عقيدة الإمام أبي جعفر الطحاوي في القدر

التعريف بعلم الكلام وأثره على الأمة الإسلامية, تعريف الأشاعرة , التعريف بالإمام أبي الحسن الأشعري, تعريف أهل السنة والجماعة, التوحيد عند الأشاعرة, التوحيد عند أهل السنة والجماعة, القرآن عند الأشاعرة, القرآن عند أهل السنة والجماعة, الإيمان عند الأشاعرة, الإيمان عند أهل السنة والجماعة, القدر عند الأشاعرة, القدر عند أهل السنة والجماعة, مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية في القدر, عقيدة الإمام أبي بكر محمد الحسين الأجري في القدر, عقيدة الإمام أبي جعفر الطحاوي في القدر,

عقيدة الإمام أبي جعفر الطحاوي في القدر
يقول الإمام الطحاوي رحمه الله في القدر:"خلق الخلق بعلمه، وقدر لهم أقدارا، وضرب لهم آجالا، ولم يخف عليه شيء قبل أن يخلقهم، وعلم ما هم عاملون قبل أن يخلقهم، وأمرهم بطاعته، ونهاهم عن معصيته.

وكل شيء يجري بتقديره ومشيئته، ومشيئته تنفذ، لا مشيئة للعباد، إلا ما شاء الله لهم، ويعصم ويعافي فضلا، ويضل من يشاء، ويخذل ويبتلي عدلا.

وكلهم متقلبون في مشيئته بين فضله وعدله.

وهو متعال عن الأضداد والأنداد، لا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه، ولا غالب لأمره.

آمنا بذلك كله، وأيقنا أن كلا من عنده.

وقد علم الله تعالى في ما لم يزل عدد من يدخل الجنة وعدد من يدخل النار، جملة واحدة، فلا يزال في ذلك العدد، ولا ينقص منه.

وكذلك أفعالهم فيما علم منهم أن يفعلوا، وكل ميسر لما خلق له، والأعمال بالخواتيم، والسعيد من سعد بقضاء الله والشقي من شقي بقضاء الله.

وأصل القدر سر الله تعالى في خلقه، لم يطلع على ذلك ملك مقرب ولا نبي مرسل، والتعمق في ذلك ذريعة الخدلان، وسلم الحرمان، ودرجة الطغيان، فالحذر كل الحذر من كل ذلك نظرا وفكرا ووسوسة، فإن الله تعالى طوى علم القدر عن أنامه، ونهاهم عن مرامه، كما قال تعالى: ﴿لا يسأل عما يفعل وهم يسئلون﴾، فمن سأل: لم فعل؟ فقد رد حكم الكتاب، ومن رد حكم الكتاب كان من الكافرين.

فهذا جملة ما يحتاج إليه من هو منور قلبه من أولياء الله تعالى: وهي درجة الراسخين في العلم، لأن العلم علمان: علم في الخلق موجود، وعلم في الخلق مفقود، فإن إنكار العلم الموجود كفر، وادعاء العلم المفقود كفر، ولا يثبت الإيمان إلا بقبول العلم الموجود، وترك العلم المفقود.

ونؤمن باللوح والقلم، وبجميع ما فيه قدر، فلو اجتمع الخلق كلهم على شيء كتبه الله تعالى في أنه كائن، ليجعلوه غير كائن، لم يقدروا عليه، ولو اجتمعوا كلهم على شيء لم يكتبه الله تعالى فيه ليجعلوه كائنا لم يقدروا عليه، جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة، وما أخطأ العبد لم يكن ليصيبه وما أصابه لم يكن ليخطئه.

وعلى العبد أن يعلم أن الله قد سبق علمه في كل كائن من خلقه، فقدر ذلك تقديرا محكما مبرما، ليس فيه ناقض، ولا معقب، ولا مزيل ولا مغير، ولا ناقص ولا زائد من خلقه في سماواته وأرضه، وذلك من عقد الإيمان، وأصول المعرفة والاعتراف بتوحيد الله وربوبيته، كما قال تعالي في كتابه: ﴿وخلق كل شيء فقدره تقديرا﴾، وقال تعالى: ﴿وكان أمر الله قدرا مقدورا﴾، فويل لمن صار في القدر لله خصيما، وأحضر للنظر فيه قلبا سقيما، ولقد التمس بوهمه في فحص الغيب سرا كثيما، وعاد بما قال فيه أفاكا أثيما.

وهذا ما اتفق عليه أهل السنة والجماعة من القول في القدر والإيمان به، ولقد خصوه بالتأليف، فكتبوا في باب القدر كتبا مستقلة ليبينوا للناس القول الفصل وقول الحق في القدر والإيمان به، وفصلوا في ذلك تفصيلا دقيقا يزيد البيان وضوحا والفهم دقة، مستدلين على أقوالهم بنصوص الشرع الصريحة من القرآن الكريم وسنة سيد المرسلين محمد بن عبد الله الصادق الأمين عليه الصلاة والسلام، ونحن معهم في ما اتفقوا عليه من العقيدة ما لم يخالفوا الكتاب والسنة.

What's Your Reaction?

like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow
0