رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العام تحت عنوان دور الرقمنة في تحديث الإدارة الجماعية جماعة قلعة السراغنة نموذجا
رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العام تحت عنوان دور الرقمنة في تحديث الإدارة الجماعية جماعة قلعة السراغنة نموذجا
رابط تحميل الرسالة اسفل التقديم :
_____________________________
مقدمة:
شهدت نهاية القرن العشرين سلسلة من التغييرات العميقة في العالم، كان أبرزها الثورة المعلوماتية التي أحدثت تحولات جدرية في كافة نواحي الحياة، وغدت في فترة وجيزة أحد الدعائم الأساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ولتكريس مبادئ الحكامة الجيدة.
هذا ما انعكس على الإدارة العمومية باعتبارها الآلية التي تحرك عجلة التنمية في الدولة وتخدم المواطنين، وبذلك ثم إدراج البرمجة المعلوماتية داخل نسق الإدارة.
وأمام موجة العولمة التي اكتسحت العالم ومع تزايد الحاجة إلى التعامل مع المعلوميات بكل أشكالها، انتقل الانسان تدريجيا إلى المجتمع المعلوماتي الذي يعتمد أسلوبا مرئيا ومنقولا عبر الشاشة الالكترونية، وبالتالي أصبحت السندات الورقية غير متناسبة مع متطلبات هذا التطور التكنولوجي الذي يتجه أكثر فأكثر نحو تجريد المحررات والمعاملات من دعامتها المادية والتقليدية لتحل محلها دعامات أخرى حديثة، حيث تم استبدال الوثائق والملفات والمخطوطات الورقية بالأسطوانات الممغنطة يمكن نقلها من مكان إلى آخر بسهولة وسرعة ودون حاجة للورق، وبعد تحديث الإدارة العمومية وتطويرها حتى تساير التطورات والمستجدات الداخلية والخارجية، مؤشرا على تحقيق التنمية الإدارية، ومعيارا أمثل لتقدم وتطور كل بلد، فقد أثبتت التجارب أن الإدارة هي المحرك الرئيسي لكل تنمية، وبازدياد دور الدولة ونشاطها في شتى مجالات الحياة، أصبح معه الرفع من مستوى الإدارة وتحسين مردوديتها هدف لا مناص منه، ولكي يتم ذلك لابد من الاهتمام بعناصر العمل الإداري والتي هي العنصر القانوني، والعنصر المادي ثم العنصر البشري الذي يعد أهم هذه العناصر لأنه وسيلة وغاية كل تجديد.
لذا أصبح واضحا أن التعامل مع تكنولوجيا المعلومات والاستفادة منها في ترشيد وتطوير العمل الإداري، وكذا التواصل مع المواطنين اختيارا لا يخضع للرفض، وإنما
عبد السلام العنصري الإدارة الالكترونية ورهان التنمية بالإدارة القضائية نموذجاء مجلة المتوسط للدراسات القانونية والفضائية عدد 2 دجنبر Carcennet pour une administration électronique citoyenne contributions au débat avril 2001 p.7. 503 2016 ص
4
" الحكامة الرقمية بالإدارة الجماعية جماعة قلعة السراغنة نموذجا"
أصبح ضرورة تحدد بقاء المنظمات، ومنه أضحى اختيار التقنية المناسبة وتعميم الاستفادة
منها تحديا يواجه إدارتنا وأطرها كل يوم.
إن لتكنولوجيا المعلومات عدة انعكاسات على مفاهيم وفلسفة الإدارة، وما يصاحب ذلك من تعديل في السلوك والممارسة الإدارية يطال العمليات والإجراءات والصالات والهياكل التنظيمية، فقد أحدثت تكنولوجيا المعلومات طفرة حقيقية في أساليب أداء العمل وفي سرعة وكفاءة ودقة إنجازه، الشيء الذي يساهم بشكل فعال في تحقيق التنمية الشاملة والمستديمة حيث ينجز في دقائق ما كان يتحقق في أيام فتزايدت قدرات المنظمات والإدارات وأصبحت المعرفة وإدارة المعلومات في مركز التطور ومحركا رئيسيا لهذه القدرة. 3
وقد ترجمت أهمية هذا المجال في الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى المشاركين في المناظرة المنظمة من لدن كتابة الدولة المكلفة بالبريد وتقنيات الاتصال والاعلام يوم 23 أبريل 2001 تحت عنوان الاستراتيجية الوطنية لإدماج المغرب في مجتمع الاعلام والمعرفة حيث جاء في الرسالة الملكية السامية: " وسيظل اصلاح الإدارة العمومية وعصرنتها من بين الرهانات الرئيسية التي يطرحها تقدم بلادنا إذ يتعين أن نوفر لأجهزتنا الإدارية ما يلزم من أدوات تكنولوجية عصرية بما فيها الانترنت لتمكينها من الانخراط في الشبكة العالمية
وتوفير خدمات أكثر جودة المتطلبات الأفراد والمقاولات".
وتعد الإدارة الالكترونية قاطرة أساسية لتحديث المرافق الإدارية، وفيما يتعلق بنشأة الإدارة الالكترونية فإن أغلب الدراسات التي اهتمت بالموضوع لم تستقر على رأي واحد حيث أن الأرقام التي تؤرخ لهذا الأمر متضاربة فيما بينها، ومهما يكن فإن الظهور الحقيقي 11
___________________
رابط التحميل :
https://drive.google.com/file/d/1Ie3Jc0D2h_yFf1A_WY_f5zOvgjTDy-Xo/view?usp=drivesdk