كتاب بعنوان مظاهر حماية حقوق الملكية الفكرية في ضوء التشريع المغربي

رابط تحميل الكتاب اسفل التقديم

تمهید

تعبير الفنون والإبداعات الفكرية في ظل ما يجنازه العالم اليوم من تقدم علمي وتكنولوجي وسيلة نحو الرقي الحضاري والاقتصادي والاجتماعي، إذ لم تعد عظمة الدول تقاس باتساع ما تستعود عليه من قضاء جغرافي واسع الامتداد ولا بمقدار توفرها على أدوات النفوذ العسكري و تفوقها في التسلح بل أصبح تحديد قوة الدولة يعتمد على مقدار ما تملكه من إبداعات وابتكارات فالتفاوت في امتلاك هذه الحقوق بين الدولة يترتب عليه تفاوت شديد في درجة الإنتاج وجودته ومستوى الدخل الوطني، وكذا مستوى معيشة الفرد فضلا عن أن صوت الدولة يعلو أكثر فأكثر كلما امتلكت قدرا كبيرا من هذه الإبداعات الفنية والأدبية والابتكارات العلمية. ويلاحظ أن معايير التفاضل بين الشعوب أصبح يعتمد على مستوى الإبداع الفكري والوجداني والعلمي وعلى مقدار ما تملكه من حقوق الملكية الفكرية

وعلى ذلك، فإن أهمية حقوق الملكية الفكرية أضحت للتعاظم في الاقتصاد حتى غنت سمة اقتصاد القرن الحادي والعشرين. كما أنها أصبحت عنصرا أساسيا في التنافسية الصناعية واستدامتها بل في تنمية واستدامة كافة قطاعات الإنتاج أو الخدمات والسبب في ذلك يرجع إلى وجود مؤسسات دولية. متخصصة البثقت عن حلمية تنظيم وحماية أعمال المفكرين والمبدعين والمخترعين في سائر المجالات الصناعية والتجارية والخدماتية والفنية والأدبية، ولهذا كان من الضروري تأسيس المنظمة العالمية للملكية الفكرية التي ساعت برنامجا المتابعة الحقوق الفكرية وهي معنية بمسؤولية النهوض بحماية الملكية الفكرية في جميع أنحاء العالم .

وتجدر الإشارة إلى أن فكرة حماية حقوق الملكية الفكرية فكرة حديثة نسبيا في ظهورها، وذلك بعد أن كانت ثمرة العقول شيئا شائعا لا تجد من التشريع أي حماية أو قصد المتطاولين عليها، فكان الظهور قوانين حماية حقوق الفكرية فضل كبير في تنظيم هذه الحقوق وبالتالي النقاد المؤلفين . المبتكرين والمخترعين من الانقضاض على حقوقهم وتهبها علنا.

كما أن المنظمة طالبت جميع الدول بأن تصدر تشريعات الحماية الملكية الفكرية وذلك من أجل تشجيع النشاط الابتكاري والإبداعي والفني والأدبي وفي هذا الإطار جاء في النص المنقوش على قبة المبنى بمقر المنظمة العالمية للملكية الفكرية بأن " الأعمال الفنية والابتكارية ثمرة عبقرية الإنسان

اعبد الهادي بوطالب في نقد العولمة : حسناتها وميناتها مجلة الإسلام القوى منظمة الإيسيسكون

24 2003/20 ص

3

وهي خير ضمان المعيشة الإنسان في عزة وكرامة، ولذلك فمن واجب الدولة أن تحمي الفنون والاختراعات

وبالفعل أصدرت التشريعات الوطنية قوانين الحماية الملكية الفكرية والمغرب بعد من بين الدول التي أصدرت تشريعات قانونية وحرصت على إجراء التحديث اللازم عليها ليواكب الإتفاقيات الدولية التي توصل إليها المجتمع الدولي في مجال الملكية الفكرية والتي تشرف عليها المنظمة العالمية للملكية الفكرية هذه التشريعات تعتبر دون شك ظاهرة حضارية واقتصادية تساهم في تنظيم العلاقات الاقتصادية بين الأفراد، كما تساهم في حماية حقوق الإبداع والابتكار وتساعد كذلك هذه التشريعات على دفع عجلة التنمية بتوفير حوافز قانونية واقتصادية لتطوير الأفكار والتقنيات والتكنولوجيات والمنتجات والخدمات وتسويقها وتشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي.

وعليه فإن التجربة التي خضتها في مجال البحث في ميدان الملكية الصناعية وخاصة الكتاب الأول المتعلق بـ "النظام القانوني للمبتكرات الجديدة في ضوء التشريع المغربي المتعلق بحماية الملكية الصناعية والاتفاقيات الدولية والكتاب الثاني المتعلق ب النظام القانوني للعلامات في ضوء التشريع المغربي المتعلق بحماية الملكية الصناعية والاتفاقيات الدولية" حفزتني على اختيار موضوع " مظاهر حماية حقوق الملكية الفكرية في ضوء التشريع المغربي " كموضوع للنشر

والبحث.

وما هذا الكتاب الذي اتوجه به إلى طلبة كليات الحقوق وكذا إلى رجال القانون والقضاء إلا عبارة من سلسلة البحوث المهتمة بمجال الملكية الفكرية، الذي نأمل وأن يؤدي دوره في الغناء الخزانة القانونية المغربية مع العلم أن هناك فقهاء مغاربة كذلك تعرفوا لهذا المجال سواء في مجال حقوق المؤلف والحقوق المجاورة أو في مجال حقوق الملكية الصناعية ونخص بالذكر هذا على سبيل المثال لا الحصر الأستاذ الفاضل فضيلة الدكتور الحفيظ بالقاضي والأستاذ الفاضل فضيلة الدكتور المحمد الفروجي والأستاذ الفاضل فضيلة الدكتور محمد الأزهرة

وفي الختام، لست أدعي أنني قد وصلت يبحتى هذا إلى كل ما ابتغي لأن كل عمل يمكن أن تشويه بعض الهفوات وأن كل عمل بشري يعتريه القصور لا محالة إن ما على عمل إنسان من سهر ولهذا فيه مهما كتب فإن النقص صفة أساسية فيه وفي هذا الصدد أقول كما قال عماد الدين

1997 عبد الحفيظ القاضي مفهوم حق المؤلف وحدرة حمايته حنانيا دراسة تحليلية نقدية، دار الأمان الطبعة الأولى محمد الفروجي الملكية الصناعية والتجارية، مطبعة النجاح الجديدة (الدار البيضاء، الطبعة الأولى 2002 محمد الأزهر حقوق المؤلف في القانون المغربي دراسة مقارنة طبع بدار النشر المغربية 1998. 4

تكليف المدير العام الوبير

الأصفهاني " إلى رأيت ألا يكتب انسانا كتابا في يوم إلا قال في غده ولو غير هذا لكان أحسن لو زيد كذا لكان يستحسن لو قدم هذا لكان أفضل ولو ترك هذا لكان أجمل وهذا من أعلام العبر وهو دليل على استيلاء النقص في جملة البشر".

وأخيراء أرجو الله القدير أن يكون قد اليمني الصواب لتقديم هذا الجهد المتواضع ليحظى بالثقة التي اتوخاها " وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب" صدق الله العظيم.

الدكتور محمد محبوبي

بتاريخ 18 فبراير 2015

رابط التحميل

https://drive.google.com/file/d/1U9HKv7ArPYTnH4dWuaZKtq8928u4cihM/view?usp=drivesdk