الشريعة كمصدر للقانون

الشريعة

الشريعة كمصدر للقانون
تطلق كلمة الشريعة في الاصطلاح الفقهي: على الأحكام التي شرعها الله تعالى لعباده على لسان رسول من الرسل، فسميت هذه الأحكام بالشريعة لأنها مستقيمة لا انحراف فيها عن الطريق المستقيم، محكمة الوضع لا ينحرف نظامها، ولا يلتوي عن مقاصدها.

ومن الشريعة الإسلامية بمعناها الفقهي، اشتق الشرع، والتشريع، هو سن القواعد القانونية سواءا عن طريق الأديان، ويسماى تشريعا سماويا، أو عن طريق البشر، وصنعهم، فتسمى تشريعا وضعيا.

1- التفريق بين الفقه الإسلامي ومبادئ الشريعة الإسلامية .

الفقه هو الاجتهاد للتوصّل إلى استنباط الأحكام الشرعية من الأدلة التفصيلية، وهو الجانب العملي من الشريعة، وقد نشأ تدريجيا منذ عصر الصحابة نظرا إلى حاجة الناس لمعرفة أحكام الوقائع الجديدة، وظهرت عدة مذاهب فقهية إلى أن انتهى الأمر إلى استقرار المذاهب الرئيسية الأربعة ، وهي: المالكي، والحنفي، والشافعي، والحنبلي.

وتتميز هذه المذاهب باختلافها في بعض الأحكام التفصيلية.

أما بالنسبة لمبادئ الشريعة، وهي الأصول الكلية التي تتفرع عنها الأحكام الّتفصيلية فلا خلاف بشأنها من مذهب لآخر، وهذا يعني أن النظام القانوني في الشريعة الإسلامية قائم على قواعد، وأحكام أساسية في كل الميادين ، ومن ضمن المبادئ الأساسية في قسم الحقوق الخاصة: أ- عدت الشريعة الإسلامية كل فعل ضار بالغير موجبا مسؤولية الفاعل،أو المتسبب، وإلزامه بالتعويض عن الضرر، وهذا المبدأ تضمنه الحديث الشريف:" لا ضرر ولا ضرار ".

ب- مبدأ حسن النية في المعاملات، تضمنه الحديث الشريف:" إنما الأعمال بالنيات".

ج- مبدأ أن العقد ملزم لعاقديه، فقد تضمنته الآية القرآنية: (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود ).

د- المتعاقدون أحرار في وضع شروطهم إلا ما يخالف النظام العام، والآداب العامة، وهذا ما تضمنه الحديث الشريف:" المؤمنون عند شروطهم إلا شرطا أحل حراما، أو حرم حلالا ".

وتعد الشريعة الإسلامية من المصادر التاريخية للقانون المدني حيث استمد هذا القانون الكثير من أحكامه منها، ومعظم أحكامه الأخرى لا تتعارض مع مبادئها وقواعدها.

وقد اتفق جمهور فقهاء المسلمين على الاستناد على أربعة مصادر، وهي القرآن،السنة ،الإجماع، والقياس، وادّليل على ذلك حديث معاذ بن جبل(رضي الله عنه )"الذي بعثه رسول الله(صّلى الله عليه وسلم) قاضيا إلى اليمن، فقال له الرسول الكريم :كيف تقضي يا معاذ إذا عرض لك قضاء ؟ قال: أقضي بكتاب الله، قال: فإن لم تجد في كتاب الله ؟ قال: فبعام رسول الله(السنة النبوية)، قال: فإن لم تجد في عام رسول الله، قال:أجتهد برأيي ولا آلو أي لا ُاقصر في الاجتهاد، فضرب رسول الله(صّلى الله علي وسلم) على صدره، وقال: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضى الله ورسوله".

What's Your Reaction?

like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow
0