مسالة فيمن ياكل الحشيشة ما يجب عليه

مسالة فيمن ياكل الحشيشة ما يجب عليه

مسالة فيمن ياكل الحشيشة ما يجب عليه

الجواب::

الحمد لله.

هذه الحشيشة الصلبة حرام، سواء سكر منها او لم يسكر؛ والسكر منها حرام باتفاق المسلمين؛ ومن استحل ذلك وزعم انه حلال فانه يستتاب؛ فان تاب والا قتل مرتدا، لا يصلى عليه؛ ولا يدفن في مقابر المسلمين.

واما ان اعتقد ذلك قربة، وقال: هي لقيمة الذكر والفكر، وتحرك العزم الساكن الى اشرف الاماكن، وتنفع في الطريق: فهو اعظم واكبر، فان هذا من جنس دين النصارى الذين يتقربون بشرب الخمر؛ ومن جنس من يعتقد الفواحش قربة وطاعة؛ قال الله تعالى: {واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها اباءنا والله امرنا بها قل ان الله لا يامر بالفحشاء اتقولون على الله ما لا تعلمون}[الاعراف: 28] ومن كان يستحل ذلك جاهلا وقد سمع بعض الفقهاء يقول: حرموها من غير عقل ونقل وحرام تحريم غير الحرام فانه ما يعرف الله ورسوله، وانها محرمة، والسكر منها حرام بالاجماع.

واذا عرف ذلك ولم يقر بتحريم ذلك فانه يكون كافرا مرتدا، كما تقدم.

وكل ما يغيب العقل فانه حرام وان لم تحصل به نشوة ولا طرب، فان تغيب العقل حرام باجماع المسلمين.

واما تعاطي " البنج " الذي لم يسكر، ولم يغيب العقل.

ففيه التعزير.

واما المحققون من الفقهاء فعلموا انها مسكرة؛ وانما يتناولها الفجار؛ لما فيها من النشوة والطرب، فهي تجامع الشراب المسكر في ذلك، والخمر توجب الحركة والخصومة، وهذه توجب الفتور والذلة، وفيها مع ذلك من فساد المزاج والعقل؛ وفتح باب الشهوة؛ وما توجبه من الدياثة: مما هي من شر الشراب المسكر، وانما حدثت في الناس بحدوث التتار.

وعلى تناول القليل منها والكثير حد الشرب: ثمانون سوطا؛ او اربعون.

اذا كان مسلما يعتقد تحريم المسكر، ويغيب العقل.

وتنازع الفقهاء في نجاستها؟ على ثلاثة اقوال: احدها: انها ليست نجسة.

والثاني: ان مايعها نجس؛ وان جامدها طاهر.

والثالث: وهو الصحيح انها نجسة كالخمر؛ فهذه تشبه العذرة؛ وذلك يشبه البول، وكلاهما من الخبايث التي حرمها الله ورسوله، ومن ظهر منه اكل الحشيشة فهو بمنزلة من ظهر منه شرب الخمر؛ وشر منه من بعض الوجوه؛ ويهجر، ويعاقب على ذلك، كما يعاقب هذا؛ للوعيد الوارد في الخمر؛ مثل قوله - صلى الله عليه وسلم -: «لعن الله الخمر، وشاربها، وساقيها؛ وبايعها ومبتاعها؛ وحاملها، واكل ثمنها» ومثل قوله: «من شرب الخمر لم يقبل الله له صلاة اربعين يوما؛ فان تاب تاب الله عليه؛ فان عاد وشربها لم يقبل الله له صلاة اربعين يوما؛ فان تاب تاب الله عليه؛ وان عاد فشربها لم يقبل الله له صلاة اربعين يوما؛ فان تاب تاب الله عليه؛ وان عاد فشربها في الثالثة او الرابعة كان حقا على الله ان يسقيه من طينة الخبال؛ وهي عصارة اهل النار» وقد ثبت عنه في الصحيح - صلى الله عليه وسلم - انه قال: «كل مسكر حرام» «وسيل عن هذه الاشربة وكان قد اوتي جوامع الكلم فقال - صلى الله عليه وسلم -: كل مسكر حرام» .

What's Your Reaction?

like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow
0