مسالة هرب له مملوك ثم رجع

مسالة هرب له مملوك ثم رجع

مسالة هرب له مملوك ثم رجع
371 - 11 -

مسالة:

في رجل له مملوك هرب، ثم رجع.

فلما رجع اخذ سكينته وقتل نفسه، فهل ياثم سيده؟ وهل تجوز عليه الصلاة؟

الجواب::

الحمد لله، لم يكن له ان يقتل نفسه.

وان كان سيده قد ظلمه، واعتدى عليه، بل كان عليه اذا لم يمكنه رفع الظلم عن نفسه ان يصبر الى ان يفرج الله.

فان كان سيده ظلمه حتى فعل ذلك، مثل ان يقتر عليه في النفقة، او يعتدي عليه في الاستعمال، او يضربه بغير حق، او يريد به فاحشة ونحو ذلك.

فان على سيده من الوزر بقدر ما نسب اليه من المعصية.

«ولم يصل النبي - صلى الله عليه وسلم - على من قتل نفسه.

فقال لاصحابه: صلوا عليه» فيجوز لعموم الناس ان يصلوا عليه.

واما ايمة الدين الذين يقتدى بهم.

فاذا تركوا الصلاة عليه زجرا لغيره، اقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فهذا حق.

والله اعلم.

372 - 12 - سيل: عن رجل يدعي المشيخة: فراى ثعبانا، فقام بعض من حضر ليقتله، فمنعه عنه، وامسكه بيده، على معنى الكرامة له، فلدغه الثعبان فمات.

فهل تجوز الصلاة عليه؟ ام لا؟

الجواب::

الحمد لله رب العالمين.

ينبغي لاهل العلم والدين ان يتركوا الصلاة على هذا، ونحوه، وان كان يصلي عليه عموم الناس كما «امتنع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الصلاة على قاتل نفسه، وعلى الغال من الغنيمة، وقال: صلوا على صاحبكم» .

وقالوا لسمرة بن جندب: ان ابنك البارحة لم يبت، فقال: بشما؟ قالوا: نعم، قال: اما انه لو مات لم اصل عليه.

فبين سمرة انه لو مات بشما لم يصل عليه؛ لانه يكون قاتلا لنفسه بكثرة الاكل.

فهذا الذي منع من قتل الحية، وامسكها بيده حتى قتلته، اولى ان يترك اهل العلم والدين الصلاة عليه، لانه قاتل نفسه، بل لو فعل هذا غيره به لوجب القود عليه.

وان قيل: انه ظن انها لا تقتل، فهذا شبيه عمله بمنزلة الذي اكل حتى بشم، فانه لم يقصد قتل نفسه، فمن جنى جناية لا تقتل غالبا، كان شبه عمد، وامساك الحيات من نوع الجنايات، فانه فعل غير مباح.

وهذا لم يقصد بهذا الفعل الا اظهار خارق العادة، ولم يكن معه ما يمنع انخراق العادة.

كيف وغالب هولاء كذابون ملبسون خارجون عن امر الله تعالى ونهيه، يخرجون الناس عن طاعة الرحمن الى طاعة الشيطان، ويفسدون عقل الناس ودينهم ودنياهم، فيجعلون العاقل مولها كالمجنون، او متولها بمنزلة الشيطان المفتون، ويخرجون الانسان عن الشريعة التي بعث الله بها رسوله - صلى الله عليه وسلم - الى بدع مضادة لها، فيفتلون الشعور ويكشفون الرءوس، بدلا عن سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ترجيل الشعر، وتغطية الراس ويجتمعون على المكاء والتصدية، بدلا عن سنة الله ورسوله من الاجتماع على الصلوات الخمس، وغيرها من العبادات، ويصلون صلاة ناقصة الاركان والواجبات، ويجتمعون على بدعهم المنكرة على اتم الحالات، ويصنعون اللاذن، وماء الورد.

والزعفران، لامساك الحيات، ودخول النار بانواع من الحيل الطبيعية، والاحوال الشيطانية بدلا عما جعله الله لاوليايه المتقين من الطرق الشرعية والاحوال الرحمانية، ويفسدون من يفسدونه من النساء والصبيان بدلا عما امر الله به من العفة وغض البصر، وحفظ الفرج، وكف اللسان.

ومن كان مبتدعا ظاهر البدعة، وجب الانكار عليه ومن الانكار المشروع ان يهجر حتى يتوب، ومن الهجر امتناع اهل الدين من الصلاة عليه لينزجر من يتشبه بطريقته، ويدعو اليه، وقد امر بمثل هذا مالك بن انس، واحمد بن حنبل، وغيرهما من الايمة، والله اعلم.

What's Your Reaction?

like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow
0