رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص في موضوع : التمويل بصيغة المشاركة في البنوك التشاركية في التشريع المغربي
رابط تحميل الرسالة اسفل التقديم :
_____________________________
المقدمة
تعتبر التنمية المستدامة من بين العناصر الأساسية لرفاه المجتمعات وتطورها، بيد أنها تتطلب توفر موارد مالية داخلية وخارجية وبتكلفة معقولة واستخدامها بطريقة عقلانية. وحيث أن التمويل التقليدي يعتمد في غالبيته على عقد المداينة (القرض) كأساس للعلاقة بين الممول والمستثمر، والقائم على معدل الفائدة المحددة مسبقا فإن التمويل الإسلامي يعتبر الأسلوب الأمثل لهذه العلاقة، كونه ينسجم ومتطلبات التنمية، وأيضا لأنه يمثل نشاطا حقيقيا ترتبط فيه السلع والخدمات، وكما أنه يساعد على ضبط تخصيص الموارد بعيدا عن المديونيات المتراكمة. كما يلاحظ أن التمويل الإسلامي يعتمد على حقيقة المشروعات والوحدات الاقتصادية المتلقية للتمويل، ولا يقتصر على النظر الملاءتها المالية فقط مما يدفع كفاءته في تخصيص هذه الموارد.
وبلا شك فإن الاستثمار بعد من الأعمال المشروعة التي يقرها ديننا الحنيف بل يرغب فيها إلا أن ذلك مقيد بأن تكون أسس الاستثمار مشروعة، إذ سيطرت الأعمال المصرفية الإسلامية على نسبة كبيرة من التعاملات المالية في العديد من الدول الإسلامية فعلى مستوى المنطقة العربية مثلا نجد أن هناك العديد من المصارف التقليدية التي تحولت إلى مصرفية إسلامية في جميع تعاملاتها، من جانب آخر تحقق المنتجات المصرفية أيضا تقدما ملحوظا لدى المؤسسات المالية الإسلامية ، إذ تعتبر هذه المنتجات المالية عقود تمت صياغتها بشكل دقيق بحيث تتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية من جهة ومع القوانين والتعليمات والنظم السائدة في البلدان التي تعمل فيها البنوك الإسلامية أو المؤسسات المالية الإسلامية من جهة أخرى، ثم تجعلها تتراساً لها في التعاقد بين المؤسسات المالية وعملائها.
ومن أصيل الأساليب الذي التفتت إليه تلك المؤسسات في سعيها ذاك، فأسست عليه بنيانها، واستحضرته بحسيانها وسيلة تحقق تلاقحا أمينا بين رؤوس الأموال، وتوجد تكاملا فعالا بين الأعمال والأموال، في إطار شرعي نظيف مبرا من الربا والربية في أكثر معاملاتها
محمود محتون شعيب يونس، مخاطر تمويل التنمية في الاقتصاد الإسلامي الملتقى الدولي حول مقدمات تحقيق التنمية السلامة في الاقتصاد الإسلامي جامعة قالمة، يومي 23 و 04 دسمبر 2012، من 95 منذر قحف أساسيات التمويل الإسلامي الأكاديمية العالمية للبحوث الشرعية 15 2011، ص: 20
وأنشطتها التمويلية الاستثمارية، خصوصا في الحقبة الأولى من حياتها فنعمت به وحققت من ورائه مكاسب ومنافع جمة، ما هو موسوم بأسلوب "المشاركة 30.
التمويل بالمشاركة هو أسلوب تمويلي يقوم على أساس تقديم المصرف الإسلامي التمويل الذي يطلبه المتعامل معه دون اشتراط فائدة ثابتة ( ربا ) كما هو الحال في القرض المصرفي التقليدي، وإنما يشارك المصرف العميل في الناتج المتوقع الحصول عليه للمشروع ربحا كان أم خسارة، في ضوء قواعد وأسس توزيع متفق عليها في بداية التعاقد، وهذه الأسس مستمدة من ضوابط شرعية.
وتعتبر صيغة التمويل بالمشاركة هي كذلك الأسلوب المناسب والصحيح لكافة عمليات الاستثمار الجماعية، خاصة بالنسبة للمشروعات التي هي في بداية نشأتها، وذلك لما تحمله صيغة المشاركة من مزايا إيجابية تساهم في رفع الكفاءة الإنتاجية للمشروعات.
