رسالة لنيل دبلوم الماستر بعنوان المسؤولية القانونية لروبوتات الذكاء الإصطناعي

مما لا شك فيه أن في الأونة الأخيرة يشهد العالم تقدما علميا تكنولوجيا هائلا، وذلك في جميع مجالات. الحياة المختلفة، ويعتبر الذكاء الاصطناعي من أهم آثار التكنولوجيا الحديثة.. ذلك أن التطور التكنولوجي والمعلوماتي المتلاحق جعل الإنسان ينتقل بسرعة عالية من عصر تكنولوجيا المعلومات الذي يرتكب من خلالها المجرم الجريمة باستخدام الكمبيوتر، إلى عصر البيانات وهي التي يتم من خلال البرامج والمعلومات تحليلها من أجل ارتكاب جرائم البيانات، أما الآن فتنتقل إلىعصر جديد وهو (AI) أي عصر الذكاء الاصطناعي والروبوتات القاتلة، بحيث تكون ظاهرة إجرامية جديدة ويقوم بارتكابها مجرم من خلال أنظمة الذكاء الاصطناعي والروبوتات

رسالة لنيل دبلوم الماستر بعنوان المسؤولية القانونية لروبوتات الذكاء الإصطناعي

رابط التحميل اسفل التقديم

_______________________

مقدمة

الإطار العام

مما لا شك فيه أن في الأونة الأخيرة يشهد العالم تقدما علميا تكنولوجيا هائلا، وذلك في جميع مجالات. الحياة المختلفة، ويعتبر الذكاء الاصطناعي من أهم آثار التكنولوجيا الحديثة.. ذلك أن التطور التكنولوجي والمعلوماتي المتلاحق جعل الإنسان ينتقل بسرعة عالية من عصر تكنولوجيا المعلومات الذي يرتكب من خلالها المجرم الجريمة باستخدام الكمبيوتر، إلى عصر البيانات وهي التي يتم من خلال البرامج والمعلومات تحليلها من أجل ارتكاب جرائم البيانات، أما الآن فتنتقل إلىعصر جديد وهو (AI) أي عصر الذكاء الاصطناعي والروبوتات القاتلة، بحيث تكون ظاهرة إجرامية جديدة ويقوم بارتكابها مجرم من خلال أنظمة الذكاء الاصطناعي والروبوتات ..

بحيث يتميز كل عصر بسمة تميزه عن العصور الذي سبقته أو التي ستليه، ويبدو أن العصر الذي

نعيشه الآن يستحق أن نسميه بعصر الذكاء الاصطناعي، ولاسيما مع ظهور الروبوتات الذكية المتطورة التي تملك القدرة على محاكاة السلوك البشري، حيث مثال الذكاء الاصطناعي مجالات مختلفة من حياة الإنسان كالصناعة والتجارة والهندسة والطلب والتعليم والزراعة والخدمة المنزلية وغيرها فالذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد حلم يراود البعض أو مضرب من ضروب الخيال العلمي، بل أضحى حقيقة

واقعية تحظى بتطبيقات عدة تحاكي الذكاء البشري حيناً وتتفوق عليه أحيانا أخرى. وفي هذا الإطار فالجميع بات مدركا تمام الإدراك مدى تأثير الذكاء الاصطناعي على حياة الإنسان في

العديد من الجوانب، كما أصبحت تطبيقاته منتشرة في كل مكان حولنا، وتجتاح العالم بشكل متسارع ومتزايد، حيث ساعدت هذه التطبيقات على نقل الآلات لاسيما الروبوتات الذكية إلى منطقة رمادية بين

الأشخاص الطبيعيون والأشياء، خاصة في ظل التطور التقني الذي نعيشه الآن وظهور نوعية جديدة منهاما تعرف باسم الروبوتات المستقلة .

الإطار الخاص للموضوع

حيث تشهد دول العالم المتقدم تقدما مربعا ومذهلا وسياقا محموما، في مجال تكنولوجيا الروبوتات إلى درجة أن خبراء الروبوتات يتوقعون في خلال السنوات القليلة المقبلة أن تدخل الروبوتات في مجالات

الحياة المختلفة ترتب عليها ظهور مخاطر جديدة وبينما تتزايد مشاركة الروبوتات الذكية المتطورة بصورة أكبر في عمليات اتخاذ القرار في العديد من المجالات، فإن هذا الأمر يثير العديد من القضايا

والتحديات والتداعيات، لعل أهمها المسؤولية القانونية لهذه الروبوتات عن الأضرار والجرائم التي يمكنأن تسببها.

