هل غسل يوم الجمعة مستحب أم واجب حسب أقوال الفقهاء
هلغسل يوم الجمعة واجب أم مستحب؟ ذهب جمهور الفقهاء على استحباب غسل الجمعة فيما ذهب الظاهرية و بعض الحنابلة إلى وجوب غسل يوم الجمعة و لكل دليله في المقال التالي
وحدثني عن مالك عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله انه قال دخل رجل من اصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم المسجد يوم الجمعه وعمر بن الخطاب يخطب فقال عمر ايه ساعه هذه فقال يا امير المءمنين انقلبت من السوق فسمعت النداء فما زدت علي ان توضات فقال عمر والوضوء ايضا وقد علمت ان رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يامر بالغسل
قوله دخل رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم: الفقهاء مجمعون على أن هذا الرجل هو عثمان بن عفان رضي الله عنه.
هذا الحديث يحتج به من يقول أن اغتسال يوم الجمعة ليس بواجب، لأن عمر بن الخطاب لم يأمر الرجل بالذهاب للإغتسال و لم يرى عثمان بن عفان أن ذلك واجب عليه و لم ينكر أحد من الصحابة عدم غسله للجمعة.
و بالتالي فإن مذهب لمالكية و الجمهور هو استحباب غسل يوم الجمعة، أما حديث البخاري الذي يقول بالوجوب كما رواه في صحيحه حدثنا علي بن عبد الله، قال حدثنا سفيان، قال حدثني صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ' الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم '، فحملوا وجوب الغسل على الإستحباب، فقالوا بأن كلمة الوجوب في هذا الحديث لا تعني الوجوب الإصطلاحي و إنما تعني أن استحبابه متأكد.
استدل الجمهور أيضا بما رواه أبي داود في باب في الرخصة في ترك الغسل يوم الجمعة 'حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، - يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ - عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ أُنَاسًا، مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ جَاءُوا فَقَالُوا يَا ابْنَ عَبَّاسٍ أَتَرَى الْغُسْلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاجِبًا قَالَ لاَ وَلَكِنَّهُ أَطْهَرُ وَخَيْرٌ لِمَنِ اغْتَسَلَ وَمَنْ لَمْ يَغْتَسِلْ فَلَيْسَ عَلَيْهِ بِوَاجِبٍ وَسَأُخْبِرُكُمْ كَيْفَ بَدْءُ الْغُسْلِ كَانَ النَّاسُ مَجْهُودِينَ يَلْبَسُونَ الصُّوفَ وَيَعْمَلُونَ عَلَى ظُهُورِهِمْ وَكَانَ مَسْجِدُهُمْ ضَيِّقًا مُقَارِبَ السَّقْفِ إِنَّمَا هُوَ عَرِيشٌ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي يَوْمٍ حَارٍّ وَعَرِقَ النَّاسُ فِي ذَلِكَ الصُّوفِ حَتَّى ثَارَتْ مِنْهُمْ رِيَاحٌ آذَى بِذَلِكَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فَلَمَّا وَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تِلْكَ الرِّيحَ قَالَ " أَيُّهَا النَّاسُ إِذَا كَانَ هَذَا الْيَوْمُ فَاغْتَسِلُوا وَلْيَمَسَّ أَحَدُكُمْ أَفْضَلَ مَا يَجِدُ مِنْ دُهْنِهِ وَطِيبِهِ . قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ثُمَّ جَاءَ اللَّهُ بِالْخَيْرِ وَلَبِسُوا غَيْرَ الصُّوفِ وَكُفُوا الْعَمَلَ وَوُسِّعَ مَسْجِدُهُمْ وَذَهَبَ بَعْضُ الَّذِي كَانَ يُؤْذِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا مِنَ الْعَرَقِ'، فالظاهر أن الغسل كان لعلة إيداء بعضهم البعض بعرقهم و روائحة في الأيام الحارة.
أما الظاهرية و بعض الحنابلة يرون أن غسل الجمعة واجب لظاهر الأحاديث، و استدلوا أيضا بما رواه الشيخان عن بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال 'إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل'، قالوا أن اللام في كلمة فليغتسل تفيد الوجوب بشكل صريح، و يتفق كافة النحاة و الأصوليين على أن اللام في هذا الموضع تفيد الوجوب، و استدلوا أيضا بحديث الذي رواه البخاري لأبي سعيد الخدري الذي فيه أن الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم .
و القولان قويان، لكن الظاهر قول الجمهور لجمعهم بين الأحاديث عكس الظاهرية و من وافقهم الذي بقولهم لزم أخذ بعض الأحاديث و طرح بعضها، و الجمع بي بين الأحاديث دائما أولا بالعمل به.