كما أن هذا الأسلوب يقوم على أساس عقد شراكة بين المصرف والعميل، حيث يقدم كل منهما حصته في رأس المال إما نقدا أو عينا لإنشاء مشروع جديد أو المساهمة في مشروع قائم أو تمويل عمليات تجارية وتقسم الأرباح أو الخسائر بينهما وفق المساهمة وحصة كل منهما في رأس المال المقدم.
وقد أجمع العلماء المسلمين على إباحة ومشروعية المشاركة متى تحققت فيها الشروط والضوابط التي وضعت لها، انطلاقا من أحكام الشريعة الإسلامية التي تتيح بل وتشجع على استثمار الأموال عن طريق المشاركة الشرعية الصحيحة التي تنتفي فيها الخيانة، الغين الغش والخديعة، ويعتبر أسلوب التمويل بالمشاركة وسيلة إيجابية للقضاء على ما يعرف بالمعاملات الربوية، نظرا لأن المصرف الإسلامي بعد شريكا وليس دائنا كما في المصارف التقليدية.
وتدل الإصلاحات القانونية والتنظيمية التي عرفها القطاع البنكي في السنوات الأخيرة على إرادة المشرع المغربي نحو فتح مقاربة مالية وتشريعية جديدة تسمح بالمساهمة في توسيع
عبد القادر زيتوني التمويل بالمشاركة في المصارف الإسلامية، مجلة الوقف والمالية الإسلامية، مجلة الكاديمية محكمة دولية مناسية. الصدر عن كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير بجامعة حسيبة بن بو علي بالشلف الجزائر المجلد الأول العدد الأول مارس 166 : 2021ء من الياس عبد الله أبو الهيجاء تطوير اليات التمويل بالمشاركة في المصارف الإسلامية - دراسة حالة الأردن - رسالة مكملة المتطلبات الحصول على درجة الدكتوراه في الاقتصاد و المصارف الإسلامية - جامعة اليرموك الأردن - م ج 20 ربيع الثاني 1428/ 8 آبار 17 : 2007م، من الطاهر قاله المصارف الإسلامية ودورها في رفع الكفاءة الإنتاجية للملكية الوقفية - البنك الإسلامي الأردني نموذجا - دار الخليج
79 الصحافة والبشر، الأردن، من الأولى 2018، من : براهيم أبو بكر المدنيني، أسلوب التمويل والاستثمار بالمشاركة في النظام المصرفي الإسلامي مع دراسة حالة بنك التضاس
الإسلامي بالسودان، ورقة مقدمة المؤتمر الخدمات المالية الإسلامية الثاني، سنة 2010، ص : 2
مصادر التمويل لتشمل بذلك إدخال البنوك التشاركية بموجب القانون 103.12 المتعلق بمؤسسات الائتمان والهيئات المعتبرة في حكمها، التي تقدم مجموعة من الخدمات والمنتجات المتنوعة والمتعددة بغطاء شرعي يستند إلى مبادئ الشريعة الإسلامية كالمرابحة الإجارة، المضاربة الاستصناع السلم والمشاركة ولعل صيغة التمويل بعقد المشاركة من أحد أهم الأدوات في البنوك التشاركية، حيث تتسم بمميزات تجعلها من الأساليب القادرة على تحقيق الدور الاقتصادي والاجتماعي المطلوب للمساهمة في مسار التنمية للبلاد، كما أن اعتمادها كمنتوج تمويلي بديل ليس مجرد صدفة وإنما يرجع ذلك إلى عدة أسباب ذات أبعاد متعددة ومتنوعة منها ما هو شرعي، ومنها ما هو اقتصادي واجتماعي، إضافة إلى ذلك يعتبر تعدد واختلاف أساليب الاستثمار عن طريق المشاركة من العوامل التي تسهم في تبني هذا النوع من التمويل، كونها مدخلا من مداخل النمو والتطور الاقتصادي والاجتماعي.
كما أن لهذه الصيغة آثار إيجابية على البنوك التشاركية من خلال الرفع من عائداتها وتشجيعها على توسيع نطاق معاملاتها، إضافة إلى زيادة رأسمالها مما قد يسهم في تحقيق التنمية
_____________
رابط التحميل :
https://drive.google.com/file/d/1G2Wv1R95mnX3i2t-5P-3nlktzlBlo_dc/view?usp=drivesdk