وفي هذا المقام يحضرنا قول العلامة السنهوري: الحدثث المخترعات الحديثة تطورا عظيما، فقامتالصناعات الكبيرة، ووسائل النقل السريعة، وسخر الإنسان القوى الطبيعية لخدمته ورفاهيته، ولم يبال أن تكون قوى عمياء لا يسيطر عليها كل السيطرة، فهي إذا ما أقلات من يده - وكثيرا ما تقلت - لا يلبث أن يكون ضحيتها ؟هذا ويقصد بالذكاء الاصطناعي، أنظمة كومبيوتر التي لها القدرة على القيام بذات المهام المطلوبة من

الانسان البشري، ولكن بصورة أسرع من تلك التي يقوم بها الأخير، فالذكاء الاصطناعي يقوم على محاكاة. الذكاء البشري في الآلات المبرمجة للتفكير مثل البشر، وتقليد أفعالهم، بحيث تكون لتلك الآلات القدرة على اتخاذ الإجراءات المناسبة من تلقاء نفسها، ودون تدخل من العنصر البشري و تشمل أهداف الذكاءالاصطناعي التعلم، والاستدلال، والاستدر الله

الاصطناعي بأنه " هو دراسة وتصميم أنظمة ذكية بطريقة مستقلة تستوعب بينتها، مع اتخاذ كافة التدابيراللازمة من أجل تحقيق أهداف محددة .والروبوت كأحد تطبيقات أنظمة الذكاء الاصطناعي له تعاريف متعددة، حيث يمكن تعريفه حسبقاموس (Larousse الإلكتروني بأنه " جهاز الي قادر على التعامل مع الأشياء أو اجراء العملياتوفقا لبرنامج ثابت أو قابل للتعديل " .

كما يمكن تعريف الروبوت وفقا لقاموس المصطلحات بانه الله أوتوماتيكية مسفرة ومتعددة الاستخدامات وقابلة للبرمجة، وبالنظر إلى تمتعها بالمرونة الميكانيكية فلها القدرة على العمل بصورة مستقلة لتنفيذ الأعمال المختلفة التي تتطلب قدرات خاصة، مثل تحريك العضلات من أجل القيام بالوظائف

الحركية للإنسانكما أن المعهد الأمريكي للروبوت robot institute of American قد عرفه أن " الروبوت منازل يدوي قابل لإعادة البرمجة ومتعدد الوظائف ومصمم لتحريك المواد والأجزاء والأدوات أو الأجهزة الخاصة من خلال مختلف الحركات المبرمجة بهدف أداء مهمات متنوعية 20، كما عرفه الاتحاد البياني

للروبوتات الصناعية على أن " الروبوتات آلة مخصصة لكل الأعراض وهي مزودة باطراف وجهاز للذاكرة وهي قادرة على الدوران والحلول محل العامل البشري بواسطة الأداء الأوتوماتيكي للحركات ."

وبناء على ذلك، يمكن تعريف الروبوت بأنه " آلة تعمل بطريقة ميكانيكية تسمح بالقيام بتنفيذ المهام أو الأعمال بصورة مستقلة، وذلك عن طريق إتخاذ القرار فيما يتعلق ببعض الإجراءات الأساسية أو الأوليةالتي قامت بوضعها أو اتخاذها  .

ونستشف من التعريفات السابقة أن الروبوت يتميز بالقدرة على التنقل والقيام بمهام ووظائف متعددةكما له القدرة على اتخاد القرار بشكل مستقل عن أي جهة أخرى.

ومن جانب آخر تعرف المسؤولية بشكل عام بأنها محاسبة شخص على القيام بفعل أو الامتناع امتناعا غير جائز، أي أنها جزاء المخالفة الشخص أحد الواجبات الملقاة على عاتقه، ويكون مصدر هذه الواجبات أما القانون أو الالتزام بها بإرادته .

