كتاب شرح ابن القيم الاسماء ه الحسنى

فهذا كتاب جامع - إن شاء الله - لما تحدث عنه الشيخ العلامة أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز بن مكي الزرعي، ثم الدمشقي الشهير بابن قيم الجوزية في باب أسماء الله وصفاته.

كتاب شرح ابن القيم  الاسماء ه الحسنى

رابط تحميل الكتاب اسفل التقديم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فاتحة الكتاب

الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، والحمد الله الكبير المتعالي، الذي تسمى بأحسن الأسماء، واتصف بالأفضل من الصفات، والحمد لله ذي الجلال والإكرام الذي حاز الكمال من الأسماء والصفات والفعال.

أحمده حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، كما يجب ربنا ويرضى، فله أعظم المنن، وإليه ينتهي الجود والكرم، وإليه يتناهى المجد والجلال والإكرام، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، الذي هدانا إلى الصراط المستقيم، وأقامنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، ولا يتنكبها إلا ضال، فصلوات الله وسلامه عليه إلى يوم الدين، وأصلي على صحبه الأخيار، وآله الأطهار، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

فهذا كتاب جامع - إن شاء الله - لما تحدث عنه الشيخ العلامة أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز بن مكي الزرعي، ثم الدمشقي الشهير بابن قيم الجوزية في باب أسماء الله وصفاته.

وهذا الكتاب له مذاق خاص وطعم خاص بين الكتب التي تعنى بأسماء الله وصفاته، فمنذ سنوات أصدرت بعون الله وتوفيقه كتاباً في هذا الموضوع، وقد اقتضائي ذلك إلى الاطلاع على الكتب التي شرحت أسماء الله الحسنى، وأنا اليوم

وبعد أن اطلعت على ما دونه ابن القيم أجده فرداً فيها قام به، سبق غيره في هذا المجال سبقاً لا يبارى، ولا يحاكي.

إن الدارس لما دونه ابن القيم في هذا الباب يجده يتحدث عن موضوع خالط نفسه، وسرى إلى شغاف قلبه، فإذا تحدث عنه، فلا تجده اكتفى بالنقل عن غيره، أو اكتفى بالرجوع إلى كتب اللغة، ولكنك تجده يفيض علينا علماً قد تناهى نضجه واستوى على سوقه، فهو يتحدث عن مجاهدة ومعاناة، فيروعك منه تأصيلات ولفتات ونظرات، تجعلك تطرب لما يورده عليك، وتجد كلامه يسري إلى نفسك تياراً كهربائياً، لا تملك له دفعاً.

وهو في ذلك كله يعتمد المنهج الذي كان عليه أهل السنة والجماعة من الصحابة ومن تبعهم بإحسان من بعدهم، ويرصع ذلك كله بالنصوص القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة، وهو في ذلك يصوب ويخطئ، ويبين عوار الذين ضلوا في هذا الباب، ويبين الآثار الخطيرة التي تترتب على أقوالهم، فإن المناهج المخالفة تقوم حجاباً يحول بين أصحابها وخالقهم وبارئهم، بمقدار ما تلبسوا به من ضلال.

ومما يحمد عليه العلامة ابن القيم رحمه الله أنه قعد قواعد كثيرة، جعلها ضابطة للحق في هذا الباب، ونافية للباطل الذي تلبست به ومصححة لما ذهب إليه الذين ضلوا في هذا الطريق، وقد رصدت كثيراً منها في آخر هذا الكتاب.

ولما كنت ناقلاً عن الشيخ العلامة ابن القيم من كتبه، التي كتبها في عمره المديد، فإنني كنت أجد في بعض الأحيان أكثر من نص عنه في الموضوع الواحد فإذا كان النصان متفقان اكتفيت بأحدهما، وقد ألجأ إلى الاختصار للجمع من كلا القولين ما يستقيم به الأمر على منهج سواء.

ومن قرأ كتب الشيخ العلامة ومؤلفاته، وجدها تعنى بأسماء الله وصفاته عناية كبيرة، ويردد فيها أنه ينوي تأليف كتاب جامع الأسماء الله وصفاته، يجري فيه وفق

ما دونه في بعض مؤلفاته عن تلك الأسماء والصفات، ومما اطلعت عليه من ذلك قوله في كتابه القيم (بدائع الفوائد: ۳۰۰/۱ طبعة مجمع الفقه) عسى الله أن يعين بفضله على تعليق شرح الأسماء الحسنى مراعياً فيه أحكام هذه القواعد هي عشرون قاعدة أوردها قبل هذا الكلام بريئاً من الإلحاد في أسمائه، وتعطيل صفاته، فهو المان بفضله، والله ذو الفضل العظيم.

وبعد أن بين رحمه الله تعالى اسم الله السلام» في كتابه (بدائع الفوائد (۱۱۸/۲) قال: فتأمل كيف تضمن اسمه السلام كل ما نزّه عنه تبارك وتعالى، وكم ممن حفظ هذا الاسم لا يدري ما تضن من هذه الأسرار والمعاني، والله هو المستعان المسؤول أن يوفق للتعليق على الأسماء الحسنى على هذا النمط، إنه قريب مجيب.

ولم أجده رحمه الله تعالى قد صرح في كتاب من كتبه أنه قام بتدوين هذا الكتاب الذي عزم على تدوينه، ولذا فإن الاحتمال قائم بأنه دون ما عزم عليه، أو أنه لم يتمكن من ذلك، ومن جزم من أهل العلم بأن الشيخ ابن القيم قد دون هذا الكتاب، فإنه ظن قائم على ما أخبر الشيخ من عزمه على ذلك، فإني لم أر من أخبر بأنه اطلع على هذا الكتاب، فإذا وجد هذا الكتاب فإن ما دونته عنه يكون نوراً على نور، فيجتمع ما سطره ابن القيم تأليفاً مستقلاً في أسماء الله وصفاته، مع ما جمعته عنه فيها تفرق من كتبه.

، وقد ولا يخفى على القارئ الكريم أن تأليف كتاب يجمع أقوال ابن القيم في مسألة كثيرة المباحث يحتاج ! إلى استقراء دقيق المؤلفات ابن القيم، أعانني على القيام بهذا الجمع أنني كنت أضع يدي على ما تعلق بمباحث الأسماء والصفات وأنا أدقق النظر في مؤلفات ابن القيم لاستخراج مباحث الإيمان من تلك المدونات، وقد أخرجت مباحث الإيمان في خمسة أجزاء قبل أن أبدأ بهذا الكتاب.

ومع ذلك كله فإني عندما أخذت في تدوين هذا الكتاب، وجدتني محتاجاً إلى العودة إلى بعض كتبه مرة أخرى، ومع شدة البحث والتنقيب عن أسماء الله وصفاته ومباحثها في مؤلفات ابن القيم، فإنني أجزم أنه قد فاتني بعض منها، وأرجو أن لا يكون هذا الذي فاتت كثيراً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رابط التحميل :

https://drive.google.com/file/d/13rw4ZVhgZJHH3nfqhVRXAuPqBVH7_pvJ/view?usp=drivesdk

What's Your Reaction?

like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow
0