مسالة قول النبي ولا ينفع ذا الجد منك الجد

مسالة قول النبي ولا ينفع ذا الجد منك الجد

مسالة قول النبي ولا ينفع ذا الجد منك الجد
324 - 12 -

مسالة:

في قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ولا ينفع ذا الجد منك الجد» .

هل هو بالخفض او بالضم؟ افتونا ماجورين.

الجواب::

الحمد لله، اما الاولى فبالخفض، واما الثانية فبالضم، والمعنى: ان صاحب الجد لا ينفعه منك جده، اي لا ينجيه ويخلصه منك جده، وانما ينجيه الايمان والعمل الصالح، والجد هو الغنى وهو العظمة وهو المال.

بين - صلى الله عليه وسلم - انه من كان له في الدنيا رياسة ومال، لم ينجه ذلك ولم يخلصه من الله، وانما ينجيه من عذابه ايمانه وتقواه، فانه - صلى الله عليه وسلم - قال: «اللهم لا مانع لما اعطيت.

ولا معطي لما منعت.

ولا ينفع ذا الجد منك الجد» .

فبين في هذا الحديث اصلين عظيمين: احدهما: توحيد الربوبية، وهو ان لا معطي لما منع الله، ولا مانع لما اعطاه، ولا يتوكل الا عليه ولا يسال الا هو.

والثاني: توحيد الالهية، وهو بيان ما ينفع وما لا ينفع، وانه ليس كل من اعطي مالا او دنيا او رياسة كان ذلك نافعا له عند الله، منجيا له من عذابه، فان الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب.

ولا يعطي الايمان الا من يحب.

قال تعالى: {فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمن}[الفجر: 15] {واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي اهانن}[الفجر: 16] {كلا}[الفجر: 17] .

يقول: ما كل من وسعت عليه اكرمته، ولا كل من قدرت عليه اكون قد اهنته، بل هذا ابتلاء ليشكر العبد على السراء، ويصبر على الضراء، فمن رزق الشكر والصبر كان كل قضاء يقضيه الله خيرا له، كما في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، انه قال: «لا يقضي الله للمومن من قضاء الا كان خيرا له.

وليس ذلك لاحد الا للمومن: ان اصابته سراء فشكر فكان خيرا له.

وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له» .

وتوحيد الالوهية ان يعبد الله ولا يشرك به شييا فيطيعه ويطيع رسله، ويفعل ما يحبه ويرضاه، واما توحيد الربوبية فيدخل ما قدره وقضاه، وان لم يكن مما امر به واوجبه وارضاه.

والعبد مامور بان يعبد الله ويفعل ما امر به، وهو توحيد الالوهية.

ويستغفر الله على ذلك وهو توحيد له، فيقول: {اياك نعبد واياك نستعين}[الفاتحة: 5] .

والله اعلم.

What's Your Reaction?

like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow
0