الخيانة الزوجية في الفضاء الرقمي الفراغ التشريعي وأفق التجريم القانوني

رابط التحميل اسفل التقديم

______________________

المقدمة :

تعتبر جريمة الخيانة الزوجية إحدى الظواهر الاجتماعية السلبية التي تشكل خطرا ينخر به جسم المجتمع، ويهدد كيانه ويفتك بأواصر القرابة والعلاقات الأسرية، وما تسببه من أمراض فتاكة تلحق الفرد والأسرة والمجتمع على حد سواء، بالإضافة لما يتخلف عنها من ضياع للأنساب وكشف العورات والمساس للأعراض، وتشرد للأطفال،

وقد أعطى لها المشرع الجنائي أهمية أساسية ونظمها ضمن الجرائم الماسة بالأخلاق والآداب العامة في إطار الباب الثامن من القانون الجنائي" بعنوان: " الجنايات والجنح ضد نظام الأسرة والأخلاق العامة"، وحدد شروطها وأركانها في الفصول ٤٩١ و ٤٩٢ و ٤٩٣ من الفرع السادس من الباب المذكور تحت عنوان : " في انتهاك الآداب"، نظرا لما تحدثه من اضطراب اجتماعي ونفور مشهدي تتقزز منه النفوس، ما يؤثر سلبا على سلوكيات المجتمع، وقمة بشاعتها وفظاعتها وإشاعة

التفسخ الأخلاقي. وتلعب مؤسسة الزواج دورا أساسيا في بناء الأسرة والمجتمع باعتبارها عماد المجتمع واللبنة الأولى فيه، وذلك بصيانة العلاقة الزوجية والإبتعاد عن المحرمات والخيانة بين الزوجين مع التقيد بالتوجيه السليم لكل من الزوج والزوجة والرشيد للأبناء ومراقبتهم، فالزواج هو ميثاق تراض وترابط شرعي بين رجل وامرأة على وجه الدوام، غايته الإحصان والعفاف وإنشاء أسرة مستقرة، برعاية الزوجين طبقا لأحكام

هذه المدونة، كما أن العلاقة الزوجية هي من أرقى وأسمى العلاقات لأنها تستمد من مشاعر العاطفة والإخلاص والمودة الاستقرار العاطفي بين الزوجين، وبذلك فأي غذر أو خيانة صادر من أحد الزوجين يؤدي إلى هدم الأسرة بأكملها.

ومع ظهور أجهزة الاتصال الحديثة واتساعها والتطور التكنولوجي وانتشار وسائل الإتصال الحديثة " على غرار مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك والواتساب والمسنجر وغيرها من الوسائل التي ساهمت من وجهة نظر الكثيرين في تفشي الظاهرة وتغلغلها في الحياة اليومية حيث ينظر إليها أنها تسهيلات لإقامة علاقة بين الجنسين، تؤدي إلى خيانة زوجية فلم تقتصر على التغريدات والرسائل القصيرة بل أيضا الإتصالات بالصوت والصورة المباشرة، ما أوقع العديد من الأزواج والزوجات في الخيانة الزوجية بفعل التطور التكنولوجي العصري أو ما يعرف بالعلاقة الافتراضية عبر أجهزة الاتصال الحديثة كالهواتف الذكية، وتدفق الانترنت، حيث أصبحت في متناول الجميع مما يقود في العديد من الحالات إلى نشوب فضائح وارتكاب الجرائم واللجوء إلى الطلاق والتطليق.

ويقصد بمواقع التواصل الاجتماعي بأنها منظومة من الشبكات الإلكترونية التي تسمح للمشترك فيها بإنشاء موقع خاص به، ومن ثم ربطه من خلال نظام اجتماعي إلكتروني مع أعضاء أخرين لديهم الاهتمامات والهويات نفسها أو جمعه مع أصدقا

ويقصد بمواقع التواصل الاجتماعي بأنها منظومة من الشبكات الإلكترونية التي تسمح للمشترك فيها بإنشاء موقع خاص به، ومن ثم ربطه من خلال نظام اجتماعي إلكتروني مع أعضاء أخرين لديهم الاهتمامات والهويات نفسها أو جمعه مع أصدقاء الجامعة أو الثانوية " .

(۱) - طبقا للمادة الرابعة من مدونة الأسرة . (۲) - عبد الرحمان اللمتوني، الإجررام المعلوماتي بين ثبات النص وتطور الجريمة سلسلة

فالهدف الأول للزواج تشكيل أسرة يسودها الوئام والمودة والرحمة، ولكي يحقق

الزواج هدفه هذا يجب أن يساود بين الزوجين أسلوب تواصل سليم وفعال على جميع المستويات الفكرية والنفسية والجسدية والعقلية يسوده المودة والرحمة والحب ولكن هذه المستويات بدأت في الظهور مع التغيرات التي أحدثها التحول الاجتماعي في جميع المجالات نتيجة التطور العلمي والتكنولوجي.

وقد أفرز هذا التطور التكنولوجي نوعا جديدا من الممارسة الجنسية مما تولد معه مجموعة من المشاكل بما فيها الخيانة الزوجية، وبالتالي ألقت هذه العولمة ظلالها على المجتمع العالمي وزالت معها الحدود الزمانية والمكانية، وأحدثت نقلة نوعية وثورة حقيقية في قطاع الاتصالات والتكنولوجيا المعلومات، كما أحدث قفزة كبيرة في تطوير العلاقات بين مختلف أفراد الشعوب، والإستخذام المتنامي للتكنولوجيا التي غزت البيوت واستخدامها بشكل غير صحيح، أدت الى تغير العادات والقيم الاجتماعية والأخلاقية، وأثرت على المفاهيم وظهور مصطلحات جديدة

ومن هنا تظهر أهمية الموضوع في إيجاد نص قانوني يجرم لنا هذا الفعل الإجرامي المجسد لجريمة الخيانة الزوجية الإلكترونية، والتطرق إلى حكم الفقه الإسلامي

.......

____________________

رابط التحميل

https://drive.google.com/file/d/1QPgRKj5czeWuf1Z0tkbjFSQRuN4uVndm/view?usp=drivesdk