مسالة الجهر بالنية في الصلاة

مسالة الجهر بالنية في الصلاة

مسالة الجهر بالنية في الصلاة
142 - 58 سيل: عن رجل قيل له: لا يجوز الجهر بالنية في الصلاة ولا امر به النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: صحيح انه ما فعله النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا امر به، لكن ما نهى عنه، ولا تبطل صلاة من جهر بها.

ثم انه قال: لنا بدعة حسنة، وبدعة سيية، واحتج بالتراويح: ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما جمعها، ولا نهى عنها.

وان عمر الذي جمع الناس عليها، وامر بها.

فهل هو كما قال؟ وهل تسمى سنن الخلفاء الراشدين بدعة؟ وهل[يقاس] على سننهم ما سنه غيرهم فهل لها اصل فيما يقوله، ويفعله؟ وقوله: ولا تبطل صلاة من جهر بالنية في الصلاة، وغيرها.

فهل ياثم، المنكر عليه ام لا؟ اجاب: الحمد لله: الجهر بالنية في الصلاة من البدع السيية، ليس من البدع الحسنة، وهذا متفق عليه بين المسلمين، لم يقل احد منهم: ان الجهر بالنية مستحب، ولا هو بدعة حسنة، فمن قال ذلك فقد خالف سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - واجماع الايمة الاربعة، وغيرهم.

وقايل هذا يستتاب، فان تاب والا عوقب بما يستحقه.

وانما تنازع الناس في نفس التلفظ بها سرا.

هل يستحب ام لا؟ على قولين، والصواب انه لا يستحب التلفظ بها، فان النبي - صلى الله عليه وسلم - واصحابه لم يكونوا يتلفظون بها لا سرا ولا جهرا؛ والعبادات التي شرعها النبي - صلى الله عليه وسلم - لامته ليس لاحد تغييرها، ولا احداث بدعة فيها.

وليس لاحد ان يقول: ان مثل هذا من البدع الحسنة، مثل ما احدث بعض الناس الاذان في العيدين، والذي احدثه مروان بن الحكم، فانكر الصحابة والتابعون لهم باحسان ذلك.

هذا وان كان الاذان ذكر الله؛ لانه ليس من السنة، وكذلك لما احدث الناس اجتماعا راتبا غير الشرعي: مثل الاجتماع على صلاة معينة، اول رجب او اول ليلة جمعة فيه، وليلة النصف من شعبان، فانكر ذلك علماء المسلمين.

ولو احدث ناس صلاة سادسة يجتمعون عليها غير الصلوات الخمس لانكر ذلك عليهم المسلمون، واخذوا على ايديهم.

واما قيام رمضان: فان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنه لامته، وصلى بهم جماعة عدة ليال، وكانوا على عهده يصلون جماعة، وفرادى، لكن لم يداوموا على جماعة واحدة، ليلا تفرض عليهم.

فلما مات النبي - صلى الله عليه وسلم - استقرت الشريعة، فلما كان عمر - رضي الله عنه - جمعهم على امام واحد، وهو ابي بن كعب الذي جمع الناس عليها بامر عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.

وعمر - رضي الله عنه - هو من الخلفاء الراشدين، حيث يقول - صلى الله عليه وسلم - «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي.

عضوا عليها بالنواجذ» يعني الاضراس؛ لانها اعظم من القوة.

وهذا الذي فعله هو سنة؛ لكنه قال: نعمت البدعة هذه، فانها بدعة في اللغة، لكونهم فعلوا ما لم يكونوا يفعلونه في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعني من الاجتماع على مثل هذه، وهي سنة من الشريعة.

وهكذا اخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب، وهي الحجاز واليمن واليمامة، وكل البلاد الذي لم يبلغه ملك فارس والروم من جزيرة العرب، ومصر الامصار: كالكوفة والبصرة، وجمع القران في مصحف واحد، وفرض الديوان، والاذان الاول يوم الجمعة، واستنابة من يصلي بالناس يوم العيد خارج المصر، ونحو ذلك مما سنه الخلفاء الراشدون، لانهم سنوه بامر الله ورسوله، فهو سنة.

وان كان في اللغة يسمى بدعة.

واما الجهر بالنية، وتكريرها، فبدعة سيية ليست مستحبة باتفاق المسلمين؛ لانها لم يكن يفعلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا خلفاوه الراشدون.

What's Your Reaction?

like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow
0