كتاب بعنوان منهجية البحث القانوني وأصوله

رابط تحميل الكتاب اسفل التقديم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الفصل الأول: مناهج البحث

المناهج جمع منهج والمنهج هو الطريق الذي يصل بين نقطة البداية (تحديد الإشكالية القانونية ونقطة النهاية (حل القضية)، وبالعودة إلى قصة السائق التائه. الذي يرغب بالوصول إلى مدينة أريحا، يبدو جلياً بأن حلقة الوصل بين مدينتي رام الله (نقطة إنطلاق السائق ومدينة أريحا غاية السائق وهدفه) هي طريق رام الله اريحا مروراً بقلنديا والرام. هذا يعني بأن المنهج يشير بالأساس إلى الطريق الذي يسلكه الباحث للوصول إلى غايته. والمنهج بهذا المعنى قد يكون إستقرائياً أو إستنباطياً، وصفياً أو تحليلياً أو نقدياً، أو قد يكون تاريخياً أو مقارناً.

لكنها، وإن كانت جميعها مناهج بحثية، إلا أنها لا تصلح دوماً - وفي الوقت نفسه - للوصول إلى حل القضية الواقعية أو جواب الإشكالية النظرية التي يقوم عليها البحث، كما هو الحال بالنسبة للسائق الذي لا يحتاج إلى أي طريق يسلكه بل يحتاج إلى تلك الطريق التي تلائم هدفه وتوصله إلى أريحا، فإذا علم السائق بأن طريق رام الله - قلنديا ومن ثم قلنديا - أريحا هي الطريق التي يبحث عنها فما يحتاجه هو سلوك تلك الطريق. هذا يعني بأن أي طريق أخرى، مثل طريق رام الله بيرزيت حتى ولو كانت أقرب وأسهل بالنسبة للسائق، إلا أنها الطريق التي ستؤدي به إلى بيرزيت وليس إلى أريحا، لكن لو فرضنا أنه ولسبب ما كانت طريق رام الله - قلنديا - أريحا مغلقة بسبب حادث سير، أو حاجز عسكري، فهل هذا يعني بأن السائق لن يصل أبداً إلى أريحا ؟ بالطبع لا، فهناك طريق أخرى، وهي طريق المعرجات، فهي أطول قليلاً وأكثر وعورة، إلا أنها في النهاية تؤدي إلى الهدف ذاته.

مما سبق يبدو جليا بأنه

- لا يجوز الارتجال في اختيار منهج البحث. فلكل بحث منهجه الذي يناسبه دون غيره، وهو فقط ذلك المنهج الذي يوصل الباحث إلى غايته أو هدفه أي حل القضية التي أمامه ما يحتاجه السائق هو طريق الرام - قلنديا - أريحا وليس طريق رام الله - بيرزيت مثلا).

- لكنه يعني أيضاً بأنه يمكن أن يعتمد الباحث على منهج أو منهجين في الوقت نفسه فالسائق احتاج أولاً للوصول إلى قلنديا، ومن ثم التوجه نحو أريحا).

14

- وهو يعني أخيراً بأنه لا يوجد منهج منزل في حد ذاته، فغاية البحث وهدفه مقرونة بالإمكانيات والأحوال التي يعمل بها الباحث، وهي التي تحدد في النهاية المنهج الذي يتخذه للوصول إلى هدفه قد يضطر السائق أن يسلك طريق المعرجات بالرغم من وعورتها، وذلك لتعسر استعمال طريق رام الله - قلنديا - أريحا ).

إلا أن الطريق وحدها لا تكفي للوصول إلى أريحا

فالسائق يحتاج إلى أن يعرف كيف يجد الطريق المؤدية إلى أريحا، وهو يستعمل لذلك طريقة بسيطة، سؤال شرطي افترض السائق بأنه يعرف الطريق التي يبحث عنها. ولكن خيبة أمله من الإجابات التي حصل عليه من معلومات قد تجعله يبحث عن مصادر أخرى، كالخارطة التي قد يكون فهمها أكثر تعقيداً، إلا أنها في المحصلة قد توفر للسائق المعلومات التي يبحث عنها. هذا يعني بأن المنهج يشمل أيضاً طريقة البحث والتنقيب عن المصادر، وهو ما سيتم تغطيته في الباب الثاني

عند تقديم مراحل أو خطوات البحث القانوني

لكن حصول السائق على المعلومات الضرورية عن الطريق الواجب سلوكها، وحتى مع وجود طريق سالكة بين رام الله وأريحا سواء كانت تلك البسيطة، التي تربط بين المدينتين مروراً بقلنديا، أو تلك الوعرة، طريق المعرجات) لا يعني بالضرورة بأن السائق قد وصل إلى غايته، يحتاج السائق إلى الآلية المناسبة لسلوك هذه الطريق. فهو قد يصل إلى أريحا عن طريق وسيلة نقل بدائية، كالعربة أو الدابة، ولكن ذلك سيستنزف منه الوقت الكثير والجهد الكبير، وقد يستعمل المواصلات العامة، وهو يعني الإنتظار في موقف سيارات الأجرة، ولذلك فهو قد يفضل استعمال سيارته الخاصة، تصبح السيارة إذن هي الوسيلة الأكثر ملاءمة لسلوك طريق رام الله - قلنديا - أريحا، وإيصال السائق إلى غايته، وإن لم تكن الوسيلة الوحيدة الممكنة.

هذا يعني أنه بالإضافة إلى معرفة طريقة البحث عن المعلومات في مصادرها وطريقة تجميعها وتنظيمها والتعامل معها، يحتاج الباحث أيضاً لوسائل وآليات تمكنه من الوصف والتحليل والنقد والمقارنة، وهذه الآليات والوسائل متنوعة أيضاً. وهي تشمل المراجعة المكتبية للأدبيات، أو البحث الميداني والمقابلات، أو عن طريق مراقبة الظواهر ... بناء على ما سبق، يمكن الإدعاء هنا بأن للمنهج معان مختلفة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رابط التحميل

https://drive.google.com/file/d/139VdjoFjBIZRk9p8_FUf87BRw9m-M7ob/view?usp=drivesdk