سجود السهو حسب أقوال أئمة المذاهب الأربعة

حكم سجود السهو حسب قول الحنفية و المالكي و الشافعية و الحنابلة مع استحضار دليل كل منهم و الأقوى منهم

سجود السهو حسب أقوال أئمة المذاهب الأربعة

سجود السهو يأتي لجبر نقص حدث في الصلاة سواء بالزيادة في أركانها أو النقصان فيها.

أحاديث السهو كثيرة نتج عنها اختلاف الأقوال لتسعة أقوال، سوف نذكر أربع منها لارتباطها بأصحاب المذاهب الأربعة:

* قول المالكية: أن كل سهو ترتبت عنه زيادة فيسجد له بعد السلام، و كل سهو ترتب عنه نقص يسجد له قبل السلام، قال البشار رحمه الله (سنة لسهو سجدتان فيهما فليتشهد و يسلم منها و هو لنقص سنة تأكدت قبل سلامه و إن تعددت، إلى أن يقول، و إن يكن تمحضت زيادة فاسجد لها بعد وفى العبادة كالجهر في السر و ركن تزدِ ... إلخ). فالإمام مالك يري سواء السجود القبلي أو البعدي وردت فيه أحاديث صحيح، لذا اختار مسلك جمع فيها بين الأخبار و اقتضاها الفقه، فقال أن حديث عبد الله بن بُحينة فيها أن رسول الله لم يتشهد التشهد الأوسط فسجد قبل السلام، و حديث بن مسعود الذي فيه أن رسول الله صلى خمسا و حديث ذي اليدين الذي فيه زيادة تسليمة و فيه زياد كلام و كان في هاذين الحديثين سجود السهو بعد السلام، فقال الإمام ملك أن كل سجود للنقص فهو قبلي و كل سجود للزيادة فهو بعدي.

و استدل بالنظر بقول أن سجود النقص يكون لجبر النقص و لا يمكن حدوثه إلا داخل الصلاة أي قبل التسليم، و السجود البعدي هو ترغيم للشيطان و هذه زيادة ينبغي أن تكون بعد التسليم لكي لا يكون في الصلاة زيادتان.

* قول الشافعية: أن كل سجود السهو يكون قبل السلام. دليلهم حديث أبي سعيد الخدري الذي فيه أن النبي صلى الله عليه و سلم 'إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدري كم صلى مثنى أم أربع فليطرح الشك و يبني على ما استيقن ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم ...'، لكن يُشكل عليهم الأحاديث القائلة بسجود السهو بعد السلام، فأجابوا بقول أن التسليم في الأحاديث القائلة بالسجود بعد التسليم بكون التسليم في هذه الأحاديث التسليم على النبي صلى الله عليه و سلم في التشهد و ليس تسليم آخر الصلاة، و هذا تأويل في غاية البعد و الضعف. و منهم من يقول أن السجود البعدي كان فنُسخ، و منهم من يقول أن النبي صلى الله عليه و سلم في الأحاديث التي فيها السجود البعدي  كان يريد أن يسجد قبل التسليم فنسي و سجد بعد التسليم و هذه تأويلات ضعيفة جدا.

و استدلوا أيضا بالنظر بقول أن سجود السهو هو سجود لجبر نقص في الصلاة، و لجبر نقص في الصلاة يجب أن يقع قبل التسليم لأن إن سلم المصلي فقد خرج من الصلاة و لا يمكن جبر صلاة خرج منها المصلي و جاوزها

* قول الحنفية: أن كل سجود السهو يكون بعد السلام. دليلهم حديث ذي اليدين الذي فيه سجود بعدي، و في حديث بن مسعود الذي فيه أن رسول الله صلة الظهر خمسا، و يتأولون الأحاديث التي فيها السجود القبلي فيقولون مثلا بأن معنى قبل أن يسلم في الأحاديث هي قبل أن يسلم التسليمة الثانية أو قبل أن يسلم من سجود السهو و هذه تأوبلات في غاية من الغرابة.  

و ستدلوا أيضا بالنظر بقول أن سجود السهو شُرع لوجود تغيير في الصلاة، هو يجبر تغيير وقع في الصلاة، و هي مقدرة من الشارع، و إن سُجِد للسهو قبل الصلاة فقد تم الزيادة فيها فتكون زيادة على الزيادة الأولى التي هي سبب السهو فينتج عنه كثرة لتغيير في الصلاة و هذا لا يراد، فيكون السجود السهو بعد الصلاة.

* قول الحنابلة: يُسجد للسهو كما سجد النبي صلى الله عليه و سلم، إذا قام من اثنتين فإنه يسجد قبل السلام، إذا سلم من اثنتين فإنه يسجد بعد السلام، أي كما جاء في الأحاديث، و إذا وقع سهو لم يجئ مثله الأحاديث فإن سجود السهو يكون قبل السلام.

* مذهب الظاهرية: يقولون كقول الحنابلة، إلا أنهم يقولون إذا جاء سهو لم يجئ مثله في الأحاديث فلا يسجد له أصلا.

كخلاصة فإن من المذاهب من سلك مسلك الترجيح كالحنفية و الشافعية، و منهم من سلك مسلك الجمع كالمالكية و الحنابلة، و الجمع بين الأحاديث أولا و أفضل و مقدم على الترجيح، و يترجح مذهب مالك لذكره المناسبة في الفرق بين الزيادة و النقصان، فقال النووي بأن مذهب المالكية هو الأقوى في هذه المسألة ثم قال يتبعه مذهب الشافعية.

إن سهى الإمام و لكن لم يسهو المأموم، فالمأموم يتبع إمامه في سجدة السهو، قال البشار و كل سهوٍ بالإمام قد نزل يتبعه مأمومه و لو فعل، و إن نسي المأموم شيئا فلا يسجد تبعا لإمام الذي الذس لن يسجد سجود السهو، فسهو المأموم يحمله عليه إمامه الذي لم يسهى.

What's Your Reaction?

like
7
dislike
1
love
3
funny
1
angry
0
sad
0
wow
1