مقال بعنوان المكانة الإجتماعية السياسية للشرفاء في المغرب

المكانة الإجتماعية السياسية للشرفاء في المغرب

مقال بعنوان المكانة الإجتماعية السياسية للشرفاء في المغرب

رابط تحميل المقال اسفل التقديم

يصادف الباحث في ميدان علم اجتماع النخب خصوصا، تاريخ المؤسسات والوقائع الإجتماعية، عموما، ظاهرة الشرفاء ونقبائهم يتسائل أول ما يتسائل عن مهام ووظائف هذه الشريحة الإجتماعية المتميزة على الصعيدين السياسي والاجتماعي

ولعل مسألة الشرفاء تعد من المشاكل التي تعترض سبيل الدولة القومية المستقلة التي تتوق باستمرار إلى أن تصبح دولة قانون بالمعنى الشامل والكامل للكلمة تسودها المساواة في الحقوق والواجبات للمواطنين . أمام القانون وأمام المرافق العمومية بكل أصنافها وكذا أمام السلوك الإجتماعي للإدارة نفسها تصادف هذا مشكل النخب التاريخية، أو التقليدية التي سعت وتسعى إلى الحفاظ على مراكز متميزة في المجتمع والتي لعبت غداة الاستقلال - وربما تلعب اليوم - دورا أساسيا في توازن القوى الاجتماعية والسياسية مساهمة بذلك في الحفاظ على استقرار السلطة السياسية وكل ما يتعلق بهيكلة النظام السياسي المغربي (1)

هذه المقالة التي تبحث في التاريخ الماضي والحاضر للشرفاء ليست محايدة منهجيا ومعرفيا. فهي تندرج في إطار فرضيات علمية سبق أن درست ونوقشت في إطار أطروحتين جامعيتين مفادهما أن "الدولة المغربية، بعد أن خرجت من الحماية معززة برأسمال معنوي وتاريخي افتقرت له القوى السياسية المنافسة هنا الحركة الوطنية دخلت منذ شهر أكتوبر ١٩٥٩ فيما يمكن تسميته بمسلسل احتكار الإنتاج الرمزي الرامي إلى إعادة هيكلة الحقل السياسي - الديني وإعادة الترتيب التسلسلي للفاعلين السياسيين والدينيين بحيث تبني الهرمية المؤسسية والخطابية وتتملك بذلك كل الوسائل والقنوات المعنوية والمادية لإنتاج الخطاب السياسي والحقوقي والديني (1)

وقبل الإجابة عن الأسئلة التي تم طرحها أعلاه، ترى أنه لا مناص من الرجوع للتاريخ الإسلامي والمغربي لمحاولة رصد ظاهرة الشرفاء وتنظيمهم ومكانتهم الإجتماعية والسياسية.

يبدو أن الآية القرآنية التي تقول : يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم، إن الله عليم خبير (٣). وكذا الحديث النبوي القبائل : لا فرق بين عربي وعجمي إلا بالتقوى لم يصمدا أمام القيمة التي يعطيها مجتمع قبلي كالمجتمع العربي والإسلامي للأنساب والسلالات فمنذ زمن بعيد طفت عند العرب والبرير على السواء الفكرة التي مفادها أن الصفات والخصال الحميدة تنتقل بالضرورة من الاباء الى الأبناء عن طريق الوراثة. وما كان للإسلام التاريخي الشعبي منه والسياسي إلا أن يزكي هذه الفكرة ويحافظ عليها (1)

ومع مرور الزمن، وتحت تأثير الأفكار العلوية (3) ثم الشيعية (1) أصبحالإنتماء للبيت النبوي الشريف يضفي على صاحبه نوعا من الجلال والقدسية ومع وصول العائلة العباسية لمنصب الخلافة الإسلامية، أصبحت الآية ٣٣ من سورة الأحزاب (رقم (XXX11) (1) المرجعية الأساسية للخطاب السياسي والمحافل الرسميية والخطب والرسائل الحكومية (1) . والسؤال الذي يجب أن يطرح، هو ماذا يقصد بأهل البيت ؟

