اطروحة لنيل شهادة الدكتوراه بعنوان الآليات البديلة لفض النزاعات البيئية
أما الأهمية العملية فتتجلى في كون أن الجرائم البينية تعد أخطر بكثير من جرائم السرقة والاعتداء على الملكية الخاصة، وذلك لكونها لا تمس شخصا معينا أو مجتمعا معينا بل تهدد حياة الإنسانية بأكملها، إلى جانب باقي الكائنات الحية خاصة بعد الكوارث والأزمات البيئية التي برزت في العقود الأخيرة، كما هو الحال بالنسبة لظاهرة الاحتباس الحراري، إتلاف الغابات، ندرة وتراجع مستوى المياه العذبة في العديد من المناطق، لذلك كان لابد من البحث عن وسائل التسوية التي خصها المشرع سواء على المستوى الوطني أو الدولي لتصريف النزاعات المتعلقة بهذا المجال الحيوي وتدبيرها وتقييم أدائها، من خلال معرفة مدى كفاية هذه الأليات لمواجهة كم الاعتداءات الواقعة على البيئة وتسويتها، خصوصا وأن جوانب كثيرة من هذا الموضوع لازالت غامضة في ظل قلة الدراسات والبحوث الشخصية المتعلقة بفض النزاعات البيئية بالآليات البديلة عوضا عن اللجوء إلى
رابط التحميل اسفل التقديم
_______________________
أما الأهمية العملية فتتجلى في كون أن الجرائم البينية تعد أخطر بكثير من جرائم السرقة والاعتداء على الملكية الخاصة، وذلك لكونها لا تمس شخصا معينا أو مجتمعا معينا بل تهدد حياة الإنسانية بأكملها، إلى جانب باقي الكائنات الحية خاصة بعد الكوارث والأزمات البيئية التي برزت في العقود الأخيرة، كما هو الحال بالنسبة لظاهرة الاحتباس الحراري، إتلاف الغابات، ندرة وتراجع مستوى المياه العذبة في العديد من المناطق، لذلك كان لابد من البحث عن وسائل التسوية التي خصها المشرع سواء على المستوى الوطني أو الدولي لتصريف النزاعات المتعلقة بهذا المجال الحيوي وتدبيرها وتقييم أدائها، من خلال معرفة مدى كفاية هذه الأليات لمواجهة كم الاعتداءات الواقعة على البيئة وتسويتها، خصوصا وأن جوانب كثيرة من هذا الموضوع لازالت غامضة في ظل قلة الدراسات والبحوث الشخصية المتعلقة بفض النزاعات البيئية بالآليات البديلة عوضا عن اللجوء إلى
قضاء الدولة وإيجاد حل عادل وملائم الإصلاح الضرر البيني. أما من الناحية الاقتصادية فإن استخدام الآليات البديلة لفض النزاعات البيئية سيؤدي إلى قلة التكاليف المقدمة مقارنة مع كلفة التقاضي العادي التي تكون غاليا جد مرتفعة ، في حين من الناحية الاجتماعية فإن لجوء أطراف النزاع البيني إلى الآليات البديلة سيؤدي إلى العمل على دوام حسن العلاقات بين الخصوم واستمرارها بصورتها الودية، وخلق روابط جيدة بين الأشخاص والمؤسسات المعنية وإيجاد طرق أفضل للحوار الهادئ والواعي في جو تسوده مشاعر طبيبة ورغبة صادقة في الوصول إلى حل مرضى للطرفين وبالتالي
المحافظة على الروابط الاجتماعية.
رابعا: تحديد الموضوع وتأطيره
يدور موضوع البحث كما هو مبين من خلال العنوان حول "الآليات البديلة لفض النزاعات البيئية"، وهو عنوان يكاد يختزل لب موضوع الأطروحة كلها، حيث يمكن تسوية المخالفات والجرائم البيئية البسيطة التي يمكن تدارك النتائج المترتبة عنها بطريقة
(15)
ودية وسلمية بين المخالف والإدارة المعنية المختصة بعيدا عن إجراءات القضاء وشكلياته المعقدة، مما يضمن السرعة والسرية في حل النزاع والنجاعة في تحصيل المبالغ المستحقة.
وعليه فإن الدراسة ستنحصر حول الآليات البديلة لفض النزاعات البينية دون الآليات
الفضائية التي تبقى خارجة عن حدود ونطاق الدراسة.
خامسا: إشكالية البحث
بعد عقد العديد من المؤتمرات لم يكن أمام دول المجتمع الوطني والدولي من خيار إلا السعي الجاد لسن وإصدار تشريعات رامية إلى حماية البيئة، والكفيلة بإيجاد حلول فعالة للنزاعات المرتبطة بها، خاصة بعد أن ترسخ في أذهان جميع الدول مدى أهمية الحفاظ على البيئة وما لها من قيمة سامية، وذلك لأن الإضرار بها لا يمس فردا بذاته ولا فئة دون أخرى وإنما تعود أضرارها على العالم بأسره
استنادا إلى ما سبق يمكن معالجة الموضوع في ضوء إشكاليته التي تتمحور حول إلى أي حد يمكن للآليات البديلة المتخذة من قبل المشرع المغربي والدولي أن تسهم في إيجاد تسوية فعالة للنزاعات البيئية وحماية البيئة من الاعتداءات التي تتعرض لها ؟"
تبعا للإشكالية الرئيسة يمكن التساؤل حول
-1 - هل الآليات البديلة القبلية لفض النزاعات البيئية المتخذة من قبل المشرع المغربي
والدولي كافية لتدبير النزاعات البيئية
-2 هل الآليات البديلة المتخذة من قبل المشرع المغربي والدولي كافية لقض
النزاعات البينية بعد وقوعها؟
سادسا: المنهج المتبع
الطلاقا من أهمية الموضوع والإشكالية المطروحة تقتضي الدراسة إتباع مقاربة منهجية تقوم على المنهج التحليلي النقدي، وذلك من خلال تحليل النصوص القانونية المنظمة للآليات المتخذة من قبل المشرع المغربي لتسوية النزاعات البينية سواء قبل نشونها أو بعدها، وتحليل مدى كفايتها أو قصورها، مع اللجوء إلى تقنية المقارنة سواء من خلال
التشريعات المقارنة أو التشريع الدولي كلما تطلب الأمر ذلك.
ومن أجل توضيح أكثر للإشكالية المطروحة سيتم تقسيم هذه الأطروحة إلى بابين
سيتم في الباب الأول دراسة الآليات البديلة القبلية لتسوية وفض النزاعات البيئية سواء من خلال التشريعات الوطنية أو الدولية وتقييم مدى فعاليتها، أما في الباب الثاني فسيتم تخصيصه للاليات البديلة البعدية لفض النزاعات البيئية ومدى كفايتها وذلك من خلال
التصميم التالي :
الباب الأول: الآليات البديلة القبلية لفض النزاعات البيئية
الباب الثاني: الآليات البديلة البعدية لفض النزاعات البيئية
____________________
رابط التحميل
https://drive.google.com/file/d/1SfQ6K65SJWEyMKoOw2lTFweexFfJM95i/view?usp=drivesdk