هجرة الكفاءات المغربية وسياسة الدولة من أجل استقطابها

ان بدء عصر العولمة مع حلول عصر الاقتصاد والمجتمعات المعتمدين كليهما على المعرفة بشكل رئيسي أفرز سياقا جديدا لانتقال العلماء والخبراء عبر العالم، وذلك عبر زيادة الطلب والمنافسة على ذوي المهارات العالية. وقد حظي موضوع هجرة وانتقال الكفاءات أو ما يسمى بهجرة العقول على المستوى الدولي بتغطية واسعة من خلال دراسات الهجرة وغيرها من حقول الدراسة المرتبطة بها، لكن بالرغم من ذلك، فإن السؤال حول موضوع العودة أو الانتقال بالاتجاه المعاكس قد تم تهمیشه محمد صبور و إدريس هابطي 2010 ، م (40)

هجرة الكفاءات المغربية وسياسة الدولة من أجل استقطابها

رابط التحميل اسفل التقديم

_______________________

مقدمة

ان بدء عصر العولمة مع حلول عصر الاقتصاد والمجتمعات المعتمدين كليهما على المعرفة بشكل رئيسي أفرز سياقا جديدا لانتقال العلماء والخبراء عبر العالم، وذلك عبر زيادة الطلب والمنافسة على ذوي المهارات العالية. وقد حظي موضوع هجرة وانتقال الكفاءات أو ما يسمى بهجرة العقول على المستوى الدولي بتغطية واسعة من خلال دراسات الهجرة وغيرها من حقول الدراسة المرتبطة بها، لكن بالرغم من ذلك، فإن السؤال حول موضوع العودة أو الانتقال بالاتجاه المعاكس قد تم تهمیشه محمد صبور و إدريس هابطي 2010 ، م (40)

تعتبر هذه الظاهرة، واحدة من أكثر المشكلات حضورا على قائمة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها البلدان النامية، منذ أن باشرت هذه البلدان وضع البرامج للنهوض بأوضاعها المتردية الموروثة عن حقب طويلة من الحكم الاستعماري والهيمنة الأجنبية بشكل عام، وغالبا ما تهاجر الكفاءات من الدول النامية من آسيا وافريقيا إلى الدول المتقدمة المصنعة والمتمركزة على الخصوص فيأوروبا وأمريكا الشمالية، ولم تنج دول المغرب العربي من هذه الظاهرة، ومن ضمنهاالمغرب.

وتجدر الإشارة إلى إننا تتوفر على معطيات إحصائية تقريبية فيما يخص حجم الهجرة بصفة عامة، في حين تفتقر إلى معطيات رقمية حول هجرة النخب

والكفاءات وبالتالي يصعب تقييم هذه الظاهرة، خصوصا وأن كثيرا من الدراسات.في هذا المجال ظلت لفترة طويلة دراسات نظرية قبل أن تتوافر معطيات عن الهجرة

مصنفة وفقا لمستويات التعليم أميرة محمد عمارة 2013، ص (8) ومما يزيد في تعقيد الأمور بروز قنوات جديدة للتوظيف عدا القنوات التقليدية المعهودة، ويتعلق الأمر بشبكة الانترنت، فهذه الوسيلة تمكن الآن من البحث عن الكفاءات المرغوب في توظيفها أينما كانت في أجل سريع وبكلفةضعيفة.

أولا: تحديد المشكلة البحثية

تروم هذه الورقة دراسة وتتبع مجموعة من البرامج التي بلورتها الدولة المغربية من أجل ضمان عودة الكفاءات المهاجرة وربطها بوطنها. حيث بادرت مجموعة من مؤسسات الدولة منذ ما يزيد عن عقد من الزمن إلى تقديم مجموعة من الاقتراحات وانجاز عدة مشاريع واتخاذ بعض الإجراءات التي تتوخى إعادة إدماج الكفاءات المغربية العائدة من دول المهجر وقامت في هذا الإطار بإنجاز عدة دراسات وإصدار مجموعة من التقارير تهدف إلى رصد الظاهرة وفهمها. فقد الشرفت الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة على إنجاز بعض الدراسات وعقدت عددا من اللقاءات والمناظرات داخل المغرب وخارجه، لتدارس هذه الإشكالية كما كلف مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، مؤسسة BVA الفرنسية، سنة 2012 بإنجاز دراسة تهدف أولا إلى رصد الكفاءات المغربية الموجودة في مجموعة من الدول الأوربية مثل فرنسا وبلجيكا واسبانيا وإيطاليا، ثم البحث عن سبل العودة إلى الوطن والاستفادة من خبرتها وتجدر الإشارة إلى أن مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج هو مؤسسة وطنية استشارية، مهمتها التمثل في ضمان المتابعة والتقييم للسياسات العمومية للمملكة تجاه مواطنيها المهاجرين وتحسينها بهدف ضمان حقوقهم وتكثيف مشاركتهم في التنمية السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية للبلاد ويتكلف مجلس هذا المجلس بالاضطلاع بوظائف

