المدرسة الاجتماعية الفرنسية أو مدرسة الوسط الاجتماعي أو مدرسة ليون

مجموعة دروس و بحوث في علم الاجرام للتحضير للمباريات و امتحانات السداسي الخامس شعبة القانون و التعمق في المادة الجنائية

المدرسة الاجتماعية الفرنسية أو مدرسة الوسط الاجتماعي أو مدرسة ليون
عاصرت مدرسة الوسط الاجتماعي آراء لمبروزو عن المجرم المطبوع فكانت بمثابة رد فعل على تطرف هذه الآراء .

زعيم هذه المدرسة الطبيب الفرنسي لاكساني ومن أنصارها نذكر مانوفرييه وتن وتارد ودور كايم وفان هامل .

يرجع لاكساني الجريمة إلي الوسط الاجتماعي .

فهذا الوسط يعد الرتبة الصالحة لإنتاج الإجرام .

وشبه المجرم بجرثومة المرض ( الميكروب ) الذي لا ضرر منه ولا خطر إلا منذ اللحظة الذي يجد فيها الوسط الاجتماعي الملائم الذي ينمو فيه .

ولم ينكر لاكساني دور العوامل التكوينية في تفسير السلوك الإجرامي ، أنة يعطي لهذه العوامل مدلولا يختلف عما انتهي إليه لمبروزو فالخصائص الجسمانية ليس لها من قيمة تذكر في تفسير هذا السلوك لأنها تتوافر لدي غير المجرمين .

بعبارة أخرى فإن أما التكوين البيولوجي عند لاكساني فيدخل فيه مجموعة العمليات والظروف المتتابعة على مدى عمر الإنسان المجرم كمستوي التعليم وأداء وظيفة معينة أو الحياة بطريقة غير لائقة .

الوسط الاجتماعي لدي لاكساني يشمل العوامل الطبيعية والمناخية والتكوينية والثقافية والاجتماعية ويضاف إلي ذلك سوء التغذية والمسكرات والمخدرات واضطرابات في الوظائف العصبية والإصابة ببعض الأمراض مثل السل والزهري .

وآراء لاكساني وأن كانت قد كشفت عن وجه المغالاة في نظرية لمبروزو إلا أنه وقع في ذات الخطأ حيث غالي في اعتبار الوسط الاجتماعي العامل الأساسي لإنتاج السلوك الإجرامي .

أما جابريل تارد ، فإنه يتفق مع لاكساني في إرجاع السلوك الإجرامي إلي الوسط الاجتماعي إلا أنه يبحث في تأثير هذا الوسط على الفرد.

يعتبر العامل الأساسي للإجرام في نظر " تارد " التقليد .

فالإنسان قد يقلد نفسه بحكم العادة أو عن طريق التذكر ،قد يقلد غيره .

ولقد صاغ " تارد " ثلاثة قوانين للتقليد : الأول أن الأفراد يقلدون بعضهم البعض بصورة أكثر ظهورا كلما كانوا متقاربين ، الثاني أنه يقلد الأعلى الأدنى في الغالب يقلد الصغير الكبير والفقير الغني المرؤوس رئيسه الأعلى والثالث أنه في حالة تعارض الأذواق " الموديلات " فإن الإنسان يقلد الحديث منها دون القديم .

يتضح مما سبق أن " تارد " لا يرجع السلوك الإجرامي إلي العوامل العضوية والنفسية وإنما يرده إلي العوامل النفسية – الاجتماعية كالتوجيه والإرشاد والتحريض والتي تقوم عليها ظاهرة التقليد .

ومن ذلك يؤخذ على هذه الآراء أن احتراف الإجرام قد يصلح تفسيرا بالنسبة لفئة من المجرمين وهم معتادي الإجرام فقط ولكن لا يصلح بالنسبة لبقية فئات المجرمين .

ومن أنصار المدرسة الاجتماعية الفرنسية إميل دور كايم يتحدد السلوك الإجرامي على أساس درجة الترابط والتضامن بين أفراد المجتمع الواحد .

فتزداد الجرائم كلما كانت روح التضامن ضعيفة والعكس بالعكس .

على أنه مما يميز آراء دور كايم أنه يعتبر الجريمة ظاهرة عادية في المجتمع وهي تشكل جزء لا يتجزأ من كل مجتمع سليم أنما هي نافعة له اعتبارها دليل على وجود قدر من الحرية يتمتع بها أفراده .

لكن أخذ على آراء على دور كايم اعتباره الجريمة ظاهرة عادية .

لأن دوام الجريمة واستمرارها في المجتمعات شيء مسلم به .

أما اعتبارها عادية – كنتيجة لذلك – يعتبر خلطا وقع فيه دور كايم .

What's Your Reaction?

like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow
0