أثر التعليم على حجم الظاهرة الإجرامية وشكلها

مجموعة دروس و بحوث في علم الاجرام للتحضير للمباريات و امتحانات السداسي الخامس شعبة القانون و التعمق في المادة الجنائية

أثر التعليم على حجم الظاهرة الإجرامية وشكلها
معيار التمييز بين المتعلم وغير المتعلم في مجال دراسات علم الإجرام هو الإلمام بالقراءة والكتابة وبعبارة أخرى المتعلم هو من ليس أميا والتعليم بهذا المعني قد يؤثر على حجم الظاهرة الإجرامية كما قد يؤثر على شكل هذه الظاهرة .

1- أثر التعليم على حجم الظاهرة الإجرامية : في معرض بيان العلاقة بين التعليم وحجم الظاهرة الإجرامية تعددت الأبحاث وتضاربت نتائجها .

1- فهناك دراسات انتهت إلي وجود علاقة عكسية بين التعليم والظاهرة الإجرامية فكلما انتشر التعليم انخفضت نسبة الإجرام وقد عبر " فيكتور هيجو " و" فيري " عن هذا المعني بالقول " أن فتح مدرسة يعادل غلق سجن " 2- هناك دراسات أخرى خلصت إلي عدم وجود أية علاقة بين التعليم والظاهرة الإجرامية .

فانتشار التعليم لم يؤد إلي انخفاض نسبة الإجرام التي ظلت ثابتة لم تتغير .

تضارب النتائج على هذا النحو يشكك في قيمتها ويدفع الباحث إلي تجاهلها وعدم الاعتماد عليها في تحليل أثر التعليم على حجم الظاهرة الإجرامية .

حقيقة أن التعليم غالبا ما يوسع المدارك ويهذب المشاعر والدوافع ومن هذا المنطلق قد يحد من الإجرام في بعض الأحيان وقد يساعد عليه في أحيان أخرى .

فالتعليم يهيئ للفرد مركزا مناسبا في المجتمع يكون عاصما له من سلوك الطريق غير المشروع .

كما أن للتعليم دورا بارزا في القضاء على كثير من الخرافات والعادات السيئة .

فكم من جرائم الاحتيال ( النصب ) ارتكبت ضد أشخاص آمنوا بخرافات دفعت بهم إلي استسلام لخداع المحتالين وحيلهم مثل الشفاء من الأمراض .

ولهذا يقال أن للتعليم دورا وقائيا في بعض الأحوال يحول بين الفرد وبين الإقدام على السلوك الإجرامي يضاف إلي ذلك أن الوسائل العلمية الحديثة في الكشف والتنقيب عن الجرائم والمجرمين قد يترتب عليها أحجام بعض الأشخاص عن اقتراف الجرائم.

وفي الجهة المقابلة فإن التعليم قد يساعد على الإجرام فقد يكون المركز المرموق أو العالي الذي يشغله الفرد وكذلك طبيعة الوظيفة التي يمارسها دورا في هذا السبيل .

التقدم العلمي قد وضع تحت بصر الأفراد الوسائل التي تسهل ارتكاب الجريمة أو إخفاء آثارها مثل المحاليل الكيميائية المختلفة وفي كل الأحوال فإن هذا الأثر المحدود للتعليم أثر غير مباشر فقط 2- أثر التعليم على شكل الظاهرة الإجرامية : العلاقة بين التعليم وشكل الجريمة لا تقبل الشك .

فمع انتشار التعليم تغير وجه الجريمة فقلت جرائم العنف والقسوة وزاد جرائم الذكاء والحيلة فالأميون يغلب على إجرامهم العنف فيرتكبون الحريق العمد والقتل والضرب والجرح أما المتعلمون فيغلب على إجرامهم عدم اللجوء إلي القوة العضلية فيرتكبون جرائم الاحتيال وإساءة الائتمان والسرقة وجرائم الشيك والتزوير والتزييف وغش الأدوية .

في إحصائية أعدها لمبروزو عام 1895 أكد أن جرائم القتل انخفضت مع ارتفاع نسبة المتعلمين وأن جرائم السرقة قد زادت.

يتضح مما سبق أن التعليم يمكن أن يفضي – كما قال "جاروفالو " إلى نوع من التخصص في الإجرام

What's Your Reaction?

like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow
0