مسالة اداب الحمام

مسالة اداب الحمام

مسالة اداب الحمام
52 - 36 -

مسالة:

فيمن يدخل الحمام هل يجوز له كشف العورة في الخلوة؟ وما هو الذي يفعله من اداب الحمام؟

الجواب::

لا يلزم المتطهر كشف عورته لا في الخلوة ولا في غيرها، اذا طهر جميع بدنه.

لكن ان كشفها في الخلوة لاجل الحاجة كالتطهر والتخلي جاز، كما ثبت في الصحيح: ان موسى - عليه السلام - اغتسل عريانا، وان ايوب - عليه السلام - اغتسل عريانا.

وفي الصحيح: «ان فاطمة كانت تستر النبي - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح بثوب وهو يغتسل ثم صلى ثمان ركعات وهي التي يقال لها الضحى، ويقال انها صلاة الفتح» .

وفي الصحيح ايضا: «ان ميمونة سترته فاغتسل» .

وعلى داخل الحمام ان يستر عورته، فلا يمكن احدا من نظرها، ولا لمسها، سواء كان القيم الذي يغسله او غيره، ولا ينظر الى عورة احد ولا يلمسها اذا لم يحتج لذلك لاجل مداواة او غيرها، فذاك شيء اخر.

وعليه ان يامر بالمعروف وينهى عن المنكر بحسب الامكان، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من راى منكم منكرا فليغيره بيده، فان لم يستطع فبلسانه، فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان» .

فيامر بتغطية العورات فان لم يمكنه ذلك وامكنه ان يكون حيث لا يشهد منكرا فليفعل ذلك، اذ شهود المنكر من غير حاجة، ولا اكراه منهي عنه.

وليس له ان يسرف في صب الماء؛ لان ذلك منهي عنه مطلقا.

وهو في الحمام ينهي عنه لحق الحمامي؛ لان الماء الذي فيها مال من امواله له قيمة، وعليه ان يلزم السنة في طهارته، فلا يجفو جفاء النصارى، ولا يغلو غلو اليهود، كما يفعل اهل الوسوسة، بل حياض الحمام طاهرة ما لم تعلم نجاستها، سواء كانت فايضة او لم تكن، وسواء كانت الانبوب تصب فيها او لم تكن، وسواء بات الماء او لم يبت، وسواء تطهر منها الناس او لم يتطهروا، فاذا اغتسل منها جماعة جاز ذلك، فقد ثبت في الصحيحين: من غير وجه «ان النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يغتسل هو وامراته من اناء واحد، قدر الفرق» .

فهذا اناء صغير لا يفيض، ولا انبوب فيه، وهما يغتسلان منه جميعا.

وفي لفظ: «فاقول دع لي، ويقول دع لي» وفي صحيح البخاري: عن ابن عمر، «ان الرجال والنساء كانوا يتوضيون على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من اناء واحد» .

وقد ثبت عنه ايضا: «انه كان يتوضا بالمد ويغتسل بالصاع» .

والصاع عند اكثر العلماء يكون بالرطل المصري اقل من خمسة ارطال، نحو خمسة الا ربعا، والمد ربع ذلك.

وقيل: هو نحو من سبعة ارطال بالمصري.

وليس للانسان ان يقول الطامة اذا وقعت على ارض الحمام تنجست، فان ارض الحمام الاصل فيها الطهارة، وما يقع فيها من نجاسة: كبول، فهو يصب عليه من الماء ما يزيله، وهو احسن حالا من الطرقات بكثير، والاصل فيها الطهارة، بل كما يتيقن انه لا بد ان يقع على ارضها نجاسة، فكذلك يتيقن ان الماء يعم ما تقع عليه النجاسة، ولو لم يعلم ذلك فلا يجزم على بقعة بعينها انها نجسة ان لم يعلم حصول النجاسة فيها، والله اعلم.

What's Your Reaction?

like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow
0