رسالة لنيل دبلوم الماستر بعنوان مكافحة نشر وترويج الاخبار الزائفة على مواقع التواصل الإجتماعي
تكمن حيوية القانون الجنائي الدائمة من خلال التطورات الجذرية المنصبة عليه منذ فجر التاريخ، التي تبرز أساسا من خلال الهيمنة العنيفة للتكنولوجيا على التشريع الجنائي. ولا يفلت هذا الاكتساح الجوهر والشكل والإثبات، حيث يمكن القول حاليا أن التكنولوجيا اصبحت قوة وطاقة، ومصدر الإفراز أو توليد القانون، حيث أدى التطور الذي عرفته البشرية على مستوى وسائل الإتصال وتقنية المعلوميات والشبكة العنكبوتية الأنترنيت إلى تقريب المسافات، وجعل العالم مجرد قرية صغيرة رغم تساعة امتداده، وذلك من خلال إتاحته الإمكانية التواصل بين الملايين من الأشخاص على مدار الساعة وبشكل مباشر دون اعتبار للحدود الجغرافية، وتعتبر فضاءات الحوار الاجتماعي أكثر المواقع الالكترونية التفاعلية استعمالا في السنوات الأخيرة.
رابط التحميل اسفل التقديم
_______________________
تقديم
تكمن حيوية القانون الجنائي الدائمة من خلال التطورات الجذرية المنصبة عليه منذ فجر التاريخ، التي تبرز أساسا من خلال الهيمنة العنيفة للتكنولوجيا على التشريع الجنائي. ولا يفلت هذا الاكتساح الجوهر والشكل والإثبات، حيث يمكن القول حاليا أن التكنولوجيا اصبحت قوة وطاقة، ومصدر الإفراز أو توليد القانون، حيث أدى التطور الذي عرفته البشرية على مستوى وسائل الإتصال وتقنية المعلوميات والشبكة العنكبوتية الأنترنيت إلى تقريب المسافات، وجعل العالم مجرد قرية صغيرة رغم تساعة امتداده، وذلك من خلال إتاحته الإمكانية التواصل بين الملايين من الأشخاص على مدار الساعة وبشكل مباشر دون اعتبار للحدود الجغرافية، وتعتبر فضاءات الحوار الاجتماعي أكثر المواقع الالكترونية التفاعلية استعمالا في السنوات الأخيرة.
وبالنظر للدور الذي اصبحت تلعبه هذه المواقع في انتشار المعلومة والأخبار، تم تصنيفها في قائمة وسائل الإعلام الجديدة أو ما يصطلح عليه بالإعلام البديل أو الإلكتروني، حيث انتقلت أدوات الإعلام والاتصال من المؤسسات إلى الجمهور، إذ يتحول من خلالها الفرد باستمرار ما بين موقعي الارسال والتلقي، وتعتبر أهم المواقع تداولا
وانتشاراً، غير أن هذا التطور كما يحمل بين طياته ما يعود بالنفع على الأشخاص حيث تظل المعلومة متاحة لهم بسرعة قبل تناولها على مستوى الوسائل الرسمية وبشكل مباشر في المقابل قد ينتج عنه غياب اخلاقيات التعامل مع الشبكات الاجتماعية سلوكيات وممارسات قد تمس بمختلف الحقوق والحريات الخاصة بالأفراد.
فبعد أن أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي هي الطريقة الأسهل للتواصل بين الأفراد والمجموعات وتبادل المعلومات على مختلف الأصعدة، بحيث أضحى النشاط الرقمي يحتك بالحريات والحقوق الخاصة للأفراد والمجتمع احتكاكا مباشرا، وفي إطار هذا التطور الهائل الاستعمال وسائل التواصل الحديثة أصبح متاحا لكل من له اتصال بوسائل التواصل الاجتماعي من طرح المواطنين، لكن مع هذه التحديات الراهنة للتكنولوجيا في المجال المعلوماتي، وفي إطار ثورة التكنولوجيا والمعلومات والتطور المشارع للتقنيات الرقمية فإن مختلف التشريعات عملت على التصدي للأخبار الزائفة Fake News" من خلال التنصيص على مقتضيات قانونية زجرية المرتكبي هذه الأفعال، بحيث يتم نقل الأخبار الزائفة ونشرها من طرف مختلف مستعملي وسائل التواصل مما وسع نطاق نشر الخبر الزائف، ولقد اتسع نطاق نشر الأخبار الزائفة خصوصا في ظل الظرفية الاستثنائية التي يعرفها العالم نتيجة انتشار وباء فيروس كورونا 19 covid، وهو نفس الأمر الذي يمر منه
المغرب في ظل هذه الأوضاع الصعبة مما نافع به إلى إعلان حالة الطوارئ الصحية بتاريخ 20 مارس 2020، وفي خضم هذه الظرفية الاستثنائية، تم نهج سياسة الحجر الصحي في معظم بلدان العالم، بما فيها المغرب للحد من تفشي وباء كوفيد 19، حيث اصبحت المواقع الالكترونية النافذة الأولى على العالم والاخبار، والحقيقة أن هذا الانفتاح الاختياري او القري على منصات التواصل الاجتماعي لم يسلم من ظاهرة الاخبار الزائفة والمعلومات الكاذية التي تناسلت بشكل كبير عبر العالم مستغلة تأخر العلم في الوصول إلى تلقيح بعد من التهديد الذي يشكله الفيروس. فالعديد من الاشخاص يقومون بإنشاء محتوى مكتوب سمعي او بصري زائف ومشاركته عن عمد مثال ان الفيروس صناعة مختبرية، أو انه
مجرد زكام عادي لا يحتاج إلى التهويل والتدابير الشديدة، أو استغلال هذه الاخبار الغرضتجاري كتسويق بعض المنتجات أو الأدوية باعتبارها فعالة للوباء.
وأمام هذا الوضع تبدل المملكة دورا كبيرا في مواجهة ومحاربة الأخبار الزائفة، نظرا لما والأمن والنظام العام، إذ أصبحت منصات التواصل الاجتماعي أداة انتشار الأخبار الزائفةلها من تأثير بالغ على حسن سير عمل الجهات الرسمية المكلفة بحماية الصحة العامةومقاطع الفيديو والصور المفبركة خصوصا مع انتشار جائحة كورونا المستجد، الأمر الذيالصحية واجراءات الإعلان عنها.
جامعة كريد 19 هو الاسم الذي أطلته منظمة الصحة العالمية للقرون السبب لعرض الالتهاب الراوي الحاد والتعريف باسمالكورونا) والتي أعلنته بمنشية السمة العالمية جامعة عالمية.جعل منها مجالا خصبا وأرضية لنشر الأخبار الزائفة، وذلك لخصوصية الظرفية التي جعلت
المجتمع الوطني والدولي في تتبع مستمر للأحداث.
لقد تعرضت معظم التشريعات لبيان أحكام جريمة الأخبار الكاذبة ومنها التشريع
المغربي في ظل الفصل 447.2 من القانون الجنائي، والفصل 72 من قانون الصحافة
والنشر، دون أن يضع تعريفا لها وهذا مسلك محمود ولا بعد عيباً تشريعياً إذ من الصعب
وضع تعريف جامع مانع ، وأن المشرع أيضا يتجنب وضع التعريفات للمسائل الجنائية تاركا
....
________________
رابط التحميل
https://drive.google.com/file/d/1ZgV3PxaRng8NirZnUckwLx0TsyuI2YL9/view?usp=drivesdk