الإدارة الرقمية في ظل الأزمات أزمة كورونا نموذجا

تعتبر ظاهرة العولمة ظاهرة كونية تجسدت في إزالة الحدود بين الدول بحيث أصبح العالم قرية صغيرة، وذلك بفضل التقدم التكنولوجي الذي طال تقنيات المعلومات والاتصالات، إذ لم يعرف تاريخ البشرية ما شهدته الألفية الثالثة من ثورة هائلة في المجالات العلمية والتقنية .

الإدارة الرقمية في ظل الأزمات أزمة كورونا نموذجا

رابط التحميل اسفل التقديم

______________________

مقدمة

تعتبر ظاهرة العولمة ظاهرة كونية تجسدت في إزالة الحدود بين الدول بحيث أصبح العالم قرية صغيرة، وذلك بفضل التقدم التكنولوجي الذي طال تقنيات المعلومات والاتصالات، إذ لم يعرف تاريخ البشرية ما شهدته الألفية الثالثة من ثورة هائلة في المجالات العلمية والتقنية .

ولقد اهتمت العديد من الدول كالمغرب بإدخال البعد التكنولوجي في برامج الإصلاح الإداري بها من خلال تكنولوجيا المعلومات في إدارتها واستخدام الحاسوب في كافة عملياتها الإدارية، خاصة مع ظهور شبكة الانترنيت، حيث اعتبرت هذه الشبكة كوسيلة من وسائل الإدارة الالكترونية في تقديم الخدمات عن بعد.

ومع إزدياد الوعي بكون الإدارة تشكل أداة حقيقية للتنمية والتنافسية في ظل التغيرات التكنولوجيا والاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية التي يعرفها العالم، لذا فالاعتماد على التكنولوجيا الرقمية تعد من أهم الوسائل أو العوامل المؤثرة على نمو المجتمعات وتطورها في شتى مجالات الحياة، وقد أصبحت المعلوميات بعد العامل البشري من أهم العوامل التي يقاس بها تقدم الادارة فقد أصبح واضحا أن التعامل مع تكنولوجيا المعلومياتو والاتصال والاستفادة منها في ترشيد وتطوير العمل الاداري ضروريا.

لذلك فلقد شكلت العقود الثلاثة الأخيرة أهم اللحظات في تاريخ الإدارة المغربية، حيث أن دور الدولة في الاقتصاد عرف تغيرات جوهرية وأصبح الحديث يدور أكثر عن فعالية وإنتاجية المرفق العام، وكذا عن جودة الخدمات المقدمة للمرتفقين، وتريد حاليا جميع الدول إعادة تجديد أدوارها وأجهزتها الإدارية، كما تطرح بحدة موضوع التجديد والتحديث، ويقصد بهذا الأخير إدخال وتطبيق أنظمة وطرق وتقنيات وتكنولوجيات تدبير حديثة قصد تحسين إنتاجية الأجهزة العمومية، وإشاعة مناخ ملائم للتجديد والإبداع، وإعادة تنظيم البنيات والاختصاصات الإدارية، وتبسيط النصوص والمساطر والشكليات، وإشراك المرتفقين في تجديد المرافق

العمومية.

فمفهوم الإدارة الإلكترونية يحيل للدلالة على الاستخدام الأنجع لنتاج الثورة التكنولوجية بغية تحسين مستويات الأداء داخل الأجهزة الحكومية، الوطنية منها والترابية، ورفع كفاءتها، وذلك عبر الاستفادة من تراكم المعرفة والتطور التقني المرافق لها، بهدف توسيع قاعدة المستفيدين من الخدمة العمومية وفترتها من جهة، وتقديمها بجودة عالية عبر طرق غير تقليدية والكترونية من جهة ثانية.

ويمكن تعريف الإدارة الإلكترونية بأنها استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وخاصة الأنترنيت، وذلك من أجل تحسين إدارة الشؤون العامة وتعتبر كذلك نتاجا للثورة الإلكترونية

في تجلياتها على المستوى الإداري لأنها إدارة عصرية تهدف إلى تقديم خدمات بجودة عالية وبتكلفة ضئيلة في مدة زمنية قصيرة لأنها إدارة بلا أوراق بلا زمان وبلا تنظيمات معقدة.

