كتاب تدبير الموارد البشرية في الإدارة المغربية بين تعدد المعوقات وتحديات المستقبل

تدبير الموارد البشرية في الإدارة المغربية بين تعدد المعوقات وتحديات المستقبل

كتاب تدبير الموارد البشرية في الإدارة المغربية بين تعدد المعوقات وتحديات المستقبل

رابط تحميل الكتاب اسفل التقديم

مقدمة

لقد عرفت الإدارة المغربية تحولات وتطورات عميقة، حيث اتسعت ميادين تدخلها في مختلف المجالات والقطاعات، وذلك بالتبعية لتوسيع دور الدولة وتدخلها في جميع الميادين بعدما كان ينحصر دورها التقليدي في مهام الدفاع والأمن والقضاء، وغدت بذلك الإدارة جهازا ضخما تتوقف عليه إلى درجة كبيرة مسؤولية نجاح وإخفاق جهود التنمية في مختلف الميادين، وتعرف الادارة تطورات متلاحقة على مستوى تحسين عملها الاداري، لذلك تسعى الادارة العمومية لاتخاذ مجموعة من الاجراءات التي من شأنها أن ترفع من فعالية الخدمات التي تقدمها، وباعتبار تدبير التوظيف العمومي عملية جوهرية تضمن ولوج الموارد البشرية المتخصصة والكفأة للإدارة العمومية، فإن تدبيرها يجب أن يتم بطريقة فعالة وجيدة الضمان الكثير من الجهد والوقت والمال، مما يجعل من هذه العملية مدخل استراتيجي لتحديث الادارة العمومية، بالاضافة إلى تبسيط المساطر الادارية، وتحسين التواصل مع المرتفقين، وتسهيل الولوج إلى المعلومة باعتباره حق دستوري وتعزيز الإدارة الالكترونية خاصة في ظل جائحة كوفيد - 19

ويعتبر اصلاح الادارة أحد الأوراش المركزية التي تندرج في صلب الشغالات الحكومات المغربية منذ الاستقلال إلى اليوم. ويستمد هذا الاصلاح الاداري راهديته من النقاش العمومي الذي تعرفه الساحة الوطنية اليوم حول إعداد النموذج التنموي الجديد الذي دعى إليه الملك محمد السادس، فهذا النموذج التنموي لا يمكن أن يتجاهل المركزية التي تحتلها الادارة العمومية في أي نقاش عمومي حول التنمية ، لأن هذه الأخيرة تفترض بشكل حتمي ضرورة إصلاح الادارة وتأهيلها لتكون في مستوى التحديات التنموية المطروحة على إشكاليات التنمية بالمغرب، ولما كانت الإدارة الوسيلة الأساسية والأداة الرئيسية في مجال

إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية / المنيا - بولين

تدبير الموارد البشرية بالادارة المغربية بين تعدد الاكراهات وتحديات المستقبل

تدخل السلطات العامة، فإن كل إصلاح يتطلب بالدرجة الأولى إصلاح الإدارة وتطوير أجهزتها، وتبسيط الإجراءات بها كمنطلق للتنمية الشاملة ومن هذا المنطلق أصبح العنصر البشري يحضى باهتمام كبير من لدن الدارسين والمهتمين والمتعاملين مع الإدارة، ذلك أن تقدم أي وحدة إدارية ونجاحها رهين بمدى قدرتها على تحريك هذا العنصر لإحراز الهدف المنشود فهو بعد المحور الجوهري في نجاحها والعامل الأساسي في كسب الميزة التنافسية والحفاظ عليها.

غير أن الاهتمام بالموارد البشرية يختلف حسب الإتجاهات، فمن وجهة نظر رجال السياسة فالإهتمام بالعنصر البشري يرجع إلى تجسيد فكرة الديمقراطية، واحترام كيان الفرد. بينما من وجهة نظر أخلاقية، فإن الإهتمام بالأفراد يعكس اهتمامات دينية، ووصايا إلهية بتكريم الإنسان أما وجهة نظر تدبيرية فالإهتمام بالإنسان لا يكون إلا بمقدار ما يؤدي إليه هذا الاهتمام من رفع في إنتاجية الفرد وبالتالي المردودية الفعلية للإدارة.

انطلاقا من ذلك يتبع الاهتمام بالموارد البشرية من كونها تشكل حجر الزاوية في تطوير العمل الإداري، فهي في النهاية الهدف والوسيلة فما من ثروة إلا بإنسان" كما قال الإقتصادي " جان بودان".

إن تدبير الموارد البشرية يجب أن يشكل الصدارة في كل المخططات التي تعتزم الإدارة أن تأخذها بعين الاعتبار، لأنها تعتبر حاليا محط انتقادات، وتشكل سببا لبعض العراقيل وهو ما يستوجب تطوير هذا النظام، حتى يوفر فرصا حقيقية لتحسين أداء الموظفين بما يتناسب مع تطلعاتهم. فتدبير الموارد البشرية تدبيرا معقلنا أصبح أمرا ضروريا لعدة اعتبارات أهمها: التغيير الذي طرأ على الإدارة بفعل إدخال التكنولوجيا الحديثة

رابط التحميل

https://drive.google.com/file/d/1zOjiN6WQ5bQXcxyMf8OTlFeDnfhS6lYc/view?usp=drivesdk

What's Your Reaction?

like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow
0