رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص حول موضوع المسؤولية المدنية للموثق العصري في القانون المغربي

بدأ التوثيق مع بداية فجر الإسلام، حيث أعطى في صدره الأول أهمية بالغة للتوثيق لما له من دور في حفظ المال وصون الحقوق وحماية العرض و النفس و إقامة العدل وأمر الله به عباده حيث قال الله عز و جل في محكمه العزيز " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتَبَ كَمَا عَلَمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلِيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الحَقَّ وَليَتَّقِ اللهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْحُسْنُ مِنْهُ شَيْئًا فَإِن كَانَ الذي عَلَيْهِ الحَقِّ سَفِيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يُمِل هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيه بالعدل واستشهدوا شهيدين من رِّجَالِكُمْ فإن لم يكونا رجلين فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشهداء أن تَضِلُّ إِحْدَاهُمَا فتذكر إحْدَاهُما الأخرى ولا باب الشهداء إِذا مَا دَعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله ذلكم أقسط عند الله وأقوم لِلشَّهَادَةِ وأدنى ألا تَرْتَابُوا إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذا تبايعتم ولا يضار كاتب ولا شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم واتَّقُوا اللَّهَ وَيُعْلَمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بكل شيءٍ عَلِيمٌ (1) ويقول القرطبي في تفسيره هذه الآية الكريمة : فاكتبوه يعني الدين والأجل، ويقال: أمرنا بالكتابة لكي لا ننسى.

رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص  حول موضوع  المسؤولية المدنية للموثق العصري في القانون المغربي

رابط تحميل الرسالة اسفل التقديم

____________________________

مقدمة

بدأ التوثيق مع بداية فجر الإسلام، حيث أعطى في صدره الأول أهمية بالغة للتوثيق لما له من دور في حفظ المال وصون الحقوق وحماية العرض و النفس و إقامة العدل وأمر الله به عباده حيث قال الله عز و جل في محكمه العزيز " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتَبَ كَمَا عَلَمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلِيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الحَقَّ وَليَتَّقِ اللهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْحُسْنُ مِنْهُ شَيْئًا فَإِن كَانَ الذي عَلَيْهِ الحَقِّ سَفِيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يُمِل هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيه بالعدل واستشهدوا شهيدين من رِّجَالِكُمْ فإن لم يكونا رجلين فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشهداء أن تَضِلُّ إِحْدَاهُمَا فتذكر إحْدَاهُما الأخرى ولا باب الشهداء إِذا مَا دَعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله ذلكم أقسط عند الله وأقوم لِلشَّهَادَةِ وأدنى ألا تَرْتَابُوا إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذا تبايعتم ولا يضار كاتب ولا شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم واتَّقُوا اللَّهَ وَيُعْلَمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بكل شيءٍ عَلِيمٌ (1) ويقول القرطبي في تفسيره هذه الآية الكريمة : فاكتبوه يعني الدين والأجل، ويقال: أمرنا بالكتابة لكي لا ننسى.

وفي السنة النبوية روى أبو داوود الطيالسي وغيره عن أبي عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أول من جحد آدم عليه السلام، إن الله أراه ذريته فرأى رجلا أزهر ساطعا لونه فقال يا رب من هذا، قال هذا أبنك داوود، قال يا رب فما عمره، قال ستون سنة قال يا رب زده في عمره، فقال لا، إلا أن تزيده من عمرك، قال و ما عمري، قال ألف سنة، قال آدم، قد وهبت له أربعين سنة قال: فكتب الله عليه كتابا و أشهد عليه الملائكة فلما حضرته الوفاة جاءته الملائكة قال: إنه بقي من عمري أربعون سنة قالوا: إنك وهبتها لابنك داوود، قال: ما وهبت لأحد

(1) - سورة البقرة الآية، 282

المسح باستخدام CamSc‏

1

المسؤولية المدنية للموثق العصري في القانون المغربي دراسة مقارنة

شيئا فأخرج الله تعالى الكتاب و شهد عليه ملائكته، وفي رواية: و أتم لداوود مائة سنة ولأدم ألف سنة "(1).

وأقدم وثيقة في الإسلام تلك التي سجلت عن الرسول صلى الله عليه و سلم و تتعلق ببيع مملوكة للعداء ابن خالد ابن هوادة (2).

ويقصد بالتوثيق لغة مصدر لفعل وثق بمعنى إحكام الأمر، من هنا يقال، جمل وثيق، وناقة موثقة الخلق أي محكمته (3).

واصطلاحا قواعد و ضوابط تبين ما لكل عاقد من حقوق و ما عليه من واجبات والتزامات به ترسم خطوط كل معاملة تنظيما لسيرها، وتحديدا المجال نشاطها من حيث ضمان استمرار مفعولها، وحسم مادة النزاع بين الأطراف والاحتجاج بها في مواجهة الغير، كما أنه وسيلة من وسائل تثبيت الحقوق العينية، بسائر أنواعها و نقل الملكية بعضهم البعض بالطرق المشروعة طبقا لنصوص التشريعية وقواعد العرف الثابتة وأراء الفقهاء وما جرى به العمل (4).

وشهد التوثيق في المغرب بداية بسيطة قبل أن تكثر مؤلفاته وتنضبط قواعده وتصاغ قوانينه تبعا لتشعب حياة الناس وازدياد رغباتهم وحاجاتهم، فظهر الكتاب المتخصصون في الوثائق، سواء كانت وثائق سياسية كوثائق العهد والاستخلاف والبيعة، أو وثائق المراسلات والمعاهدات والصلح، أو وثائق الالتزامات والمعاملات والعقود أو غير ذلك مما أفرزته التفاعلات الاقتصادية والاجتماعية والحضارية التي عاشها المغاربة عبر تاريخهم الإسلامي الزاهر (5).

ان الجزاء الثالث مطبعة دار الكتاب المصرية - الطبعة

_______________

رابط التحميل

https://drive.google.com/file/d/1Ahmu2aX8EFvL4WmljJfs5lP6HymwKy-n/view?usp=drivesdk

What's Your Reaction?

like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow
0