مقدمـة
اعتنت الشريعة الإسلامية والقوانين الوضعية بالأسرة ورسمت لها الطريق السوي حتى يدوم الصفاء وتستمر اللأفة والمحبة بين أفردها،وحتى يعيش الأبنـاء كـذلك فـي أحضان الآباء حياة كريمة ومستقرة مصداقا لقوله تعالى: " ومن آياته أن خلق لكـم مـن أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" فحفاظ الوالدين على تماسك الأسرة له أثر فعال في سـلوك أبنـائهم وحسـن تربيتهم وتوافقهم العقلي، غير أن التماسك والمودة والرحمة و التفاهم الذين هـم دعامـة الرابطة الزوجية ليس بالأمر الهين، فقد تعصف مشا كل الحياة ببناء الأسرة وتؤدي إلـى التنافر فتنتفي الغاية المرجوة من الزواج.
تكون نتيجته انحلال الرابطة الزوجية التي تعتبر الحضانة أحد أهم الآثار المترتبة عنها لارتباطها بالأطفال باعتبارهم رمز هذه الحياة واستمراريتها،فقد حث الإسلام الأسرة والمجتمع على الاهتمام بشؤونهم ورعاية حقوقهم والإحسان إليهم حين التعالم معهم،وهذا ما عملت أغلب التشريعات الوضعية على تحقيقه على أرض الواقع.
فنظمت-الحضـانة - مجمل أحكامها من شروط و استحقاق ثم أسباب السقوط وغيرها من الأحكام تصب جلها في اتجاه مراعاة مصلحة المحضون بالدرجة الأولى. غير أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد فالحضانة تعد من المسـائل التـي تطـرح بشأنها جملة من الإشكالات المتعلقة بشروطها واستحقاقها ثم موجبات سقوطها لارتباطهـا وجودا وعدما بمصلحة المحضون.
أهميـة الموضــوع:
تتجلى أهمية الموضوع في كون الحضانة مؤسسة تحمي الطفل وتدفع عنه المشقة وحمايته في السن التي يكون فيها عاجزا عن تلبية متطلباته حتى يصير قادرا على خدمـة نفسه وتحمل أعبائه.
إشكالية الموضوع :
ماهي أهم الإشكالات الفقهية والقانونية والقضائية المتعلقـة بالحضـانة شـروطا واستحقاقا وسقوطا؟
المنهج المعتمــد:
اعتمدنا في دراسة هذا الموضوع منهجا استنباطي تحليلي ومقارن.
التصميم المعتمد:
للإجابة عن الإشكالية المطروحة سنعتمد التصميم التالي:
المبحــث الأول : تعريف الحضانة شروطها وأصحاب الحق فيها.
المبحــث الثاني: أسباب سقوط الحضانة و دور القضاء في حماية مصلحة المحضون.