مؤلف جماعي حول موضوع الذكاء الاصطناعي في العلوم الشرعية والقانونية أعمال المؤتمر الدولي الأول أيت ملول - المملكة المغربية | 8 - 9 نونبر 2023

الذكاء الاصطناعي في العلوم الشرعية والقانونية أعمال المؤتمر الدولي الأول أيت ملول - المملكة المغربية | 8 - 9 نونبر 2023

مؤلف جماعي حول موضوع الذكاء الاصطناعي في العلوم الشرعية والقانونية  أعمال المؤتمر الدولي الأول  أيت ملول - المملكة المغربية | 8 - 9 نونبر 2023

رابط تحميل المؤلف الجماعي اسفل التقديم

مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

من نعم الله على الإنسان في هذه الدنيا نعمة العقل الذي مكنه من الرقي في الحياة وتحدي صعابها، وتحسين مستوى عيشه و علاقاته بكل مكونات هذا الوجود، ونعمة تسخير كل شيء له، اعتمادا على العلم حجة وبرهانا، ونتائج باهرة ملموسة عيانا...

فمنذ دخول العالم مرحلة الثورة الرقمية، والإبداع والاختراع يسابق الزمن في إحداث انقلابات كبرى في الحياة البشرية وأنماط عيشها وتفكيرها، لم يشهد لها العالم مثيلا، وكاد الناس يخيل إليهم أنهم في حلم، مما يرونه من آثار الذكاء الاصطناعي والبرمجة الإلكترونية المتحكمة في كل مجال... وذلك راجع أساسا لمحاكاة الذكاء الاصطناعي، الذي حير عقول البشر، لذكاء الإنسان في كل شيء تقريبا، بما في ذلك التنبؤات المستقبلية مما يخشى معه أن يخرج عن سيطرة الإنسان.. ويهدد مستقبله.

فقد شهد الذكاء الاصطناعي طفرة واسعة جدا بفعل التحول الرقمي والتحول التكنولوجي، لا سيما في مجال التعلم العميق والأنماط المعقدة في البيانات النصية وإنتاج تنبؤات على غرار التفكير البشري، مما يرى فيه البعض إنجازاً علميا فاق كل التوقعات ويبشر بمستقبل أفضل للبشر، لأن أول ما يبدو مع كل إنتاج أو اختراع منافعه ومجالات الاستفادة منه، في حين يرى فيه آخرون ما يتسبب عنه من أضرار تمس بالكرامة الإنسانية، إذ أصبح معه الإنسان شيئا من الأشياء، ذلك أن الدوائر المنتجة له، والمتحكمة فيه، هدفها الربح السريع وتكوين الإمبراطوريات الأخطبوطية التي تحقق أرباحا خيالية. ففيه إذن تهديد للبشرية وإقصاء لفعلها بصفة شبه نهائية، ليعيش العالم مرحلة ما بعد البشرية. وبين هاتين النظرتين تتراوح رؤى أخرى ما زالت لم تستوعب بعد حجم هذا التحدي، وتتفادى الحكم النهائي على الذكاء الاصطناعي بالتركيز على مردوده في مجال محدد يحرز النظر فيه باب التخصص، فقد وظف في الطب والصناعة والاقتصاد والتعليم .... كما استفيد منه في مجال العلوم الشرعية والقانونية ومجال القضاء... مع ما يشوب هذا التوظيف من مخاوف.

وتأتي أهمية الذكاء الاصطناعي في العلوم الشرعية مع انتشار البيانات المرقمنة والحاجة لتحليلها لاستنباط المعلومات والرؤى منها، خصوصا مع ظهور نتائج ايجابية في استخدامه في إصدار الأحكام، ودعم عملية الاستنباط الفقهي.... و تبرز مجالات استخدامات والذكاء الاصطناعي عروضا إضافية تقارب هذا الموضوع في العلوم الشرعية، وفوائده فيها. وتجلى أهميته في تحليل البيانات التي تعزز عمل مقاصد الشريعة، والاستعانة به في معالجة النوازل الفقهية دون الإخلال بالجانب الاخلاقي، مما يحتم ربط الأحكام المستنبطة بمقاصد الشريعة.

