مسالة العمل الذي لله بالنهار لا يقبله بالليل

مسالة العمل الذي لله بالنهار لا يقبله بالليل

مسالة العمل الذي لله بالنهار لا يقبله بالليل
92 - 8

مسالة:

في العمل الذي لله بالنهار لا يقبله بالليل، والعمل الذي بالليل لا يقبله بالنهار؟

الجواب::

واما عمل النهار الذي لا يقبله الله بالليل، وعمل الليل الذي لا يقبله الله بالنهار: فهما صلاة الظهر والعصر، لا يحل للانسان ان يوخرهما الى الليل؛ بل قد ثبت في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - انه قال: «من فاتته صلاة العصر فكانما وتر اهله وماله» .

وفي صحيح البخاري عنه انه قال: «من فاتته صلاة العصر حبط عمله» .

فاما من نام عن صلاة او نسيها فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «من نام عن صلاة او نسيها فليصلها اذا ذكرها فان ذلك وقتها» .

واما من فوتها متعمدا فقد اتى كبيرة من اعظم الكباير، وعليه القضاء عند جمهور العلماء، وعند بعضهم لا يصح فعلها قضاء اصلا، ومع القضاء عليه لا تبرا ذمته من جميع الواجب، ولا يقبلها الله منه بحيث يرتفع عنه العقاب، ويستوجب الثواب؛ بل يخفف عنه العذاب بما فعله من القضاء، ويبقى عليه اثم التفويت، وهو من الذنوب التي تحتاج الى مسقط اخر، بمنزلة من عليه حقان: فعل احدهما، وترك الاخر.

قال تعالى: {فويل للمصلين}[الماعون: 4] {الذين هم عن صلاتهم ساهون}[الماعون: 5] .

وتاخيرها عن وقتها من السهو عنها باتفاق العلماء.

وقال تعالى: {فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا}[مريم: 59] قال غير واحد من السلف: اضاعتها تاخيرها عن وقتها، فقد اخبر الله سبحانه ان الويل لمن اضاعها وان صلاها.

ومن كان له الويل لم يكن قد يقبل عمله، وان كان له ذنوب اخر.

فاذا لم يكن ممتثلا للامر في نفس العمل لم يتقبل ذلك العمل.

قال ابو بكر الصديق - رضي الله عنه -: في وصيته لعمر: واعلم ان لله حقا بالليل لا يقبله بالنهار، وحقا بالنهار لا يقبله بالليل، وانه لا يقبل النافلة حتى تودى الفريضة، والله اعلم.

What's Your Reaction?

like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow
0