الأسرة وإجرام الأحداث

مجموعة دروس و بحوث في علم الاجرام للتحضير للمباريات و امتحانات السداسي الخامس شعبة القانون و التعمق في المادة الجنائية

الأسرة وإجرام الأحداث
الأسرة هي المجتمع الأول الذي يصطدم به الحدث ويقع عليها واجب رعايته .

كما أنه في محيطها يتحقق تكوين شخصيته .

الشخص يكون سويا إذا كانت الأسرة سوية .

أما إذا كانت غير سوية فإنها تعتبر أحد العوامل الأساسية التي تدفع بالأبناء إلي الانحراف .

يرجع عدم استواء الأسرة إلي عدة أسباب منها : أ- علاقة الطفل بأمه : في الشهور الثمانية الأولي من حياة الطفل لا تكون له شخصية مستقلة بل يتحد مع أمه اتحادا كاملا .

لكن مع بداية الشهر الثامن ينفصل الطفل تدريجيا عن أمه ويبدأ في تكوين شخصيته المستقلة .

فإذا استطاع الأم أن توفر له العلاقة العاطفية القوية أدي ذلك إلي نجاح الطفل في الدخول إلي مرحلة الحياة الاجتماعية الأولي .

أما إذا كانت الأم غير مستقرة في عواطفها تولد لدي طفلها الإحساس بالظلم .

وهكذا تكون ظروف الأم سببا في التأثير الضار على بدء التكوين الحياة الاجتماعية الأولي لطفلها الجديد وتتمثل هذه الظروف في عمل الأم خارج المنزل ، عدم الرغبة في الطفل الجديد أو لأنه فوق ذرية متعددة التغيير المستمر للأشخاص الذي يرعونه حيث يجد صعوبة في التعود عليهم وكذلك التغيير المستمر للمكان أو البيئة ب- علاقة الطفل بأبيه : وعند بلوغ الطفل عامه الثالث ، يبدأ والتشبه بتلك السلطة الخارجة عن كيانه وهذا يعني أن كل غياب أو اختلال لتلك السلطة ينتج عنه اضطرابا في شخصية الطفل من الناحتين العاطفية والاجتماعية .

أسباب غياب أو اختلال السلطة الأبوية في الوقت الراهن – عديدة منها – غياب الأب تماما عن الأسرة كما هو الحال إذا كانت الأم أرملة أو مطلقة .

وقد يتحقق غياب السلطة الأبوية رغم وجود الأب الفعلي وهذا الوضع يكون أشد خطرا على حالة الطفل من الغياب الفعلي للأب .

وغياب سلطة الأب يظهر أحيانا في الصورة التي يرفض فيها تماما الاهتمام بأولاده وتوجيههم أو إذا كانت ظروف عمله تستغرق معظم الوقت شديد وقد يتحقق اختلال السلطة الأبوية لا بغيابها وإنما بطغيانها فقد يكون الأب متسلطا يعامل أبنائه بقسوة ويتصرف كأنه الحاكم المطلق داخل الأسرة .

وفي هذا الجو يكون الطفل منبوذا ومحروما من حق الاعتراض أو الرفض .

فيعمد إلي الانطواء والعزلة ويتولاه القلق والانزعاج وغالبا ما يملأه الشعور بالعداء للجو المحيط به برمته جـ- علاقة الطفل بوالديه : العلاقة الطبيعية بين الطفل ووالديه تحقق التوازن العاطفي والاجتماعي للطفل فينشأ سويا .

ومن صور غياب دور الأب والأم وأخطرها على الطفل صورة الانفصال المعنوي بينهما .

يتخذ هذا الانفصال مظاهر متعددة منها الشجار الدائم بين الوالدين وفي مثل هذا الجو العائلي تتصدع الأسرة وتفقد تماسكها ووحدتها وتضعف أو تنعدم رعايتها لأبنائها مما قد يدفعهم إلي الانحراف .

ومن مظاهر تفكك الأسرة المعنوي أيضا الانفصال الفعلي أو القانوني الطلاق بين الأبوين وفي هذه الحالة يتعرض الطفل لخطر الحرمان من حنان الأم أو من سلطة الأب مما ينتج عنها لاضطراب العاطفي والاجتماعي الأسرة كثيرة العدد يصعب فيها الإشراف والرعاية من قبل الأب والأم على الأولاد والمستوي الاقتصادي والاجتماعي للوالدين له دور في استواء الأسرة من عدمه وأن هذا المستوي يؤثر بدوره على مسكن الأسرة .

والمستوي الاقتصادي والاجتماعي المنخفض للأسرة له تأثير على حياة الحدث لأنه يؤدي إلي النقص والحرمان من مستلزمات الكساء والطعام وسائر الحاجات الضرورية الأخرى .

هذا الوضع يولد لدي الحدث الشعور بالنقص أو الدونية يضاعف من هذا الشعور كون الحدث من سلالة مختلفة أو جنسية مختلفة إذا كانت الأسرة مهاجرة مثلا مما قد يدفع به إلي السلوك المنحرف .

ضعف أو انعدام دور الأسرة في رعاية توجيه ورقابة الحدث بسبب الظروف المختلفة التي تمر بها سواء ما تعلق منها بالأم أو الأب أو الأبوين معا وبصفة خاصة التفكك الأسري وفساد الأبوين أو أحدهما وضعف المستوي الاقتصادي لها يؤدي إلي اضطراب الحدث عاطفيا واجتماعيا يصاحبه الاختلال توازنه واحتدام الصراع داخله الذي قد يترجم إلي سلوك إجرامي

What's Your Reaction?

like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow
0