علامات الساعة الكبرى و الصغرى و أدلتها من القرآن و السنة

علامات الساعة الكبرى و الصغرى و أدلتها من القرآن و السنة
  • أشراط الساعة

    تنسب الأشراط إلى الساعة، وهي الأشراط الصغرى والكبرى للساعة، أي أماراتها وعلاماتها التي تدل على قرب اليوم الآخر. قال تعالى: ﴿ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ ﴾ محمد: 18.

    و وقت الساعة من الغيب الذي استأثر الله بعلمه، قال تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ الأعراف: 187، وفي حديث جبريل: أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: متى الساعة؟ قال: ((ما المسؤول عنها بأعلمَ من السائل)).

    لكن ثبت في الأحاديث: أنها ستكون في يوم جمعة: ((خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة؛ فيه خُلِق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة.)). رواه مسلم في صحيحه.

    أشراط الساعة الصغرى:

    هي العلامات التي تدلّ على وقوع القيامة إلّا أنّها تسبقها بزمنٍ طويلٍ لتصبح ممّا يعتاد الناس وقوعه.نذكر منها:

    1- بِعثة النبي صلى الله عليه وسلم : فهو خاتم الأنبياء وبه انقطع الوحي، قال صلى الله عليه و سلم:«بُعثت أنا والسّاعة كهاتين»ـ وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى وقرن بينهماـ البخاري(ج6/ص206)، مسلم (ج8/ص207-209).

    2-انشقاق القمر: قال تعالى: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ﴾القمر:1.

    عَنْ اَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ـ رضي الله عنه اَنَّ اَهْلَ، مَكَّةَ سَاَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اَنْ يُرِيَهُمْ آية، فَاَرَاهُمُ الْقَمَرَ شِقَّتَيْنِ، حَتَّى رَاَوْا حِرَاءً بَيْنَهُمَا‏.‏ صحيح البخاري:  - باب انْشِقَاقِ الْقَمَرِ: 3916. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِشِقَّتَيْنِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :‏((‏ اشْهَدُوا ‏))‏. صحيح مسلم:  – باب انْشِقَاقِ الْقَمَرِ 7249.

    3-ما ورد في حديث جبريل عليه السلام: «...أن تلد الأمة ربّتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان».

    4-ظهور نار من الحجاز تضيء لها أعناق الإبل في الشام، خرجت في حدود سنة 654ه،قال صلى الله عليه وسلم :«لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء لها أعناق الإبل ببصرى». صحيح مسلم، كتاب: الفتن وأشراط الساعة، باب: لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز/2902- ص1328.

    5- قبض العلماء وموتهم، وكثرة الزلازل والقتل، وظهور الفتن والبلايا، قال النبي -صلّى الله عليه وسلّم-:(( (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ، وتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ، ويَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وتَظْهَرَ الفِتَنُ، ويَكْثُرَ الهَرْجُ -وهو القَتْلُ القَتْلُ- حتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ المَالُ فَيَفِيضَ .)) البخاري ، عن أبي هريرة، الرقم: 1036.

    أشراط الساعة الكبرى

    تُعَرَّف علامات الساعة الكُبرى بأنّها الآيات العظيمة الخارقة للعادة، والتي تَظهر مُعلِنةً عن قُرب انتهاء الدنيا، وقيام الساعة، ويُشار إلى أنّ أيّاً منها لم يظهر بعد، ويكون وقوع هذه الآيات مُتتابِعاً؛ أي الواحدة تلو الأخرى ليس بينهما تباعد زمنيّ؛ لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (خُروجُ الآياتِ بعضُها على إِثْرِ بعضٍ ، يَتَتَابَعْنَ كما تَتَابَعُ الخَرَزُ في النِّظامِ). رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الرقم: 3227.

    وترتيب علامات الساعة الكُبرى مسألة اجتهاديّة بين العلماء، لأنّ ترتيب العلامات يختلف من حديثٍ إلى آخر.

    وهي عشر آيات دلّت عليها السنّة: فعن حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه  قال: طلع علينارسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن نتذاكر، قال: « ما تذاكرون؟» قالوا: نذكر الساعة، قال صلى الله عليه و سلم : «إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات» فذكر: «الدخان، الدجال، الدابة، طلوع الشمس من مغربها، نزول عيسى بن مريم  ، يأجوج ومأجوج، ثلاثة خسوف: خسف من مشرق، وخسف من مغرب، وخسف من جزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى المحشر ».( مسلم، كتاب: الفتن وأشراط الساعة، باب:في الآيات التي تكون قبل الساعة. الرقم: 2901.)