ونجد في هذا الكتاب على مستوى القرآن وتفسيره، أهمية الذكاء الاصطناعي في توفير الجهد وتقصير المسافة للبحث عن الآية وتفسيرها أينما ورد، وهو ما يخدم التفسير الموضوعي للقرآن الكريم، يغني عن الرجوع إلى أمهات التفسير بمجلداتها الضخمة، مع التحديات المطروحة بشأنه فيها، سواء على مستوى فهم النص الشرعي، أو التثبت من وروده.

ومع الخدمات التي يقدمها في مجال البحث الفقهي، يتساءل عن إمكان اكتسابه للملكة الفقهية والاعتماد عليه في الفتوى، بدل الفقهاء والمجامع الفقهية، فقد راهن البعض على

6

تقنية الذكاء الاصطناعي في صناعة الفتوى، مع ما فيها، إن حصلت، من الخطورة في غياب بقية شروط الفتوى فهما وتنزيلا، مراعاة للواقع والوقائع والتوقعات... وقد طرحبنفسه إشكالا من خلال نوازله في التطبيقات الاستشفائية، والتدخل في تعزيز القدرات البيولوجية للإنسان كما في علاج الشيخوخة والهرم.....

ومن جهته، يعتمد القضاء تقنيات الذكاء الاصطناعي في التقاضي، بل شمل مختلف مراحل الدعوى والتقاضي، وإذا كان البعض متحمسا لاعتماده كليا أو جزئيا، فإن الآخرين يتحفظون منه خوفا من المس بالعدالة النزيهة، واحترام خصوصيات الأفراد، فهو وإن حسن من مستوى الأداء في بعض الأمور، فإن في الاعتماد على تقنياته مسا بمبدأ تكافؤ الفرص بين المتقاضين، مما يصعب معه تحقيق العدالة المطلوبة، ومع أهميته في تدبير أجال التقاضي، تتساءل ورقة بحثية، في هذا الكتاب عن التحديات والمخاطر والمحاذير بشأن توظيف خوارزميات الذكاء الاصطناعي في تدبير الزمن القضائي، كما تتساءل أخرى، أصلا، عن أهلية الروبوتات وعن شخصيتها القانونية، ووقفت بنا ورقتان أخريان عند المسؤولية التقصيرية للرجل الآلي فيما يقع منه من أخطاء، وتكييفها الفقهي، على غرار الأخطاء الطبية التي عالجتها أخرى، وهي من النوازل "الآلية" التي تتطلب الاجتهاد بشأنها...

ونجد في محاور هذا الكتاب توظيف الذكاء الاصطناعي في الفقه الإسلامي باعتماد مجموعة من التطبيقات والنظم الخبيرة المعتمدة في البحث عن الإجابات السريعة الجاهزة مثل "شات جي بي تي وغيرها مما يذهل بنتائجها المذهلة، غير أن الاعتماد عليها كليا لا ينصح به، فهي غير مأمونة المصادر دائما.

كما نقرأ عن تقنية "البلوك تشين" واستثمارها لإدارة الوقف وتمويله بالطرق المثلى وتحقيق الحكامة الجيدة باعتماد التقنيات الرقمية الحديثة، وقد انطلق الباحث من تجربة ماليزيا في هذا الباب متسائلا عن مشروعيتها وملاءمتها وجدواها في تعزيز الدور التنموي للوقف داخل المجتمع.

ونقرأ أيضا عن أحدث أساليب استرجاع وتصنيف المعلومات، وتطبيقها على مستوى محرك البحث في القرآن الكريم، يأخذ بعين الاعتبار الطبيعة النحوية والدلالية للمصطلحات المستخدمة، وكذا خصائص اللغة العربية، مما ييسر طريقة البحث أكثر وفق مراد الباحث بدقة.

والأمر ذاته نجده في توظيف الذكاء الاصطناعي في البحث في الحديث النبوي

رابط التحميل

https://drive.google.com/file/d/1PW-AQe0pCO-j-VXXBYw6pIzAvmF3BcBC/view?usp=drivesdk

What's Your Reaction?

like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow
0