علاقة الوسط المفروض بالظاهرة الإجرامية
مجموعة دروس و بحوث في علم الاجرام للتحضير للمباريات و امتحانات السداسي الخامس شعبة القانون و التعمق في المادة الجنائية
1- الأسرة : هي اللبنة الأولي في المجتمع وهي أول وسط اجتماعي تتفتح فيه وعليه عيني الطفل .
ويكون الشخص سويا إذا كانت الأسرة سوية ، يكون غير سوي إذا كانت الأسرة غير سوية .
فالأسرة القوية المتماسكة التي تقوم على الود والتفاهم ويخرج منها شخصية سوية وتقاوم كل إغراء يدفع بها إلي سلوك سبيل الجريمة .
أما الأسرة المفككة أيا كان سبب تفككها يتولد عنها اضطراب نفسي لدي الطفل وعدم الاستقرار قد يدفع به إلي الإجرام 1- الأخلاق والقيم السائدة فحيث تسود القيم السليمة التي يتشبع بها الطفل فإن سلوكه داخل الأسرة وخارجها يكون سويا .
أما إذا سادت الأسرة قيم غير سليمة وكان الوالدان أو أحدهما مجرما أو سكيرا فإن الأسرة تكون فاسدة وتنتقل العدوى إلي الأبناء فتحول بعضهم إلي مجرمين تحت تأثير التقليد 2- كما تتأثر شخصية الطفل أيضا بعدد أفراد الأسرة وعلاقة الوالدين بالأبناء وعلاقة الأبناء بعضهم ببعض فكلما كانت الأسرة قليلة العدد كان لكل فرد فيها مساحة مناسبة من المسكن وكمية كافية من الطعام وتمكن الأب والأم من أداء دورهما في الإشراف والرعاية على أبنائهما .
فلا ينزلقون بسهولة إلي مهاوي الجريمة .
بعكس الأسرة كثيرة العدد التي تقل فيها المساحة المخصصة لكل فرد فيها من المسكن ولا تكفي كمية الطعام التي يتناولها كل منهم فتكون أجسادهم هزيلة ونفسياتهم مريضة فضلا عن صعوبة الإشراف والرعاية من قبل الأب والأم على الأولاد .
مثل هذه الأوضاع الأسرية تخلق نوعا من عدم التوازن أو عدم التكيف لدي الطفل الذي قد يدفع به إلي السلوك الإجرامي .
3- يلاحظ أن ترتيب الابن بين أفراد الأسرة له تأثير على تكوين شخصيته فقد قام أدلر بدراسة هذه الظاهرة وانتهي إلي أن الابن الوحيد يكون مدللا ويبدو عليه القلق والاضطراب والخوف والأنانية كما يتأثر الذكر الوحيد بين الإناث ببعض الخصائص النسائية وأيضا تتأثر البنت الوحيدة بين الذكور ببعض عادات الذكور 4- أخيرا فإن المستوي الاجتماعي والاقتصادي للولدين له دور في استواء الأسرة من عدمه وهذا المستوي يؤثر على اختيار مسكن الأسرة وهذا الأخير يؤثر على الظاهرة الإجرامية .