مقال بعنوان أزمة النخبة السياسية بالمغرب من العور القانوني والأخلاقي لترشيد الفعل السياسي إلى عدم تكريس ثقافة العقاب الإنتخابي

رابط تحميل المقال اسفل التقديم

مقدمة

تعد الموارد البشرية قطب الرحى في حسن سير أشغال أية مؤسسة؛ إذ بدون موارد بشرية ذات مستوى عال من الكفاءة يبقى مستوى أدائها ناقصا ومنسوب عطائها مشويا بعيب عدم الإحترافية، وبعور الأداء الجيد وبقصور في النتائج المتحصل عليها. وإن يكن الأمر كذلك، فإن العمل البرلماني لا يشذ عن هذه القاعدة يحتاج إلى نخبة تفعله وتترجم الحجم الذي أولاه له الدستور إلى جانب العديد من المؤسسات الأخرى. فهل يتوفر البرلمان المغربي - عمليا - على نخبة من العيار الذي تجعله في مستوى الصلاحيات الممنوحة له دستوريا، ويضاهي بذلك باقي المؤسسات بقصد أجرأة فعلية لمعنى " التوازن بين السلط"؟

المحور الأول: في تدني منسوب الوعي السياسي والمستوى الثقافي أزمة النخبة السياسية

لقد لازمت ظاهرة " النخبة السياسية" الاجتماع الإنساني كضرورة تنظيمية فرضتها البنيوية والوظيفية في المجتمع السياسي. فالبشر بطبعه يحتاج إلى قيادة ومتطلبات المجتمع السياسي تقتضي ضرورة تقسيم العمل السياسي بين أعضائه حيث تختص ثلة منهم بمهمة رسم السياسة العامة وممارسة السلطة واتخاذ القرار، إنها " الطبقة السياسية".

راجع حسين عبد الحميد رشوان، في القوة والسلطة والنفوذ شركة الإسكندرية للكتاب، الإسكندرية، ط1، 2008، ص 51.

171

مجلة دراسات اقتصادية وقانونية R.E.E.J

عدد مزدوج 6-7

تعرف الطبقة السياسية بأنها " مجموع محترفي السياسة". فهي - كما تدل على ذلك التسمية تطلق على الذين يزاولون بشكل كامل أو دائم وعلى سبيل الإحتراف الأشغال والأنشطة التي يمكن أن تصنف ضمن العمل السياسي؛ وهي أنشطة متعددة يصعب حصرها في مجال واحد أو وضع قاعدة عامة لها نظرا للإختلاف الملحوظ بين بلد وآخر؛ إلا أن هناك شبه اتفاق أصبح مسلما به في القواميس السياسية المتخصصة أن الطبقة السياسية تشمل " مجموع المشتغلين بالسياسة على المستوى الوطني ( أعضاء الحكومة النواب والشيوخ أو المحلي ( المستشارين الجهويين، المستشارين العامين والعمد...) زعماء الأحزاب السياسية الرئيسية وبعض الصحفيين السياسيين".

إن الطبقة السياسية، كما رأينا، لا تقتصر فقط على من يمسكون بقسم من السلطة أو المسؤولية السياسية، بل أيضا كل من يؤثرون في عملية صنع القرار. وقد يحسب ضمنهم من لا يملكون ذرة من السلطة السياسية، لكنهم من موقعهم في الحياة العامة والمجتمع، يستطيعون التأثير فيها ككبار الصحفيين السياسيين الذين يؤثرون بكتاباتهم في الرأي العام.

إذا كانت الطبقة السياسية تضم محترفي السياسة والمتعاطين لها، فإنه - في المقابل نجد طبقة موازية لا تنخرط في السياسة وقد لا ترى أهمية لهذا المجال ولا تهتم، عادة بالحوارين السياسي والحزبي إنها طبقة التكنوقراط" التي تضم مجموعة من التقنيين وذوي الكفاءة من المتخصصين في مجالات الصناعة والتجارة وغيرهما.

ا يستعمل ابن منظور في لسان العرب عبارتي " النخبة" و "الصفوة": فالأولى اشتقت من فعل "انتخب أي اختار، فنحية القوم خيارهم ولذلك نجد بأن أغلب المنتسبين للطبقة السياسية هم منتخبون من الشعب، أما عبارة " الصفوة" فذات بعد معياري تيم خاصة القوم وخلاصتهم كشأن الأنبياء والرسل الذين ينتقيهم الله ويختارهم بعناية فائقة " الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس س" سورة الحج الآية 75.

جمال الدين أمين الديمقراطية المدنية استعادة دور المجتمع المدني من أجل ديمقراطية حقة"، المجلة المغاربية للرصد القانوني والقضائي عدد مزدوج 5 و 6 2020، ص 25 المرجع نفسه.

172

رابط التحميل

https://drive.google.com/file/d/17uuI9rvsOa8DlZ4coytyGAC4t4vqU-9L/view?usp=drivesdk