تلخيص كتاب التحقيق الباهر في معنى الإيمان بالله واليوم الآخر
تلخيص كتاب التحقيق الباهر في معنى الإيمان بالله واليوم الآخر
المسألة الأولى : موضوع الرسالة : رد على مبتدع أزهري زعم أن الإيمان بالله واليوم الآخر بمعزل عن الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم ، كاف في النجاة من النار يوم الٌقيامة ، وكان هذا الزعم بإيعاز من المبشرين الأمريكيين الذين طلبوا من هذا المبتدع نشر هذه الدعوة التي سمـوها حـيـنـئـذ : " وحدة الأديان " ، وبالفعل نشر المقال في مجلة : صوت أمريكا ، واستخلص منها : أن اليهود والنصارى ناجون من النار يوم القيامة باعتبارهم مؤمنين شأنهم في ذلك شأن إخوانهم المسلمين ، واستدل على زعمه هذا بقوله تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون } [1] .
المسألة الثانية : أقوال المفسرين في معنى الآية :
- تفسير الجلالين وقريب منه ابن جزي : الآية في من آمن من قبل ودخل في الإسلام من بعد ، بعد ما جاءته الرسالة .
- تفسير البيضاوي وابن عباس : الآية محكمة في فترة من الزمن ثم نسخت بقوله تعالى : { ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين }
- تفسير البحر المحيط وما روي عن مجاهد والضحاك بن مزاحم أن في الآية حذفا يسمى دلالة الاقتضاء ، تقديره : إن الذين آمنوا ومن آمن من اليهود والنصارى والصابين بالله واليوم الآخر وبمحمد صلى الله عليه وسلم ..............،
قال الشيخ سيدي ع الله بن الصديق رحمه الله وهذا كاف في رد نحلته وكشف دخلته .
المسألة الثالثة : مداخلة الشيخ سيدي ع الله – رحمه الله بنفسه – في الرد على إبطال زعم ذلك المبتدع الأزهري حيث قال – رحمه الله - : من المقرر المعلوم : أن الإيمان حقيقة شرعية ، مركبة من أجزاء ، بينها النبي صلي الله عليه وسلم في جواب سؤال جبريل عليه السلام حيث قال " الإيمان أن تؤمن بالله ، وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وبالقدر خيره وشره " وهذه الأجزاء متلازمة شرعا ، بحيث إذا انتفي جزء منها ، لزم انتفاء بقية الأجزاء ، ولزم بالتالي انتفاء حقيقة الإيمان ، فالمكذب برسول واحد ، تنتفي عنه حقيقة الإيمان من أساسها ، ويجب الحكم عليه شرعا بأنه لا يؤمن بالله ، ولا بالملائكة ، ولا بالكتب ، ولا بالرسل ، ولا باليوم الآخر ، ولا بالقدر ، وإن زعم أنه يؤمن بذلك ، فزعمه مردود عله شرعا ؛ لأن حقيقة الإيمان لا تقبل التجزئة ، واستدل الشيخ رحمه الله على رأيه هذا وبيانه لحقيقة الإيمان الشرعي بمجموعة من الأدلة وهي على الشكل التالي :
منها : قوله تعالي : ( إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا ) [2]
ومنها : قوله تعالي ( كذبت قوم نوح المرسلين ) [3] .
قال – رحمه الله – : "نسب الله إلي قوم نوح تكذيب المرسلين ؛ لأنهم بتكذيبهم رسولهم كانوا مكذبين للرسل جميعا ؛ إذ لا يتفق تصديق رسول مع تكذيب آخر .
ومثل هذه الآية قوله تعالي ( كذبت عاد المرسلين كذبت ثمود المرسلين كذبت قوم لوط المرسلين كذب أصحاب الأيكة المرسلين ) فهذه الآيات تبين تلازم أجزاء الإيمان ثبوتا وانتفاء , فتكذيب رسول يستلزم تكذيب جميع المرسلين , والعكس بالعكس وهذا واضح لا يحتاج إلي مزيد تقرير " [4] .
ومنها : قوله تعالي ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسول ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ) [5] .
فاليهود والنصارى ما دام أنهم كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم فهم لا يؤمنون بالله ...، ودينهم باطل ، ويجب قتالهم حتى يعطوا الجزية ...، كيف تعطى هذه الأحكام لهم إذا كانوا إخوانا لنا في النجاة يوم القيامة – بحسب زعم ذلك المبتدع – وأيضا لو كان دينهم صحيحا لما قال تعالى : " ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ...، "