حقيقة ساعة الإستجابة في يوم الجمعة و قول الفقهاء في أوقاتها

جعل الله يوم الجمعة كله فضل و من نعمته سبحانه و تعالى أن جعل فيها ساعة ما سأل العبد فيها ربه إلا استجاب له لكن اختلفت أقوال الفقهاء في تحديد هذه الساعة و قتها على النحو الذي سنشرحه

حقيقة ساعة الإستجابة في يوم الجمعة و قول الفقهاء في أوقاتها
  • باب ما جاء في الساعه التي في يوم الجمعه:

  • الحديث رقم 288 من موطأ الإمام مالك: حدثني يحيى عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن ابي هريرة رضي الله عنه قال ان رسول الله صلي الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعه فقال فيه ساعه لا يوافقها عبد مسلم وهو قاءم يصلي يسال الله شيءا الا اعطاه اياه  واشار رسول الله صلي الله عليه وسلم بيده يقللها ":

يوجد سؤال هل هذه الساعة لازالت أم رفعت، و قد قيل لأبي هريرة أن ناسا قد زعموا أن ساعة الإستجابة ليوم الجمعة قد رفعت، فقال أبو هريرة كذب من قال ذلك، فقال السائل هي في كل جمعة أستقبلها، قال أبو هريرة نعم. و من قال أنها باقية أختلفوا في تحديدها و هل هي معينة أم مبهمة و هل هي ساعة ممتدة أم قصيرة، فبلغ عدد أقوال العلماء في هذا خمسين قولا، ذكر بن حجر منها في شرحه للبخاري اثنين و أربعين قولا في تعيين هذه الساعة.

من هذه الأقول الأكثر راجحية عند الفقهاء أحدى عشر قولا ذكرها بن القيم رحمه الله في زاد المعاد في :

القول الأول:  من طلوع فجر يوم الجمعة إلى طلوع الشمس و من عصر يوم الجمعة إلى مغربها، و هذا قول مروي عن أبي هريرة رضي الله عنه.

القول الثاني:  عند الزوال، و هذا قول الحسن البصري و ابن العالية.

القول الثالث:  عند أذان صلاة الجمعة و هذا قول عائشة رضي الله عنها.

القول الرابع:  عند جلوس الإمام عند المنبر حتى يفرغ، و هو قول معزور إلى الحسن البصري أيضا.

القول الخامس:  أن هذه الساعة توافق الوقت الذي عينه الله لصلاة الجمعة، و هو قول أبي بردة الأشعري.

القول السادس:  من الزوال إلى أن يؤذن المؤذن الجمعة و هذا قول أبي السوار العدوي.

القول السابع:  من حين ارتفاع الشمس شبرا لحين ارتفاعها ذراعا و هذا قول أبي ذر الغفاري.

القول الثامن:  من بعد صلاة العصر لغروب الشمس، وهذا قول عبد الله بن سلام و أبي هريرة.

القول التاسع:  أنها آخر ساعة قبل المغرب و هذا قول الكثير من المتقدمين.

القول العاشر:  من حين يدخل الإمام لحين الفراغ من الصلاة و هذا قول النووي.

القول الحادي عشر:  أنها الساعة الثالثة من نهار الجمعة و هذا قول بن قدامة في المغري.

و أرجح و اظهر هذه الاقوال قولان مذكوران في الأحاديث الثابتة على رسول الله صلى الله عليه و سلم و القول الأول أرجح من الثاني، و هي من  حين جلوس الإمام عند المنبر حتى يفرغ من الصلاة، و الدليل عليه ما رواه مسلم في صحيحه 'عن ابن عمر رضي الله عنهما انه سال ابا بُردة ابن أبي موسى الأشعري قال هل سمعت أباك يذكر عن النبي صلى الله عليه  سلم في شأن ساعة الجمعة شيئا، فقال أبا بردة سمعته يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول هي ما بين أن يجلس الإمام على المنبر إلى أن تُقضى الصلاة'.

و أما القول الثاني فهي  من بعد صلاة العصر لغروب الشمس و هو قول أكثر السلف و هو ما كان كثير من الناس و الفقهاء يعمل به، و يدل عليه من الأحاديث ما رواه النسائي و أبي داود عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله عليه و سلم قال يوم الجمعة اثنتى عشر ساعة فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله شيئا إلا اتاه إياه فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر.

باقي الأقوال لا دليل عليها.

What's Your Reaction?

like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow
0