برى الشيعة أن الآية السالفة الذكر لا تخص إلا عليا ابن أبي طالب وفاطمة بنت الرسول وابنيهما الحسن والحسين وحفيدتهما. في حين قد عمم العباسيون مضمون الاية بأن أصبحت تشمل كل عشيرة الرسول بما فيها أجداده وأعمامه وزكى فقهاء السنة هذا الفهم الأخير حتى أصبح يضم كل أزواج مؤسس دولة الإسلام ورغبة في مزيد من التجريد والتعميم والمأسسة بفتح الميم وسكون الهمزة، قال الفقهاء بأن الشرفاء هم من يمنع عنهم حق التصرف في الصدقات فصارت كلمة شرفاء تحوي ال علي وآل جعفر وال عقيل، أي الطالبيين والعباسيين على السواء.

غير أن لقب الشريف لم يصبح متداولا بين النسابة والإخباريين إلا في فترة تدهور الدولة العباسية ورغم أن لقب الشريف كان يعادل لقب

السيد»، إلا أننا نلاحظ أن الأول يخص الشرفاء الحسنيين خاصة منهم الذين سادوا على مكة لفترات طويلة، بيد أن اللقب كان يخص الشرفاء الحسينيين النازلين بحضرموت

كما تجدر الإشارة إلى أن الدولة العباسية بادرت منذ تأسيسها الى تنظيم الشرفاء قصد مراقبة المنافسين المحتملين منهم، وذلك بأن جعلت على رأس كل جماعة أو فرقة منهم نقيبا ولا يشترط فيه غير معرفته الدقيقة يعلم الأنساب، وهو يكلف عادة بحفظ كناش يقيد فيه ولادات ووفيات الشرفاء كما يتوجب عليه مراقبة حسن سيرة أبناء عمومته، وتذكيرهم المستمر بوجاباتهم، والضرب على يد بعضهم ممن يسيء الى سمعة حفدة الرسول. ويكلف كذلك بالدفاع عن حقوقهم وخاصة عن نصيبهم في بيت مال المسلمين، وكذا تدبير الأملاك الموقفة عليهم إضافة إلى هذه الأمور، يؤكد الباحث فإن أريندوك، أن من مهام النقيب مراقبة ومنع زواج الشريفات من الأرائل، أي غير الشرفاء وذلك حفاظا على صفاء السلالات الشريفة (1)

ويشير صاحب زهرة الأخبار في ذكر أهل البيت المختارة إلى أن الشرقاء الحسنيين والحسينيين قد استقروا في المغرب منذ مطلع القرن الثامن الميلادي فبينما نزل الفريق الأول بمدينتي وليلي (الأدارسة) وتلمسان السليمانيون) نزل الفريق الثاني بسهلي تامسنا (الشاوية الحالية) وتادلة وكذا في ناحية سجلماسة (١٠)

وبوصول الدولة البربرية الى حكم المغرب الأقصى في فجر القرن العاشر الميلادي تحت الزحف الفاطمي وبحثا عن الإستقلال السياسي والعقائدي (١١). اضطر الشرفاء الأدارسة الى الذوبان في المجتمع البربري وإخفاء أصلهم الشريف اتقاء لقمع الدول الزناتية الموالية لخلفاء بني أمية في الأندلس (11)

أما في القرن الثالث عشر وبداية القرن الرابع عشر الميلاديين، فقد وصل إلى الصحراء المغربية فريق آخر من الشرفاء قادما إليها من قرية الينبوع الحجازية الواقعة قرب المدينة، وتتحدث كتب الإخباريين عن قصة

9

رابط التحميل

https://drive.google.com/file/d/16z62Y6KNM0Kt7qK5aiaLhAHHntd08QKq/view?usp=drivesdk

What's Your Reaction?

like
0
dislike
0
love
1
funny
0
angry
0
sad
0
wow
0