لدراسات المختلفة حول أثر المناخ على ظاهرة الإجرام
مجموعة دروس و بحوث في علم الاجرام للتحضير للمباريات و امتحانات السداسي الخامس شعبة القانون و التعمق في المادة الجنائية
وقد أكدت الإحصاءات الجنائية اختلاف ظاهرة الإجرام في شمال إيطاليا حيث يكون الطقس بارداً ، عن الإجرام في جنوبها حيث يسود الطقس الحار.
ونفس النتيجة انتهى إليها جيري بالنسبة لأقاليم فرنسا الشمالية والجنوبية.
والمتأمل في قانون الحرارة الإجرامي يبدو له أنه يشمل اختلاف الظاهرة الإجرامية باختلاف المناخ في المكان الواحد ، واختلافها باختلاف المكان.
1- أثر تغير المناخ في الأقاليم المختلفة على الظاهرة الإجرامية كشفت بعض الدراسات في كل من فرنسا وإيطاليا على أن جرائم الاعتداء على الأشخاص في الجنوب ضعف ميثلاتها في الشمال.
وبالعكس فان جرائم الاعتداء على الأموال في شمال فرنسا وإيطاليا ضعف مثيلاتها في الجنوب.
ونفس النتيجة تم استنتاجها في جمهورية مصر العربية.
ولكن منذ نهاية القرن التاسع عشر الميلادي ، إن الدراسات حولا اختلاف الظاهرة الإجرامية باختلاف المكان في أوروبا وأمريكا لم تؤكد النتائج السابقة.
ففي دراسة حديثة للأستاذ ليوتيه عن الظاهرة الإجرامية في فرنسا كشفت عن نتائج عكس النتائج السابقة تماماً.
حيث ذكر أن جرائم العنف كانت مركزة في محافظات الشمال ، وبنسبة أعلى من جرائم الأموال ، كما وجد تقارب بين عدد جرائم السرقات في الجنوب والشمال.
وتبرز هذه النتائج فشل قانون الحرارة الإجرامي.
لأن التضارب في النتائج يلقي ظلالاً من الشك حول أثر المناخ على الظاهرة الأجرامية.
وأمام إخفاق هذا الأسلوب في الكشف عن أثر المناخ على الظاهرة الإجرامية ، كان لا بد من اللجوء إلى أسلوب آخر تختفي فيه كل الفروق باستثناء المناخ.
وهذا الأسلوب يقوم على رصد اختلاف الظاهرة الإجرامية باختلاف الزمان في المكان الواحد.
2- أثر تغير المناخ في الإقليم الواحد على الظاهرة الإجرامية أكدت الدراسات في فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية على تأثر الظاهرة الإجرامية بارتفاع درجة الحرارة وانخفاضها.
فتعاقب الفصول في الإقليم الواحد يؤثر في الظاهرة الإجرامية كماًَ ونوعاً.
ففي فرنسا وضع لاكساني تقويماً خاصاً للجريمة.
وانتهى بعد توزيع الجرائم على الفصول المختلفة إلى أن هناك علاقة مباشرة بين الجرائم ضد الأشخاص من ناحية ودرجات الحرارة المرتفعة وطول نهار اليوم من ناحية أخرى.
كما توجد علاقة مباشرة أيضاً بين جرائم الاعتداء على الملكية من ناحية، وانخفاض درجة الحرارة وطول ساعات الليل من ناحية أخرى.
هذه النتائج التي وصل إليها لاكساني تأكدت صحتها بالنسبة للقارة الأوروبية ففي فصل الشتاء تكثر السرقات وجرائم الاعتداء على الأموال.
أما جرائم السكر فتصل إلى قمتها في فصل الصيف.
وقد تدعمت هذه النتائج بالدراسات التي قام بها العلماء الأمريكيون.