طرق و مراحل نزول القرآن و الفرق بين المكي و المدني

طرق و مراحل نزول القرآن و الفرق بين المكي و المدني

أوّلا- طريق نزول القرآن الكريم: الوحي

-           1 تعريف الوحي

لغة : الإشارة، والكتابة، والرسالة، والإلهام، والكلام الخفي وكل ما ألقيته إلى غيرك يقال: )وحيت إليه الكلام وأوحيت(.

اصطلاحا: إعلام الله أنبياءه بما يريد أن يبلغه إليهم من شرع أو كتاب بواسطة أو غير واسطة.

2 -كيفية وحي الله تعالى إلى رسله: يوحي الله إلى رسله بواسطة وبغير واسطة.

فالأول: بواسطة جبريل مَلك الوحي.

الحالة الأولى: وهي أشد على الرسول، أن يأتيه مثل صلصلة الجرس،

والحالة الثانية: أن يتمثل له المَلَكُ رجلًا ويأتيه في صورة بشر، وهذه الحالة أخف من سابقتها عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنهاأن الحارث بن هشام رضي الله عنه سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا رسول الله.. كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله, صلى الله عليه وسلم: "أحيانًا يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو أشد عليَّ، فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال، وأحيانًا يتمثل لي المَلَكُ رجلًا فيكلمني فأعي ما يقول".البخاري

والثاني: هو الذي لا واسطة فيه.

أ- منه الرؤيا الصالحة في المنامفعن عائشة رضي الله عنها قالت: "أول ما بُدِئَ به -صلى الله عليه وسلم- الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح)) متفق عليه

بومنه الكلام الإلهي من وراء حجاب بدون واسطة يقظة، وهو ثابت لموسى عليه السلام {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ ) ، الاعراف

((وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا)) 7.النساء 164

كما ثبت التكلم على الأصح لرسولنا -صلى الله عليه وسلم-ليلة الإسراء والمعراج.

ثانيا- مراحل نزول القرآن الكريم

نزوله جملة واحدة إلى بيت العزة من السماء الدنيا تعظيمًا لشأنه عند ملائكته،قال تعالى:{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} (القدر الآية1)

نزول القرآن مُنَجَّمًا:

يقول تعالى في التنزيل: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ, نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ, عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ, بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ}(الشعراء:192-195).

هذا النزول غير النزول الأول إلى سماء الدنيا, فالمراد به نزوله مُنَجَّمًا، ويدل التعبير بلفظ التنزيل دون الإنزال على أن المقصود النزول على سبيل التدرج والتنجيم، فإن علماء اللغة يُفَرِّقون بين الإنزال والتنزيل، فالتنزيل لما نزل مفرقًا، والإنزال أعم.

الحكمة من تنزيله منجما:

  1. تثبيت فؤاد رسول الله صلى الله عليه وسلم :قال تعالى: {كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ}

  2. التحدي والإعجاز: كما قال تعالى: {وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا}، أي ولا يأتونك بسؤال عجيب من أسئلتهم الباطلة إلا أتيناك نحن بالجواب الحق، وبما هو أحسن معنًى.

  3.  تيسير حفظه وفهمه:  لقد نزل القرآن الكريم على أمة أمية لا تعرف القراءة والكتابة، سجلها ذاكرة حافظة

  4.  مسايرة الحوادث والتدرج في التشريع: فكلما حدثت حادثة بينهم نزل الحكم فيها يُجلِّي لهم صبحها ويرشدهم إلى الهدى، ويضع لهم أصول التشريع حسب المقتضيات.

  5. الدلالة القاطعة على أن القرآن الكريم تنزيل من حكيم حميد:

إن هذا القرآن الذي نزل مُنَجَّمًا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أكثر من عشرين عامًا تنزل الآية أو الآيات على فترات من الزمن يقرؤه الإنسان ويتلو سوره فيجده محكم النسج، دقيق السبك، مترابط المعاني ولو كان هذا القرآن من كلام البَشر قيل في مناسبات متعددة، ووقائع متتالية، وأحداث متعاقبة، لوقع فيه التفكك والانفصام، واستعصى أن يكون بينه التوافق والانسجام قال تعالى: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا}

ثالثا- القرآن المكّي والمدني

مفهوم المكي والمدني: المكّ ي ما نزل من القرآن قبل الهجرة وإن

كان بغير مكة، والمدني ما نزل بعد الهجرة وإن كان بمكة.

1- مميزات القرآن المكي والمدني:

أ- مميزات القرآن المكي:

* الدعوة الى الايمان والتركيز على العقيدة

* مجادلة المشركين وبيان ضلالهم

* الدعوة الى مكارم الاخلاق والنهي عن قبائحها

* قصر السور ولآيات وقوة تعبيرها

ب- مميزات القرآن المدني:

* تفصيل الاحكام الشرعية المتعلقة بالعبادات والمعاملات

* مخاطبة اهل الكتاب ودعوتهم الى الاسلام

* كشف المنافقين واظهار طبائعهم

* طول آياته وسوره

2- فوائد العلم بالمكي والمدني:

* يعرف به الناسخ من المنسوخ

* يعين على معرفة تاريخ التشريع وتدرجه في فرض الاحكام

* معرفة اهتمام الصحابة والعلماء بالقرآن حتى يصل الينا كاملا

* فهم الآيات اكثر عند معرفة سبب ومكان نزولها

What's Your Reaction?

like
0
dislike
1
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow
0