه إرهاصات وبدايات مناقشات المشاكل الرقمية في مجالات التشريع وتحديد المسؤوليات القانونية 2.
(1) خيال حميد تطبيقات الذكاء الاصطناعي في نشاط الإدارة العامة " ، أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه الطور الثالث ( ل م د) تخصص قانون إداري، جامعة غرداية، كلية الحقوق والعلوم السياسية مخبر السياحة قسم الحقوق، السنة الجامعية )2021/2022م ص (أ:
(2) خیال حمید :" تطبيقات الذكاء الاصطناعي في نشاط الإدارة العامة "، مرجع سابق ص (أ).
5
لكن بمرور الوقت وتسارع وثيرة التطور التكنولوجي التي وصلت الآن إلى مرحلة الذكاء الاصطناعي الذي يعتبر القديم الحديث من أهم التطبيقات التي يشهدها العالم لما له من أهمية بالغة في تنظيم جميع مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية، فهو الآن موضوع الساعة فلا يقتصر الحديث عنه على الأكاديميين أو المختصين بل تعدى ذلك إلى كافة أفراد العالم بكل أطيافه. فالذكاء الاصطناعي كما عرفه مارفن لي مينستكي " بأنه بناء برامج الكمبيوتر التي تنخرط في المهام التي يتم إنجازها بشكل مرضي من قبل البشر، لأنها تتطلب عمليات عقلية عالية المستوى مثل التعلم الإدراكي وتنظيم الذاكرة والتفكير "، وذلك
بفضل التقدم التكنولوجي الذي طال تقنية المعلومات والاتصالات.
إذ لم يعرف تاريخ البشرية ما شهدته الألفية الثالثة من ثورة هائلة في المجالات العلمية والتقنية، كنتيجة للتطور التكنولوجي الذي تنامى في ظل الثورة المعلوماتية في جل المجالات العلمية والتكنولوجية. هذا ما انعكس على الإدارة العمومية التي تعتبر هي الآلية التي تحرك عجلة التنمية في الدولة وتخدم المواطنين، لذلك تم إدراج البرمجة المعلوماتية في نسق عمل الإدارة العمومية وصياغة المفاهيم والأسس والمصطلحات الخاصة بالإدارة الكلاسيكية واستبدالها بأدوات حديثة تساير التغيير الحاصل أي الانتقال من مجتمع الصناعة إلى مجتمع المعلومات في ظل ظهور ما يعرف اليوم " بالإدارة الالكترونية ".
وهذا الأسلوب الجديد في تسيير المرافق كان في البداية مجرد مشروع طمحت إليه كل الدول وسعت إلى تنفيذه في الواقع العملي والاستفادة ما أمكن من المزايا التي تقدمها الإدارة
رابط التحميل
https://drive.google.com/file/d/1xLNHegSavOw9NLuPKd8QS1oc7DP7Y-__/view?usp=drivesdk