عموما فالإدارة المغربية لم تتوقف عند حدود الإصلاح بل تعدته إلى ما أصبح يعرف بالتحديث الإداري أي إدخال التغيير الشامل على الهياكل وطرق التدبير، وذلك من أجل بناء

إدارة مواكبة للتغيرات التي شهدها المجال الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والتي كان لها تأثير على علاقة الإدارة بالمجتمع اضافة الى ضمان استمرارية المرافق العمومية في ظل الأزمات التي تتعرض لها مختلف الدول كالازمة المتمثلة في جائحة كورونا التي انتشرت في مختلف دول العالم والتي كان للمغرب نصيب من الأضرار التي خلفتها ومازالت تخلفها إلى حدود اليوم على كافة المستويات.

اذ تظهر أهمية دراسة موضوع الادارة الرقمية في ظل الأزمات في الدور الذي لعبه التحول نحو المرفق العمومي الرقمي في تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، بما يضمن حكامة أكثر في الإدارة العمومية المغربية، ويرجع اهتمام المغرب بالإدارة الإلكترونية إلى نهاية تسعينيات القرن الماضي بصدور المخطط الخماسي 1999-2005 الذي يعد أول استراتيجية في المجال الرقمي، وفي سنة 2005 صدرت الاستراتيجية الوطنية الثانية . 2010 Maroc - " كما تم في نفس السنة تفعيل البرنامج الوطني للإدارة الإلكترونية . إدارتي IDARATI ، وفي سنة 2009 تبنى المغرب استراتيجية جديدة أطلق عليها مخطط المغرب الرقمي 2013 - الذي تبنى مجموعة من التوجهات الكبرى وعلى رأسها ارساء معالم الحكومة الإلكترونية، ليأتي بعده مخطط استراتيجي آخر وهو استراتيجية

المغرب الرقمي 2020 .

فالوعي بأهمية الإصلاح واعتماد مختلف الاستراتيجيات في مجال رقمنة الادارة ساهم في في مجال التعليم والصحة والعدل، كما في مختلف الادارات العمومية بصفة عامة.

ظل أزمة كورونا على الخصوص في ضمان استمرارية تقديم الخدمات للمواطنين لاسيما

الإدارة الرقمية في ظل الأزمات أزمة كورونا نموذجا)

وعلى هذا الأساس، فإن البحث في موضوع " دور الإدارة الرقمية في تدبير الأزمات يهدف

إلى الإجابة على مجموعة من الأسئلة وعلى رأسها التالية:

كيف ساهمت أزمة كورونا في تسريع التحول الرقمي، وأي دور

الإدارة الرقمية في تدبير هذه الازمة ؟ وما هي التحديات؟

وتتفرع عن هذه الإشكالية المحورية مجموعة من الأسئلة الفرعية:

. ما هو مفهوم الإدارة الرقمية، وما دوافع ظهورها ؟

. ما هي أهم الإستراتيجيات التي اعتمدها المغرب في رقمنة الإدارة؟ . ما هي الأزمات وفق الدستور وأين تندرج أزمة كورونا من خلالها ؟

وكيف ساهمت أزمة كورونا في تسريع التحول الرقمي؟

. وكيف ساهمت الإدارة الرقمية في تخطي أزمة كورونا؟

وللاجابة عن الإشكالية الرئيسية والإشكاليات الفرعية سيتم الاعتماد على العديد من المعطيات القانونية والعملية والمادية المرتبطة بجوهر الموضوع ، إذ لن يقتصر فقط على ما هو نظري ، بل يتطلب معالجة نماذج قطاعية من أجل قياس مدى التحول الرقمي في هذه

القصاعات ومدى نجاحه والتعرف على دوره رقمنة الإدارة في تخطي وباء كورونا وحالة

الطوارئ الصحية .

الإدارة الرقمية في ظل الأزمات أزمة كورونا نموذجا)

وذلك بالاعتماد على آلية تحليل المضمون من خلال تحليل مجموعة من المعطيات

المستمدة من مصادرها الرسمية إضافة إلى المنهج الإحصائي وذلك بهدف الوقوف على

مدى رقمنة الإدارة ونسبة تحقق الأهداف المتوخاة منها.

بالتالي فاعتمادا على المناهج المعتمدة في البحث، وارتباطا بصلب الإشكالية المحورية، تم

تقسيم الموضوع إلى فصلين أساسيين :

الفصل الأول : الأسس العامة للإدارة الرقمية.

الفصل الثاني : تحديات الإدارة الرقمية في ظل أزمة كورونا.

__________________

رابط التحميل

https://drive.google.com/file/d/1GjhZbVRJI-S3ydSMp9n0HV9_M-fVwie1/view?usp=drivesdk

What's Your Reaction?

like
0
dislike
0
love
0
funny
1
angry
0
sad
1
wow
0