    1-الدخان: يملأ الأرض من المشرق إلى المغرب، ويمكث مدة أربعين يوماً، ودليل ذلك قول الله تعالى: ﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ. الدخان: 10.( أبو عبد الله محمد بن فرج شمس الدين القرطبي (1425)، التذكرة بأحوال الموتى وأمور الأخرة (الطبعة الأولى)، الرياض: مكتبة دار المنهاج، صفحة 265.)
    2-الدجال:الدجّال هو رجل من بني آدم يدّعي أنّه ربّ العالمين؛ مكّنه الله بقدرات خارقة؛ لامتحان إيمان الناس، ويُسمّى بالمسيح الدجّال؛ لأنّ عينَه اليسرى ممسوحة؛ أي أعور، قال رسول الله: (الدَّجَّالُ مَمْسُوحُ العَيْنِ)، وقِيل لأنّه يمسح الأرض كلّها، ويسير فيها، أمّا دجّال؛ فلأنّه كذّاب ومُحتال. مسلم، عن أنس بن مالك، الرقم: 2933.

    ويمكث الدجال في الأرض أربعين يوماً، ويفتن الناس بأن يأمر السماء بالمطر فتمطر، ويأمر الأرض بالنبات فتنبت، وذلك ما قاله النبي للصحابة حين سألوه عن الدجال، قال -عليه الصلاة والسلام-: (أَرْبَعُونَ يَوْمًا، يَوْمٌ كَسَنَةٍ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ قُلْنَا: يا رَسُولَ اللهِ، فَذلكَ اليَوْمُ الذي كَسَنَةٍ، أَتَكْفِينَا فيه صَلَاةُ يَومٍ؟ قالَ: لَا، اقْدُرُوا له قَدْرَهُ، قُلْنَا: يا رَسُولَ اللهِ، وَما إِسْرَاعُهُ في الأرْضِ؟ قالَ: كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ، فَيَأْتي علَى القَوْمِ فَيَدْعُوهُمْ، فيُؤْمِنُونَ به وَيَسْتَجِيبُونَ له، فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ، وَالأرْضَ فَتُنْبِتُ)، مسلم، عن النواس بن سمعان الأنصاري، الرقم: 2937.

    3-نزول المسيح عيسى عليه السلام : إن نزول عيسى -عليه السلام- يكون بعد العلامة السابقة، فهو من العلامات الكبرى .قال تعالى:﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌّ﴾الزخرف:61. وقال الرسول صلّى الله عليه وسلّم:( (وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ المَالُ حتَّى لا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ، حتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا، ثُمَّ يقولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: ﴿وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا﴾، النساء: 159.)) البخاري، عن أبي هريرة، الرقم: 2222. وقد ثبت أنه ينزل حاكماً بشريعة الإسلام وليس بغيرها من الشرائع زمن المهدي محمد بن عبد الله.

    ويكون نزوله عند المنارة البيضاء إلى الشرق من دمشق، كما دلّ على ذلك الحديث الصحيح عن الصحابي النواس بن سمعان -رضي الله عنه- أنّه قال: ((فَيَنْزِلُ عِنْدَ المَنَارَةِ البَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ علَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ، وإذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ منه جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ))، مسلم ، الرقم: 2937.

    و يقضي عيسى -عليه السلام- على الدجال وفتنته، قال -عليه الصلاة والسلام-: ((فَيَنْزِلُ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأمَّهُمْ، فإذا رَآهُ عَدُوُّ اللهِ، ذابَ كما يَذُوبُ المِلْحُ في الماءِ، فلوْ تَرَكَهُ لانْذابَ حتَّى يَهْلِكَ، ولَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بيَدِهِ، فيُرِيهِمْ دَمَهُ في حَرْبَتِهِ)) مسلم، عن أبي هريرة، الرقم: 2897.