الإحاطة بإشكاليات الهجرة واستشرافها والمساهمة في تنمية العلاقات بين المغربوحكومات ومجتمعات بلدان إقامة المهاجرين المغاربة

تم تقسيم هذه الورقة البحثية إلى ثلاثة محاور أساسية، حددنا في أولها الإطارالعام هجرة العقول المغربية وآثارها المختلفة على أساس أنها جزء من هجرة العقول

العالمية، وتطرقنا في ثانيهما لهجرة الكفاءات المغربية قصد توضيح حجمها، وبعض أسبابها وسبل كسبها بهدف الاستفادة من خبراتها، وأفردنا المبحث الثالث الدراسة وتحليل السياسات والبرامج التي بلورتها الدولة المغربية من أجل كسب الأدمغة والكفاءات المهاجرة ونطمح إلى استكشاف الظروف المعقدة التي غالبا ما تحيط

بقرار عدم العودة للاستقرار بالوطن الأم. ونود أن نشير إلى أن اختيارنا للتجربة المغربية في هذا الميدان يعود إلى أسبابعديدة نذكر منها:

كون حجم هجرة الكفاءات المغربية يتزايد باستمرار، كما أن هذه الكفاءات أصبحتتحتل مواقع متقدمة في دول الإقامة في مجالات عديدة.

إدراك الدولة المغربية الأهمية هذه الهجرة في النسيج الاقتصادي الوطني مما دفع بها إلى بلورة برامج وسياسات تهدف إلى استقطاب هذه الأدمغة المهاجرة للاستفادة منخبراتها.

وجود جالية مغربية كبيرة عبر العالم، تقدر بحوالي 5 ملايين، وتوجد ضمنها كفاءات علمية ذات سمعة عالمية بإمكان هذه الجالية أن تساهم في الإقلاع الاقتصادي وفيالتنمية الاقتصادية المغرب في حالة عودتها بصفة مؤقتة أو نهائية. وتجدر الإشارة إلى أن الكتابات والدراسات حول هذا الموضوع قليلة نظرا لجدته.

ثانيا : مراجعة الدراسات السابقة

أما الدراسات السابقة التمحور أساسا حول هجرة الكفاءات والخبرات أو ما يسمى الدراسات المتعلقة بسياسة إعادة كسب الأدمغة نظل نادرة خاصة وأن سياسة الدولة المغربية في هذا الاتجاه بدأت في فترة متأخرة، وتحيل هنا على أطروحة محمد تتناول هجرة الكفاءات المغربية في شتى الميادين.

هجرة العقول وانعكاساتها السلبية على الاقتصاد والمجتمع المغربيين، في حين أنالحاجي الدريسي (2011)، إضافة إلى عدد هائل من المقالات الصحفية التيوتعتمد في دراستنا لسياسة المغرب في مجال الاستفادة من الكفاءات العلمية

المغربية الموجودة عبر العالم على مجموعة من البيانات المتوفرة في بعض المصادر الرسمية في شكل إحصائيات ونشرات إعلامية وكتب ودراسات وتقارير مثلالتقرير الإقليمي الهجرة العمل العربية هجرة الكفاءات نزيف أم فرص الذي أصدرته جامعة الدول العربية سنة 2009، ولابد من التذكير بأن مجلس الجالية المغربية بالخارج منذ تأسيسه عام 2007 لعب دورا بارزا فيما يتعلق بالتعريف بأهمية هذهالكفاءات، كما قدم مجموعة من المقترحات في هذا الشأن، وقد أشرف على إنجازونشر مجموعة من الدراسات تخص هذه الكفاءات، وتسعى هذه الدراسات إلى رصد

....

_______________________

رابط التحميل

https://drive.google.com/file/d/1PT42MdwPF10vScvjKUbBjzu4bY9HzuqO/view?usp=drivesdk

What's Your Reaction?

like
0
dislike
0
love
3
funny
0
angry
0
sad
0
wow
0