وتنقسم المسؤولية القانونية إلى مسؤولية مدنية وأخرى جنائية، وبالمسؤولية المدنية يقصد بها المؤاخذة

عن الأخطاء التي تمر بالغير وذلك بالزام المخطئ باداء التعريض للطرف المصرور وفقا للطريقة والحجم الذي يحددهما القانون.

والمسؤولية الجنائية التي هي التزام الإنسان بتعمل الآثار القانونية المترتبة على قيام بفعل يعتبر جريمة

من وجهة نظر القانون ونتيجة مخالفة هذا الالتزام هي العقوبة أو التدبير الوقائي أو الاحتياطي الذي يفرضه

القانون على الفاعل، مما يمكن معه القول أن المسؤولية الجنائية هي مسؤولية مادية بحته كما كانت فيالتشريعات الجنائية القديمة، بل تقوم في الوقت الحاضر على أساس المسؤولية الأخلاقية أو الأدبية .و اليوم بعد الروبوتات الذكية أحد أهم ثمار الثورة الرقمية Digital revolution التي نعيشها في الوقت

الحاضر بعدما شارك العديد منها بالفعل وبشكل متزايد في الحياة اليومية والاجتماعية والمهنية، فهي تكنولوجيا الحاضر والمستقبل، وسيكون لها تأثير كبير على التنمية البشرية في المستقبل القريب بعدما

غادرت بالفعل مختبرات الأبحاث وأصبحت قيد الاستخدام في العديد من المجالات 10 .

.....

اشكالية موضوع الدراسة

ومما لاشك فيه أن روبوتات الذكاء الاصطناعي أتارت العديد من الإشكاليات التي أدركها الكثير من الباحثين العاملين في مجال الذكاء الاصطناعي، بعدما أصبحت أكثر تطورا وأشد ذكاء ويغلب عليها الطابع

الإنساني، الأمر الذي يستوجب إعادة التفكير في مكانة الإنسان في مواجهة هذه التقنيات .

وتبعا لذلك تكمن الإشكالية الرئيسية لموضوع البحث في عدم وجود تنظيم تشريعي ينظم افعال

الروبوتات في المغرب ومنه يمكن القول :

إلى أي حد يمكن مساءلة الروبوتات عن أضرارها في التشريع المغربي وفي معرض الإجابة عن هذه الإشكالية تثير عدة تساؤلات فرعية أخرى

هل يعتبر الروبوت وفقا للنظريات التقليدية حارسا أم منتجا ؟

هل نستطيع تطبيق فكرة النائب الإنساني التي نص عليها القانون المدني الأوروبي الخاص بالروبوتات

الصادر في عام 2017

هل يمكن منح الروبوت الشخصية القانونية؟

ما مدى إمكانية قبول فكرة إسناد الجريمة للروبوتات؟

وهل تتطابق الفلسفة العقابية وأهدافها مع العقوبات التي قد يكون الروبوت محلها؟

وكيف يتحقق الركن المعنوي للجريمة اذ ارتكبها الروبوت؟

ما مدى مسؤولية المالك والمبرمج الروبوتات ذات الذكاء الاصطناعي عن الجرائم التي ترتكبها هذهالروبوتات؟

المنهج المعتمد للدراسة

للإجابة ومناقشة هذه الإشكالية سنعتمد على المنهج الوصفي والتحليلي والمقارن، وذلك نضرا لعدم وجود تنظيم تشريعي ينظم أفعال الروبوتات في المغرب، لذلك سنتطرق للقواعد العامة للقانون المغربي

وبالرجوع إلى نصوص القانون المدني الأوروبي الخاص بالروبوتات الصادر في عام 2017 .

خطة موضوع الدراسة

في سبيل الإلمام بموضوع الدراسة، ومعالجة الإشكالية الرئيسية للدراسة، سنتناوله وفق التصميم التالي:

الفصل الأول: المسؤولية المدنية عن أضرار روبوتات الذكاء الاصطناعي

الفصل الثاني: المسؤولية الجنائية عن جرائم روبوتات الذكاء الاصطناعي

___________________

رابط التحميل 

https://drive.google.com/file/d/1SdFsQF0mS9-_RzFTfk1w8pd7ZdmE7iiy/view?usp=drivesdk

What's Your Reaction?

like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow
0