    4-خروج يأجوج ومأجوج:وهما قبيلتان كبيرتان من ذرية آدم عليه السلام، أقام ذو القرنين عليهم سداً بسبب إفسادهم في الأرض، قال تعالى: ﴿فَإِذا جاءَ وَعدُ رَبّي جَعَلَهُ دَكّاءَ وَكانَ وَعدُ رَبّي حَقًّا * وَتَرَكنا بَعضَهُم يَومَئِذٍ يَموجُ في بَعضٍ وَنُفِخَ فِي الصّورِ فَجَمَعناهُم جَمعًا﴾، الكهف: 98-99. ﴿حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ﴾الأنبياء:96. ويكون خروجهم بعد نزول عيسى -عليه السلام- وقتله للدجال، ويأذن الله لهم بخرق السدّ؛ فيخرقونه ويخرجون بين الناس، وينتشرون في الأرض، ويشربون مياهها، ويتحصّن الناس منهم، فلا يبقى في الأرض غيرهم، ثم يرمون بِأسهمٍ إلى السماء، فيعيدها الله لهم مليئة بالدماء ليفتنهم، ويبنما هم كذلك يسلّط الله عليهم دوداً في أعناقهم، فيهلكون بسببه.( ابن كثير (2003)، البداية والنهاية (الطبعة الأولى)، مصر: دار هجر للطباعة والنشر ، ص 236، جزء 19.)
    5-طلوع الشمس من مغربها:تختلّ حركة الكون بطلوع الشمس من جهة الغرب على غير عادتها التي ألِفَه الخلق عنها؛ وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِها، فإذا طَلَعَتْ فَرَآها النَّاسُ آمَنُوا أجْمَعُونَ، فَذلكَ حِينَ: ﴿لا يَنْفَعُ نَفْسًا إيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ، أوْ كَسَبَتْ في إيمانِها خَيْرًا﴾الأنعام: 158. وتأكيداً على أنّ التوبة لا تنفع حينها، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((ثَلاثٌ إذا خَرَجْنَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ، أوْ كَسَبَتْ في إيمانِها خَيْرًا: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها، والدَّجَّالُ، ودابَّةُ الأرْضِ)) مسلم، عن أبي هريرة، الرقم: 158.
    6-خروج الدابّة:أخبر بها الله -عزّ وجلّ- وأكّدها النبي -عليه الصلاة والسلام-، إذ قال سبحانه: ﴿وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ﴾،ا لنمل: 82. فتخاطب الدابة الناس، وبها يتميّز أهل الإيمان عن غيرهم. وجاء ذكر الدابة عن حذيفة بن أسيد الغفاري في الحديث السابق. قيل تخرج من مكة وتكلم الناس وتطبع على جبين الكافر(كافر)، وعلى جبين المؤمن(مؤمن).

    7-8-9- الخسوفات الثلاثة:تُعَدّ لفظة (الخَسْف) مصدراً للفعل (خَسَفَ)، فَخَسَفَت الأرض؛ أي غارت بمَن عليها، وخَسَفَت به الأرض؛ أي اختفى بداخلها. وهذه الخسوف الثلاثة ليست كغيرها ممّا يَحدُث الآن، فهي أعظم مكاناً وقدراً، وتكون في المشرق، وفي المغرب، وفي جزيرة العرب كما أخبر رسول الله: (وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بالمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بالمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بجَزِيرَةِ العَرَبِ).

    10- النار التي تخرج الناس إلى محشرهم :اتّفق العلماء على أنّ خروج النار هي آخر علامات الساعة الكُبرى؛ لقول رسول الله: (وَآخِرُ ذلكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ اليَمَنِ، تَطْرُدُ النَّاسَ إلى مَحْشَرِهِمْ) مسلم ، عن حذيفة بن أسيد الغفاري، الرقم: 2901. ويُفهَم من حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّ هذه النار تَخرُج من اليمن، وتَسوق الناس إلى مَحشرهم وهو بلاد الشام؛ لقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ستَخرُجُ نارٌ من حَضرموتَ أو من نحوِ بحرِ حضرموتَ قبلَ يومِ القيامةِ تَحشُرُ النَّاسَ قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، فما تأمُرُنا؟ فقالَ: عليكُم بالشَّامِ)، وهذه النار ليس الهدف منها إحراق الناس، وإنّما سَوقهم إلى مَحشرهم، فتبقى مُلازمة لهم ليلاً ونهاراً، تبيت معهم وترحل معهم، وتبقى هكذا حتى تَصل بهم إلى الشام، وقد ورد ذلك عن رسول الله بقوله: (ويَحْشُرُ بَقِيَّتَهُمُ النَّارُ، تَقِيلُ معهُمْ حَيْثُ قالُوا، وتَبِيتُ معهُمْ حَيْثُ باتُوا، وتُصْبِحُ معهُمْ حَيْثُ أصْبَحُوا، وتُمْسِي معهُمْ حَيْثُ أمْسَوْا). (سعيد اللحام (1992م)، علامات الساعة، بيروت: دار الفكر اللبناني، ص104. )

    أخبر رسول الله أنّ الساعة لا تقوم إلّا على شرار الخلق، أمّا المؤمنون منهم فيُنجّيهم الله من أهوالها؛ وذلك بإرسال ريح طيّبة تقبض أرواحهم، فلا تظلّ على الأرض نَفْس في قلبها مثقال ذرّة من إيمان؛ لقوله صلّى الله عليه وسلّم: ((ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ رِيحًا بَارِدَةً مِن قِبَلِ الشَّأْمِ، فلا يَبْقَى علَى وَجْهِ الأرْضِ أَحَدٌ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِن خَيْرٍ، أَوْ إيمَانٍ إلَّا قَبَضَتْهُ، حتَّى لو أنَّ أَحَدَكُمْ دَخَلَ في كَبِدِ جَبَلٍ لَدَخَلَتْهُ عليه، حتَّى تَقْبِضَهُ قالَ: سَمِعْتُهَا مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: فَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ))، مسلم، عن عبد الله بن عمرو، الرقم: 2940 .

 

What's Your Reaction?

like
0
dislike
0
love
0
funny
0
angry
0
sad
0
wow
0